نعيمة بوزيد ممثلة واعدة، طموحة، تتمنى أن تنال إعجاب المغاربة جميعا في يوم من الأيام ويغدو إسمها متداولا وسط الفنانين والفنانات المغاربة. لم تشارك في أفلام مغربية كثيرة، ولكنها لعبت أدوارا كان لها بصمة في عالم الفن السابع، مثل فيلم " شعرك أسود يا إحسان" للمخرجة (طالة حديد) حيث نالت جائزة أحسن ممثلة في مهرجان الفيلم المتوسطي القصير بطنجة، وفيلم " عيالات في الطريق" لفريدة بورقية، و" النافذة" ل (كمال الدرقاوي)، وفي شريط تلفزيوني بعنوان " استر ما استر الله" لفريدة بليزيد الذي عرضته قناة دوزيم أخيرا، كما في الفيلم الأخير الذي أخرجه مومن السميحي، ثم اخيرا فيلم " طنجرين" للمخرجة الألمانية إيرين فون ألبرتي. عن هذا الفيلم ومشاركتها في مهرجان " فيلم كونستفيست ( film kunstfest) في (شفيغن) بألمانيا التي زارتها خلال الصيف التقينا الممثلة نعيمة بوزيد بمقهى في ليلة رمضانية بتطوان، وأجرينا معها هذا الحوار ************* هلا حدثنا عن زيارتك الأخيرة لألمانيا وحضور مهرجان " فيلم كونستفيست " ب(شفيغن) باعتبارك أحد المشاركات في فيلم " طنجرين" للمخرجة الألمانية إيرين فون ألبرتي الذي تدور احداثه في مدينة طنجة؟ وكيف استقبلت من طرف الصحفيين والنقاد والجمهور الالماني هناك؟ > قبل ذلك أود أن أشكر جريدة "العلم" على استضافتها لي في هذا الشهر الكريم. فيلم " طنجرين" عرض في عدة مدن ألمانية، ولم يعرض إلا مرة واحدة في مهرجان تطوان السينمائي الدولي أخيرا الذي كضيف شرف. وقد لقي استقبالا طيبا من طرف عدد كبير من الصحفيين والنقاد السينمائيين المغاربة والجمهور. كما أن الصحافة الألمانية كتبت عن دوري بصورة جيدة. وفي ألمانيا عرض الفيلم في القاعات السينمائية بكل من برلين وشفيغن وميونيخ وهامبورك ودغيستن وغيرها من المدن الألمانية الأخرى، وقد كتب عنه في الصحافة الألمانية بشكل جيد. وحتى لا يتهمني أحد بالغرور، أقول إنني استقبلت في ألمانيا كنجمة سينمائية، حيث غمرني الجمهور الألماني بالسعادة على اعتبار أنه يقدر الفن والفنانين، وبهذه المناسبة أغتنم الفرصة لأقول إن الفنان المغربي يلقى الدعم والتشجيع من طرف المخرجين السينمائيين لبلدان أخرى، حيث نجدهم يشجعون الفنان في بداياته، ولا يحصرونه في أدوار ثانوية، وهذا لا يمنع أن يكون هناك رأي آخر في هذا الموضوع ، فأنا أتكلم عن نفسي. باختصار، لقد كانت بداية مشرفة و تجربة رائعة لن أنساها طوال حياتي. كنت أنا المغربية الوحيدة هناك مع ممثلة جزائرية وممثلين ألمان. ما رأيك في ظاهرة المخرجين أو المخرجات الأجانب الذين يصورون أفلامهم في بلادنا التي تكاثرت في الآونة االأخيرة واختيارهم لممثلين أو ممثلات مغاربة للقيام بأدوار في أفلامهم؟ ما ذا يعني هذا بالنسبة إليك؟ > في نظري الفيلم ليس له حدود، أن يصور الفيلم مخرج أجنبي أو عربي أو مغربي، فهذا شيء عادي، لأن المهم هو أن يكون هناك سيناريو مكتوب بشكل جيد، وإنتاج في المستوى. بالنسبة لفيلم " طنجرين" فقد عاشت المخرجة إيرين فون ألبرتي في مدينة طنجة عدة أيام وشهور، وكتبت سيناريو الفيلم انطلاقا من فكرة عن واقع الفتيات المنحرفات أو الأمهات العازبات اللواتي يرغمهن الفقر على الانحراف. لقد نزلت إلى الشارع وعاشرت هؤلاء الناس ورأت كيف يعيشون ووقفت على أوضاعهن الاجتماعية لتقوم بصياغة كل ذلك فنيا عبر الاشتغال على موضوع الانحراف الذي تعاني منه جميع الاقطار. لماذا لا يتم التكلم بشكل صريح و جريء عن موضوع الدعارة؟ > (تضحك).. بعض الناس الذين شاهدوا الفيلم قالوا إن الفيلم لم يتكلم عن الدعارة، وإنما الأسباب التي تؤدي بالفتاة إلى الانحراف. وطنجة في الفيلم ليست في الواقع غير نموذج. ثمة أسباب جسدها الفيلم كالفقر والحرمان والمعاناة، فلقد كان البحث عن المال هو السبب في خروج الفتيات إلى الشارع. دعني أقول لك شيئا هاما ، فالشخصية التي لعبتها في فيلم " طنجرين" موجودة في الواقع. في حوار أجريته أخيرا مع الممثلة المغربية سناء العلوي التي شاهدت فيلم " طنجرين"، قالت إن الفيلم يتكلم بجرأة عن الدعارة و يتكلم عن الواقع. مارأيك في ذلك؟ > باستثناء فيلم " العيون الجافة" لنرجس النجار الذي استطاع بجرأة غير معهودة أن يتناول قضية الدعارة وأشكال التهميش التي تعاني منها النساء في منطقة من مناطق الأطلس المغربي باعتبارهن بائعات هوى...لم تطرح الفكرة في السينما المغربية إلا بشكل غير مباشر. لكن أعتقد أن المخرجة الألمانية ركزت في الفيلم على الموضوع، وكشفت فنيا عن المستور في هذه القضية . كما أن المسألة ليست في طريقة معالجة الموضوع من طرف مخرجة مغربية او أجنبية، وإنما في القدرة على الكشف عن الواقع وفضحه سينمائيا دون جرح أحد، وهذا ما استطاعت المخرجة بإمكانياتها وموهبتها الفنية إنجازه. يحكى كثيرا عن تهميش الممثلين والممثلات بمنطقة الشمال، وبتطوان تحديدا رغم ما تزخر به المنطقة من طاقات واعدة؟ مارأيك في هذا الموضوع؟ > حقيقة، منطقة شمال المغرب، وتطوان تحديدا تزخر بمواهب وطاقات فنية واعدة، وذلك بشهادات كبار المخرجين. لكن من يجمع هذه المواهب؟ من يشجعها دون التنقيص من قيمتها؟ ظهر أخيرا ممثلون وممثلات بوسعهم الذهاب بعيدا. المشكل الذي نعاني منه، وأعاني منه شخصيا هو البعد عن مدينتي الرباط والدارالبيضاء. هل سبق أن عرضت عليك أدوار في أفلام سينمائية مغربية، لكنك رفضتها؟ > عرض علي في السابق دور في فيلم " زمن الرفاق" للمخرج محمد شريف الطريبق، لكنه كان دورا صغيرا. حضرت تصوير الفيلم. إنه مخرج متمكن من أدواته ويعرف كيف يدير الممثلين، وهو لبق. حلمي أن أشارك في فيلم للمخرج محمد شريف الطريبق، لكن في دور مهم. عرض علي بعض المخرجين المغاربة اللعب في أفلامهم لامتحان نعيمة بوزيد فقط. كيف قضيت أوقات رمضان؟ وماالذي يميز رمضان في تطوان عن باقي المدن المغربية؟ > مثل جميع المغاربة. أخرج في بعض الأحيان للتسوق. أقرأ بعض الجرائد والمجلات خصوصا المتعلقة بالجانب الفني، بعض كتب السينما، أحضر مع والدتي بعض الشهيوات للإفطار. وفي الليل ألجأ إلى العبادة، القيام بأداء الصلاة، وحين أفرغ من ذلك أتفرج على بعض المسلسلات الرمضانية وبعض الأفلام. أما بخصوص رمضان في تطوان، فهو مختلف بعض الشيء عن وسط المغرب وجنوبه. عندنا في تطوان طريقة تهييء مائدة الإفطار مختلفة بالشهيوات التطوانية المتميزة.