أولت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء في بلدان أوروبا الغربية ، اهتمامها لعدد من القضايا، أبرزها ، إطلاق ألية الخروج من الاتحاد الاوروبي من خلال رسالة وجهتها رئيسة وزراء بريطانيا الى رئيس المفوضية الاوروبية اليوم الاربعاء ، وتوقيع الرئيس الامريكي لمراسيم تتراجع عن التزام الولايات المتحدة في مجال محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بإطلاق لندن لآلية الخروج من الاتحاد الأوروبي حيث كتبت (لوفيف) أن تفعيل الفصل 50 من معاهدة لشبونة سيقتصر على إجراءات الفصل بين الجانبين، حيث من المنتظر أن تشكل العلاقات التجارية والقضائية بين لندن والاتحاد الأوروبي موضوع مفاوضات أخرى قد تطول لسنوات. من جانبها، اعتبرت (لاليبر بلجيك) أنه في جميع الحالات لن يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مربح للطرفين. أما (لوسوار) فترى أن هذا الخروج البريطاني يؤكد على أن تفكك المشروع الأوروبي ليس ضربا من الخيال، مضيفا أن البريكزيت علامة عن فشل الطبقة السياسية الأوروبية. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمواضيع كان من ضمنها انطلاق المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على سحب عضويتها من الاتحاد بعد الاستفتاء . وكتبت صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ) أن الحكومة البريطانية ستبدأ اليوم رسميا إطلاق إجراءات الخروج النهائي من الاتحاد الأوروبي إذ يتوقع أن يكون طلاقا عسيرا ، بسبب الثقة بالنفس المبالغ فيها لدى بريطانيا مشيرة إلى أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي أكدت أنها ستعلن عن إطلاق العملية ، رغم أن بعض الدول في الاتحاد الأوروبي لم تستوعب هذا الأمر. وترى الصحيفة أن رئيسة الوزراء عليها أن تكون مقنعة في مفاوضات تفعيل مسار الانفصال الذي من المتوقع أن يستغرق بعض السنوات ، وتتجنب المخاطر التي قد يتعرض لها البريطانيون خاصة فيما يتعلق بالاتفاقات التجارية. من جهتها أبرزت صحيفة (فولكسشتيمة) أن العديد من القضايا ترتبت عن قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، إذ كشف استفتاء الخروج من الاتحاد عن انقسامات يمكن أن تهدد وحدة المملكة المتحدة خاصة وأن أسكتلندا وإيرلندا الشمالية صوتتا لصالح البقاء في الاتحاد إلا أن بريطانيا وويلز صوتتا لصالح الخروج منه. وأشارت الصحيفة إلى أن استفتاء بريطانيا على الخروج من الاتحاد كانت له تداعيات كثيرة منها مطالبة اسكتلندا بإجراء استفتاء حول الخروج من المملكة المتحدة مما خلق جدلا حول الموضوع ، إضافة إلى أن قضية جبل طارق ألقت هي الأخرى بظلالها . أما صحيفة (راين تسايتونغ) فعبرت عن أسفها لخروج المملكة المتحدة معتبرة أن العلاقات بين أوروبا وبريطانيا لن تكون هي نفسها بعد الاستفتاء وإجراءات سحب العضوية وأيضا علاقات الاتحاد بجبل طارق الذي كان يطمح في بقاء المملكة ضمنه . وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لألمانيا فعليها أن تحافظ على مصالحها الأساسية عبر استمرار علاقاتها ببريطانيا على المستوى الاقتصادي. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف اليومية الرئيسية بتوقيع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الرسالة الرسمية التي ستقدم اليوم الاربعاء في بروكسل والمتعلقة ببدء المفاوضات للانسحاب من الاتحاد الاوروبي. ونشرت صحيفة '' لا ريبوبليكا '' صورة رسمية صادرة عن الحكومة البريطانية، تبرز تيريزا ماي وهي على وشك توقيع رسالة تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، التي ستقدم اليوم الاربعاء الى الرئيس مجلس دونالد تاسك الأوروبي. وكتبت الصحيفة أن مكتب الوزيرة الأولى أصدر أيضا مقتطفات من خطاب لها يعلن عن تفعيل البريكسيت. من جانبها، أوردت صحيفة "المساجيرو '' أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وقعت على الرسالة أمس الثلاثاء لإضفاء الطابع الرسمي على الطلاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. وفي البرتغال، ركزت الصحف كذلك ، على موضوع رسالة رئيسة الوزراء البريطانية ، تيريزا ماي، التي ستطلق مسلسل البريكسيت. وكتبت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" أن حكومة تيريزا ماي ستفعل اليوم الأربعاء المادة 50 من معاهدة لشبونة، مما يجعل طلب الخروج من الاتحاد الاوروبي رسميا. وأضافت الصحيفة أن رسالة المملكة المتحدة الى الاتحاد الاوروبي ستتناول موضوع التمهيد الى المفاوضات في يناير المقبل. وأكدت صحيفة " بوبليكو" أن الهدف الرئيسي للاتحاد الأوروبي هو التوصل إلى اتفاق مع لندن للسماح بانسحاب منظم. ونقلت الصحيفة عن مصادر في بروكسل ، أن تكاليف الخروج من الاتحاد الاوروبي و حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في المملكة المتحدة ، والحفاظ على وحدة ال 27 دولة عضوا في الاتحاد ، ستكون النقاط الأكثر حساسية من هذا الانسحاب. وفي سويسرا ، اهتمت الصحف بتوقيع الرئيس الامريكي دونالد ترامب مرسوما تتراجع الولايات المتحدة بموجبه عن التزامها بمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. وكتبت صحيفة "تريبيون دو جنيف" أن الرئيس الجمهوري محا بضربة قلم الخطوات التي اتخذتها إدارة أوباما بشأن حماية المناخ. وأضافت الصحيفة أن هذا خبر سيئ للغاية بالنسبة للمناخ العالمي معربة أن أملها في أن قرارات ترامب لن تشكك في اتفاق باريس حول المناخ. وأشارت صحيفة " 24 أورو" الى أن " سيناريو الكارثة الذي تتبناه الإدارة الأمريكيةالجديدة لن يغير الاتجاه العام على مستوى العالم." لان " معظم الدول واعية بالأمر لأنهم يعيشون بالفعل عواقب الاحتباس الحراري". من جانبها ، ذكرت صحيفة " لوطون" أن الرئيس الأمريكي يريد تعزيز الوقود الأحفوري باسم خلق فرص العمل وشعار "أمريكا أولا" ، مشيرة الى أن " موقف واشنطن من برامج الأممالمتحدة المتعلقة بمكافحة التغير المناخي يصدم دعاة المحافظة على البيئة. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بإعلان رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، أمس الثلاثاء ببرشلونة، عن استثمارات عمومية بنحو 4,2 مليار أورو في البنية التحتية بجهة كاتالونيا خلال السنوات الأربع المقبلة. وكتبت (إلباييس)، تحت عنوان "راخوي يرد على التحدي الانفصالي ب 4,2 مليار أورو من الاستثمارات"، أن رئيس الحكومة أعلن عن هذه الاستثمارات أمام نحو 500 من رجال الأعمال الكاتالونيين كاستراتيجية لمواجهة التحدي الانفصالي. وفي سياق متصل أوردت (لا راثون) أن "راخوي أراد إرضاء كاتالونيا" بالإعلان عن 4,2 مليار أورو من الاستثمارات، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة المركزية طلب مساعدة أصحاب المشاريع لوقف الزخم الانفصالي بهذه الجهة. من جهتها ذكرت (أ بي سي)، تحت عنوان "راخوي يفاوض المجتمع المدني الكاتالوني حول خطة مواجهة الجنرالتات" (حكومة الجهة)، أن الحكومة المركزية عرضت على المقاولين الكاتالونيين 4,2 مليار أورو كاستثمارات في البنية التحتية وطلبت مساعدتهم للفوز في "معركة الاعتدال والحس السليم" ضد زخم الانفصال. بدورها تطرقت صحيفة (إلموند و) لإعلان رئيس الحكومة المركزية عن استثمارات ضخمة بجهة كاتالونيا تحت عنوان "راخوي يحاول التخفيف من النزعة الانفصالية من خلال الاستثمارات". وفي بريطانيا ، تناولت الصحف الانطلاق الرسمي اليوم الاربعاء لمسلسل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي. وركزت صحيفة " الغارديان" على تفعيل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الاربعاء، لمسلسل الخروج من الاتحاد الاوروبي الذي سيدوم سنتين. وأضافت الصحيفة أنه بعد تسعة أشهر على تصويت البريطانيين لفائدة مغادرة الاتحاد ، ستضفي السيدة ماي الطابع الرسمي اليوم على الخروج من الاتحاد الاوروبي ، الذي انضمت اليه عام 1973. ووفقا لصحيفة "الديلي تلغراف"، فإن الحكومة البريطانية لديها سنتين اعتبارا من اليوم الاربعاء للتوصل إلى اتفاق حول شروط الانفصال، أي بحلول نهاية مارس 2019. وبحسب صحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن المفاوضات بشأن البريكسيت يمكن أن تهدد الاقتصاد البريطاني على مستوى الساحة المالية العالمية. أما صحيفة " الاندبندنت" ، فذكرت أن السيدة تيريزا ماي وقعت الرسالة الرسمية أمس الثلاثاء ، وستقدم إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك اليوم الاربعاء في بروكسل من قبل السفير البريطاني تيم بارو. وقالت الصحيفة إن السيدة ماي سوف تبلغ البرلمان البريطاني ببعث الرسالة مذكرة بالتزام لندن للعمل من أجل شراكة عادلة مع الاتحاد الأوروبي. في السياق ذاته تساءلت صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية ، هل كانت المملكة المتحدة عضوا في الاتحاد الاروبي ، من الناحية القانونية نعم ، لكن من الناحية النفسية، لا ، معتبرة انه منذ انضمامها لم تتوقف بريطانيا عن عرقلة اي تطور للاتحاد الاروبي نحو الفيدرالية. واضافت الصحيفة ان بريطانيا كانت تريد سوقا كبرى على ابوابها ، لكن قوة سياسية صغيرة، وهو ما حصلت عليه على مدى معارك عديدة قبل ان تخرج من الاتحاد مما يجعل التساؤلات حول مستقبلها خارج اروبا يكتسي اهمية نسبية . من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان رئيسة الوزراء تيرزا ماي ستطلق اليوم الاربعاء مسطرة الطلاق من الاتحاد الاروبي ، مطلقة بالتالي اختبار قوة لفترة سنتين. واشارت الصحيفة الى ان الكرة الان اضحت في مرمى بروكسيل التي يتعين عليها الجواب على طلب لندن لتحديد وتيرة وطرق المفاوضات ، مضيفة ان لندنوبروكسيل ترغبان في تسوية مصير ثلاثة ملايين اروبي يستقرون بالمملكة، ونحو مليون بريطاني يعيشون بالقارة، وهي قضية تطرح تعقيدات قانونية مرتبطة بنظام التقاعد والصحة وقانون الاسرة. من جانبها، تطرقت صحيفة (لوموند) الى تداعيات القطيعة ، ملاحظة ان فترة سنتين من المفاوضات ستفتح بين لندن وشركائها الاروبيين في المستقبل .