اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة شرق أوروبا بعدة مواضيع، من بينها الخلاف القائم بين بولونياوألمانيا حول نقل الغاز الروسي و التفجير الذي وقع بمحطة ميترو الأنفاق في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "ناش دجينيك" أن الخلاف القائم بين بولونياوألمانيا حول نقل الغاز الروسي عبر مشروع "ستريم نور" لا يحمل فقط أبعادا اقتصادية محضة مع سعي وارسو للاستفادة من هذا المشروع لتأمين حاجياتها الخاصة من المواد الطاقية ،وإنما يتعدى ذلك الى "خلاف سياسي عميق بين موسكوووارسو ومحاولة كل طرف في كل مرة سد الطريق على خصمه للنيل منه بسبب المشاكل البينية المتراكمة " . وأضافت اليومية أن بولونيا تسعى الى جعل الموافقة على مشروع نقل الغاز الروسي نحو أوروبا الوسطى "ورقة سياسية مهمة للضغط على روسيا من أجل التراجع عن موقفها إزاء القضية الأوكرانية ،ووقف دعمها للانفصاليين والتعامل معها بشفافية بخصوص نتائج البحث" الخاص ب"قضية حادثة سمولينسك الجوية " التي وقعت بروسيا وأودت بحياة الرئيس البولوني الاسبق ليخ كاتشينسكي . وأبرزت الصحيفة أن الخلاف حول المشروع الروسي الأوروبي ،قد يتسبب في "عرقلة مسار المشروع الطاقي للاتحاد الأوروبي" ،الذي يروم ضمان الأمن الطاقي للبلدان الأعضاء بأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ،وكذا في تنامي الخلاف بين ألمانيا ،التي تساند إنجاز المشروع ،وبولونيا ،التي تسعى الى سد الطريق على روسيا لتنفيذ مشروعها ،مع بروز خلافات عميقة في الآونة الأخيرة بين برلينووارسو ،خاصة ما يتعلق بانتخاب رئيس المجلس الأوروبي البولوني المعارض دونالد تاسك . وتناولت صحيفة "غازيتا بولسكا" موضوع قرار بولونيا القاضي بانسحاب البلاد من الفيلق العسكري الأوروبي المشترك ورغبة وارسو في أن لا ينظر الى هذا القرار كمحاولة لعرقلة السير العادي للمنتظم العسكري ،وإنما الى كون القرار يشكل "دعوة مفتوحة لكل دول الاتحاد الأوروبي من أجل التوافق والاتفاق حول سياسية أمنية موحدة شاملة ". ورأت الصحيفة أن لبولونيا "الحق في أن تنخرط في أي مشروع يلائم تطلعاتها وتصوراتها "،ومن تم ترى وارسو حاليا أن "تكثيف نشاطها العسكري داخل منظمة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) هو أفيد لها ولأمنها حاضرا ومستقبلا" ،على اعتبار أن آليات عمل وأهداف الناتو "أكثر وضوحا وأكثر نجاعة ومفيدة لبولونيا لمواجهة تحدياتها الأمنية خاصة مع تنامي التوتر في شرق أوكرانيا ". وفي روسيا، ركزت الصحف اهتمامها على التفجير الذي وقع أمس الإثنين بمحطة ميترو الأنفاق في مدينة سان بطرسبورغ ، ثاني أكبر المدن الروسية، وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (ذو موسكو تايمز) أن 10 أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب العشرات في تفجير عبوة ناسفة في عربة قطار داخل مترو أنفاق مدينة سان بطرسبورغ الروسية. وأوضحت نقلا عن وزيرة الصحة الروسية، فيرونيكا سكفورتسوفا، أن 7 أشخاص لقوا مصرعهم فور وقوع التفجير، فيما توفي 3 مصابين لاحقا، أحدهم أثناء نقله والآخران بعد وصولهما إلى المستشفى، مشيرة إلى أن الحادث أسفر أيضا عن إصابة أزيد من 37 شخصا 6 منهم إصاباتهم بليغة. وارتباطا بنفس الموضوع، أفادت صحيفة (إزفيستيا) بأن السلطات الروسية عززت الإجراءات الأمنية في محطات مترو والأنفاق السكك الحديدية والمطارات والأماكن العامة داخل العاصمة موسكو بعد التفجير الذي طال مترو مدينة سان بطرسبورغ. وأضافت الصحيفة أن عناصر الأمن انتشرت بشكل كثيف في مداخل محطات القطارات ومترو الأنفاق في العاصمة موسكو بعد التفجير الذي وقع في محطة ميترو سان بطرسبورغ ، مشيرة إلى أن إدارة مترو أنفاق موسكو أعلنت عن اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لضمان أمن الركاب. من جهتها، أوردت صحيفة (روسيا هيرالد) أن سلطات مدينة سان بطرسبورغ الروسية أعلنت أمس الحداد لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من اليوم الثلاثاء على خلفية التفجير الإرهابي الذي وقع في مترو المدينة. ونقلت عن محافظ المدينة ، غيورغي بولتافتشينكو، أن حكومة المدينة ستقدم جميع المساعدات اللازمة لضحايا الانفجار في محطة مترو سان بطرسبورغ. وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن الأهمية الاستراتيجية لتركيا أصبح موضع شكوك حاليا حيث يرى الامريكيون والأوربيون انها تسير في نهج في أفضل الأحوال ضبابي وغير مفهوم. وأضافت أنه رغم كونها بلد كبير ذي موقع جيواستراتيجي حاسم وتتوفر على قدرات عملياتية قوية إلا أن الثقة باتت مفقودة، متسائلة عما إذا كانت اليونان قادرة على ملء أي فراغ محتمل في هذا الاطار. وقالت الصحيفة إن اليونان بمساعدة إسرائيل التي كثفت معها خلال السنوات الاخيرة اللقاءات والتحالفات بدأت حوارا استراتيجيا مع الولاياتالمتحدة كفيل بأن يفضي لنتائج ملموسة، مشيرة الى أن الولاياتالمتحدة بدأت التحضير لأي خروج محتمل لتركيا من حلف شمال الاطلسي أو إغلاق قاعدة أنجيرليك. صحيفة (ثيما) ذكرت أن زعيمي أبرز حزبي المعارضة (الديمقراطية الجديدة) كيرياكوس ميتسوتاكيس و(الحزب الاشتراكي) فوفي جيرميناتا أجريا الاثنين اجتماعا تنسيقيا اتفقا خلاله على كون الحكومة الحالية غير قادرة على معالجة المشاكل العميقة الاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها البلد ويتعين عليها الرحيل . وأضافت الصحيفة أن الاجتماع كان بمبادرة من ميتسوتاكيس الذي شرع في سلسلة اجتماعات تنسيقية مع المعارضة للضغط على الحكومة المتخبطة حاليا في مفاوضاتها مع المانحين والدعوة الى انتخابات سابقة لأوانها. وفي تركيا أكدت يومية (ستار) أن أنقرة لن تقبل أبدا بأن يقوم بعض الأوروبيين الفاشيين بالمس بشرف البلاد أو تخويف الشعب التركي، مشيرة نقلا عن الرئيس أردوغان إلى أن "بعض قادة الغرب يشكلون استثناء". من جهتها، أعلنت (دايلي صباح) أن تركيا تعتزم إطلاق عمليات جديدة لمحاربة الإرهابيين بمختلف المناطق قرب الحدود لمطاردة المجموعات الإرهابية كحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وتنظيم داعش. وأضافت الصحيفة أن "تركيا تهيئ مفاجآت جميلة لهذه المجموعات الإرهابية خلال الأشهر المقبلة وبمناطق أخرى"، مشيرة إلى أن عملية درع الفرات التي تم إطلاقها في شمال سورية في غشت الماضي، انتهت يوم الجمعة الماضي. وسجلت الصحيفة أن تركيا حققت الأهداف المحددة لهذه العملية بإجلاء تنظيم داعش بعيدا عن الحدود والحيلولة دون إحداث جسر إرهابي من قبل المجموعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في شمال سورية.