اهتمت الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية بالتحديات التي تواجه إدارة ترامب، وبالتحقيق الجاري بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فضلا عن الجدل الواسع الذي أثاره ارتفاع أجور عدد من كبار مسؤولي شركة "بومبارديي" في كندا. وهكذا، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن الرئيس دونالد ترامب بدأ أسبوعه الحادي عشر في البيت الأبيض في وضع الأزمة، حيث أن أجندته قد يشوبها أو تلطخ بقضايا أكثر فأكثر إلحاحا حول توجه البيت الأبيض في التحقيق الجاري بشأن روسيا. وأضافت الصحيفة أن ترامب وأقرب مساعديه في موقف دفاعي، وفي الرد على آخر التقارير التي تشير إلى أن مسؤولين كبار في الإدارة حاولوا التأثير في تحقيق لجنة الاستخبارات بمجلس النواب بشأن تدخل موسكو في الرئاسيات الأمريكية، والروابط المحتملة بين ترامب والمسؤولين الروس. من جهتها، ذكرت (وول ستريت جورنال)، في هذا الصدد، أن قاطن البيت الأبيض قدم دعمه لمستشاره السابق في الأمن القومي، مايكل فلين، الذي اتهم في فبراير الماضي بالقيام بتضليل نائب الرئيس مايك بنس، بشأن روابطه مع روسيا. وأبرزت اليومية أن ترامب، الذي فند دائما الشكوك بشأن تدخل روسي خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2016، وصف التحقيق في هذه القضية ب"مطاردة الساحرات". وأوضحت الصحيفة أنه في خطوة مفاجئة اقترح فلين أن يتم استجوابه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ولجان الكونغرس التي لها علاقة بالتحقيق بشأن روسيا في مقابل الحصول على حصانة ضد أي ملاحقة. في هذا السياق، أبرزت صحيفة (دو هيل) أن شهادة فلين يمكن أن توفر معلومات قيمة لأعضاء اللجان وكذا للمكتب الفدرالي، اللذين شرعا في تحقيقاتهما الخاصة بشأن التدخل الانتخابي من قبل روسيا. بكندا، كتبت (لوسولاي) أن كبار مسؤولي شركة "بومباردييه" لا يستطيعون تبديد رأسمال تعاطف الأشخاص، الذي بدونه كان من المستحيل القيام بتصحيح مسار الشركة، ولكن هذا هو ما يقومون بفعله، مع منح زيادة تقارب 50 بالمئة من الأجر لستة من أعضاء الإدارة، تتضمن مكافآت وحوافز تعادل ثلاثة أضعاف رواتبهم. من جهتها، أبرزت (لودروا) إنه إذا كان سكان كيبيك قد احتجوا على تماطل حكومة أوتاوا إزاء دعوات الحصول على تمويل لطائرات "سي سيريز" لشركة بومبارديي، فإنهم يحتجون الآن لأنهم يشعرون بالخيانة أمام الزيادات في الأجور التي قام أطر المقاولة بالتصويت عليها. بدورها، كتبت (لو دوفوار) أنه على الرغم من أن وزيرة الاقتصاد الكيبيكية، دومينيك أنغلاد، قد أكدت أنها تتفهم صدمة السكان والعمال من هذه الزيادة، لكن لا يبدو أن لديها الهواجس، التي لدى كويار، الذي أعرب عن قناعته بأن قادة بومبارديي سيستمعون للمجتمع، مقرا في الوقت ذاته بأن الحكومة لا تزال عاجزة بشأن هذا الملف، لأن الأمر يتعلق بقرار يعود إلى مساهمي الشركة. على صعيد آخر، أوضحت (لا بريس) أن رئيس الوزراء جوستان ترودو دافع مجددا عن الحصة المخصصة للدفاع في الميزانية الكندية، على الرغم من الضغوط الأمريكيةالجديدة، التي تعبر أملها في زيادة مساهمة حلفائها في حلف شمال الاطلسي. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن المكسيك تتابع "بقلق بالغ" الأحداث الأخيرة التي أدت إلى تدهور الديمقراطية في فنزويلا، حسب ما عبر عنه الرئيس إنريكي بينيا نييتو، الذي قال إن بلاده يمكن أن تبقى غير مبالية، لذلك قامت في إطار منظمة الدول الأمريكية بالترويج على أن الإخوة الفنزوليين من سيقوم، من خلال الحوار، ببناء طريق إعادة إرساء الديمقراطية. أما صحيفة (ال يونيفرسال)، فقد أكدت أن الأزمة السياسية في فنزويلا دخلت مرحلة جديدة مع تولي المحكمة العليا صلاحيات البرلمان، وهو القرار الذي وصفته أغلبيته المعارضة ب"الانقلاب". وببنما، اهتمت الصحف بموقف البلد من الأزمة بفنزويلا، حيث أشارت جريدة (لا إستريا) إلى أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا اقترح لعب دور الوسيط بين المعارضة والحكومة لنزع فتيل النزاع الذي يهدد السلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بالبلد، موضحة أن رؤساء بلدان أمريكا الوسطى وكولومبيا والمكسيك، الذين التقوا الأسبوع الجاري بكوستاريكا، اقترحوا تشكيل لجنة تحظى بموافقة طرفي الأزمة لتقريب المواقف. ونقلت الصحيفة عن الرئيس فاريلا قوله إن جهود الوساطة يتعين أن تذهب في اتجاه إقناع الجانبين بضرورة تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، موضحا أن الوضع في فنزويلا مقلق بالنسبة لكافة بلدان المنطقة. على صلة بالموضوع، كشفت صحيفة (لا برينسا) أن الرئيس فاريلا رفض سحب سفير بنما بكاركاس على غرار ما قامت به بيرو وكولومبيا والشيلي بعد تعطيل محكمة العدل العليا بفنزويلا للبرلمان، الذي تسيطر عليه المعارضة، والاستيلاء على اختصاصاته، موضحة أن فاريلا علل موقفه بأن "بنما تسعى لتكون طرفا في حل الأزمة، ولكي تلعب دور الوساطة بشكل جيد، يتعين ألا تكون طرفا فيها".