في الصورة الممثل العالمي ديكابريو يتجول قرب أسوار الرباط القديمة كثيرون يعتقدون أن المخرجين السينمائيين العالميين يأتون لتصوير أفلامهم عندنا بسبب جمال المغرب وكرم الضيافة التي يتميز بها المغاربة ، والحال أن هؤلاء المخرجين يأتون إلى المغرب لأن الأرباح التي يجنونها من الأفلام المصورة هنا تتضاعف بشكل مهول . ففي مدينة سلا يصور المخرج الأمريكي ريدلي سكوت هذه الأيام مشاهد فيلمه الجديد " جسد الأكاذيب " ، الذي تدور أحداثه حول الحرب الأمريكية على الإرهاب ، وقد كان اختيار المخرج الأمريكي لأزقة مدينة سلا القديمة كخلفية لتصوير مشاهد شريطه الجديد ليس حبا في المغرب والمغاربة ، بل لأن التكاليف التي سينجز بها فيلمه هنا ستكون أقل بكثير مقارنة مع أي مكان آخر من العالم ، ففي مدينة سلا لن يحتاج مخرج "جسد الكذب" لبناء ديكورات كاذبة لتصوير مشاهد البؤس التي يعيش فيها "الإرهابيون " ، مادام أن هناك أحياء قائمة بذاتها يعيش أهلها البؤس ديال بصح . "" وفي المغرب يوجد كنز ثمين يبحث عنه المخرجون العالميون بكثرة ، وهو البطالة ، التي تجعل آلاف الشباب المغاربة يقبلون بلعب دور الكومبارس مقابل دراهم معدودة جدا . إذن كل الأشياء التي يحتاجها مخرجو الأفلام متوفرة في المغرب بأبخس الأثمان ، الديكورات الطبيعية التي لا تحتاج سوى للمسات طفيفة كي تصبح صالحة للتصوير ، واليد العاملة التي تستطيع القيام بكل شيء مقابل أجور بئيسة ، وهذا هو سر قدومهم عندنا . وبطبيعة الحال فنحن لا يمكننا إلا أن نرحب بشركات الإنتاج العملاقة التي تأتي لتصوير أفلامها في المغرب ، لأن فيلما سينمائيا واحدا يستطيع أن يجعل اسم بلدنا معروفا لدى ملايين من الناس عبر مختلف بقاع العالم ، وهذا ما عجزت عنه كل تلك الإشهارات الكثيرة التي قامت بها وزارة السياحة على أغلفة المجلات العالمية وشاشات التلفزيونات مقابل مبالغ مالية طائلة ، ولكن خاص هاد الشركات تهلا شوية فالشباب ديالنا اللي كايخدمو معاها ، سواء التقنيين أو الذين يشتغلون ككومبارس ، عوض أن يتعاملوا معهم كعبيد بلا كرامة . إيوا أدراري غير طلبو ليهوم الثمن بلا ما تخافو تضيع منكم فرصة الشغل ، راه ما غاديش يهربو فين ، حيت ما غاديش يلقاو بحال المغرب ! وكاينة واحد الحاجة مهمة بزاف ربما لا ينتبه إليها السيد وزير السياحة ، وهي أن هذه الأفلام يمكن اعتبارها بمثابة سيف ذو حدين ، يمكن تنفعنا يمكن تهلكنا ، ما دام أن بلدنا يعول كثيرا على الأموال التي يأتي بها السياح من أجل تحقيق التوازن المالي . كيفاش ؟ عندما يشاهد سائح غربي تلك المناظر الخلابة التي يتم فيها تصوير الأفلام في ورزازات مثلا ، ستتملكه رغبة شديدة في القدوم إلى المملكة لقضاء بضعة أسابيع بين أحضان طبيعتها الجميلة ، هذا مؤكد . ولكن عندما يرى مناظر يعمها البؤس والقبح سيغير رأيه بدون شك ويولي وجهه جهة بلد آخر تنعدم أو تقل فيه مشاهد البؤس كتلك التي توجد عندنا . الناس بغات تشوف الجمال ديال الطبيعة ماشي البؤس والكمامر المتجهمة ، واللي شاف الأحياء البئيسة ديال سلا اللي كايصور فيها ريدلي سكوت الفيلم ديالو موحال واش يجي للمغرب واخا يقولو ليه راه الطيارة ولوطيل والماكلة فابور ! وبمناسبة تصوير ريدلي سكوت لفيلمه الاخير بالمغرب أتقدم لبطل الفيلم "السيد" ليوناردو ديكابريو بالشكر الجزيل على تلك البهدلة العظيمة التي صنعها في حق السيد محمد نبيل بنعبد الله ، وزير الاتصال السابق ، هذا الأخير ذهب إلى الفندق الذي ينزل فيه النجم ديكابريو من أجل أخذ صورة تذكارية معه ، وبعد مدة طويلة قضاها سعادة الوزير في انتظار نزول النجم الأمريكي ، جاء هذا الأخير وقال للسيد بنعبد الله راني ما مساليش دابا للتصاور ! ناري على شوهة ! السيد الوزير لم ينفعه سيكاره الذي يزعت به على أصدقائه في المجالس الخاصة ، ولم ينفعه منصبه الوزاري ، ولا حتى شاربه السيتايني المقصوص بعناية فائقة ! فالحقيقة أنا لا يسعني إلا أن أقول لديكابريو برافو ...برافو ..برافو ...! حيت هاد المسؤولين دياولنا كا يحسابو روسهوم ما نعرف أشنو ، وهما أصلا ما يسواو حتى بصلة خامجة ! almassae.maktoobblog.com