تركز اهتمام صحف أوروبا الصادرة اليوم الأربعاء على مواضيع كان أبرزها ، تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وبيان الحكومة الألمانية بشأن الاستفتاء البريطاني ، والعلاقات البريطانية الأوروبية بعد البريكسيت ، والاعتداءات الارهابية التي استهدفت مطار تركيا . ففي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بتداعيات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي حيث كتبت صحيفة (لافونير) أن القادة الأوروبيين أجمعوا على ضرورة عودة الاستقرار بعد فوز مؤيدي الخروج من الاتحاد لكنهم اختلفوا حول طريقة الوصول إلى ذلك. وأكدت أنه إذا كان الجميع متفق على هذا الهدف ، فإن وجهات النظر تختلف بخصوص طريقة تحقيقه ، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يعتقد فيه البعض أنه يجب تفهم البريطانيين فإن البعض الآخر يسعى إلى الضغط من أجل تسريع خروج بريطانيا من الاتحاد. أما صحيفة (لاليبر بلجيك) فقالت في مقال تحت عنوان " بالنسبة للأوروبيين ، ساعة الحساب قد دقت "، أن الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة تفرض على أولئك الذين لازالوا يعتقدون أنه لازال بالإمكان إحياء مشروع مشترك ومنسجم بالنسبة للقارة ، الدفاع عنه. وبالنسبة لصحيفة (لوسوار) فإنه يجب تفعيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإن لم يتم فسيشكل قاعدة لاستفتاء جديد سيصوت فيه غالبية البريطانيين ضد الخروج من الاتحاد. وفي ألمانيا سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على بيان الحكومة الألمانية الذي قدمته المستشارة أنغيلا ميركل بخصوص استفتاء بريطانيا الذي اسفر عن انسحاب المملكة من الاتحاد الأوروبي. فعبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) ، في تعليقها عن خيبة أملها من مضمون البيان معتبرة أنه " كان على ميركل أن تقدم الأسباب الجوهرية التي أدت إلى هذا الانفصال ، إلا أن شيئا من هذا القبيل لم تتم الاشارة إليه في البيان السياسي . وبدلا من ذلك ، تم انتقاء كلمات جميلة تبرز نعمة الوحدة الأوروبية وأفضالها " . من جانبها اعتبرت صحيفة ( برلينر تاغسشبيغل ) ، أن ميركل كانت رسالتها واضحة بخصوص الانسحاب البريطاني في هذا البيان الذي قدمته أمام " بوندستاغ " ، داعية إلى التعامل بصرامة مع هذا الخروج وترجمة القرارات إلى أعمال. وأضافت الصحيفة أن الأجواء عموما تبقى مضطربة سواء في لندن أو في بروكسل وأيضا برلين مشيرة إلى أن ميركل كان لابد أن تعرض أمام البرلمان بيانا يشرح الخطوات المقبلة التي يمكن اعتمادها بعد الاستفتاء حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي . أما صحيفة (شتوتغارته تسايتونغ) ، فكتبت أنه من وجهة نظر المستشارة مريكل فإن بريطانيا لا تتوقع أن تتلقى معاملة خاصة عند التفاوض حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أنه ينبغي مع ذلك أن تستمر علاقات الصداقة مع البريطانيين . وأضافت الصحيفة أن ميركل أكدت في البيان الحكومي أنه سيتم ضمان أن لا تجري المفاوضات وفقا لمبدأ الانتقاء " أي أن كل عضو رغب في ترك أسرة الاتحاد الأوروبي ، لا يمكن أن يتوقع التخلي عن جميع الالتزامات والاحتفاظ في نفس الوقت بالامتيازات " وفي سويسرا ، كتبت صحيفة (لاتريبون دو جنيف) أن صدى صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أظهرت أن الجميع قد خسر وأن مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي عاجزون على تحمل تبعات نتائج الاستفتاء. وقال كاتب العمود أنه من المفارقات رفض إدانة حرية التنقل في وقت شكل فيه الحد من الهجرة إحدى مبررات مؤيدي الخروج ، مشيرا إلى أن هؤلاء يحاولون الحفاظ على هذه الهجرة التي تضمن الازدهار والولوج للسوق الموحدة. من جانبها ، أكدت صحيفة (24 أور) أن بروكسل مترددة بين معاقبة المملكة المتحدة وإعادة بناء نفسها مستغربة من كون البريطانيين ينتظرون من الاتحاد الأوروبي أن يجد لهم حلا لمشاكلهم. وأشارت صحيفة (لوطون) إلى أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى تعويض خروج بريطانيا من خلال تعزيز العلاقات الأمريكية الألمانية ، دون التخلي على تعاون وثيق مع بريطانيا في مجال الاستخبارات والدفاع. وفي بريطانيا اهتمت الصحافة بالعلاقات البريطانية الأوروبية على اثر انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والاضطرابات داخل حزب العمال. صحيفة (ديلي تلغراف) أشارت إلى مشاركة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في قمة الاتحاد الاوروبي والتي قال خلالها للقادة الأوروبيين أن إصلاح قواعد حرية تنقل الأشخاص في أوروبا تشكل مفتاح العلاقات بعد البريكسيت بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وكتبت الصحيفة أن أحد العوامل الأساسية التي حددت التصويت لصالح انسحاب بريطانيا ، وفقا للسيد كاميرون ، هو أن الولوج إلى السوق الأوروبية الموحدة يدرج حرية تنقل الأشخاص. من جانبها سلطت (الغارديان ) الضوء على مشاركة نايغل فاراج ، زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة نايجل فاراج، في البرلمان والذي يعتبر من أقوى المؤيدين لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي ، إذ تم انتقاده من قبل زملائه الأوروبيين المجتمعين في دورة استثنائية في بروكسل للتصويت على قرار بعد الانسحاب البريطاني. ونقلت الصحيفة عن فاراج قوله "عندما جئت إلى بروكسل قبل سبعة عشر سنة قلت أنني أريد أن أقود حملة من أجل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، سخرتم مني جميعا وضحكتم في وجهي. لكنكم اليوم لا تضحكون ، أليس كذلك ؟ " ، فيما دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر البريطانيين إلى توضيح في أقرب الآجال نواياهم بعد التصويت على الانسحاب. أما بالنسبة لصحيفة (ديلي ميرور) ، فسلطت الضوء على الوضع الداخلي لحزب العمال المعارض ، والذي خسر زعيمه جيريمي كوربين في الاقتراع على الثقة من قبل نوابه أمس الثلاثاء بعدما خسر دعم ثلثي وزراء حكومة الظل. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تمرير مذكرة حجب الثقة من قبل 172 نائبا ، مقابل 40 نائبا فقط عبروا عن دعمهم لزعيم حزب العمال ، المتهم بعدم الدفاع بشكل كافي قضية البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي. ويعتقد المتمردون العماليون أنه مع كوربين لا توجد أية فرصة للفوز يوما ما بالسلطة وفي إيطاليا، وتناولت الصحف الهجوم الارهابي الذي شنه انتحاريون في مطار اسطنبول والذي اسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى وعشرات الجرحى. صحيفة (لا ريبوبليكا) أشارت في مقال تحت عنوان "اسطنبول ، الإرهاب في المطار '' إلى أن الحصيلة الأولية لضحايا العمل الارهابي وفق السلطات التركية بلغت 28 قتيلا و60 جريحا. ولاحظت الصحيفة أنه لم تعلن أي جهة عن مسؤوليتهما عن الهجوم الارهابي ، لكن كل الدلائل تشير إلى أن هذا الاعتداء عملية من صنع "تنظيم الدولة الإسلامية ". من جهتها كتبت (المساجيرو ) تحت عنوان "اسطنبول .. مذبحة في المطار " أن الشرطة التي كانت متواجدة عند مدخل المطار أطلقت النار على المهاجمين قبل أن يصلوا إلى نقطة التفتيش الأمني بمحطة الوصول ففجروا أحزمتهم التي أسفرت عن مقتل 28 شخصا على الاقل وعشرات الجرحى بعضهم إصاباتهم خطيرة. وتساءلت الصحيفة ما إذا كان الهجوم على مطار اسطنبول آخر حلقة من سلسلة قديمة أو بداية سلسلة أخرى جديدة معربة عن اعتقادها أن " ظل داعش يحوم حول التفاهم بين تركيا إسرائيل". من جهتها كتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) ،تحت عنوان '' قنابل وإطلاق نار : مجزرة في مطار اسطنبول " مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن عدد من القتلى والجرحى . وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهجوم هو السابع من نوعه في تركيا منذ بداية السنة مضيفة أن الحكومة التركية منعت بث صور لهذه المجزرة الجديدة. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف هي الأخرى بشكل خاص بالهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس الثلاثاء مطار أتاتورك في اسطنبول والذي خلف عشرات القتلى والجرحى. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس) أن انتحاريين فجروا أنفسهم داخل مطار أتاتورك باسطنبول مخلفين مقتل نحو خمسين شخصا على الأقل وإصابة نحو ستين آخرين بحسب حصيلة أولية ، مشيرة إلى أن الشرطة التركية تتهم ما يسمى ب" الدولة الاسلامية " بالوقوف وراء هذا الهجوم. من جهتها أشارت صحيفة (إلموندو)، إلى أن هذا الهجوم الثلاثي نفذه انتحاريون ، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا إلى اجتماع مع رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة لتدارس الوضع. أما صحيفة (لاراثون) فأوردت تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية المنتهية ولايتها ، ماريانو راخوي ، الذي أدان بشدة هذا الهجوم الإرهابي ، مضيفة أنه وجه نداء من أجل الوحدة لمواجهة التهديد الإرهابي الذي يتربص بجميع بلدان العالم. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية ، التي لم تبلغ عن ضحايا أسبان، عبأت عقب هذا الهجوم مصالحها القنصلية في تركيا لمساعدة المواطنين الإسبان الذين تأثروا بهذا الهجوم. وفي فرنسا واصلت الصحف التعليق على تصويت البريطانيين الاسبوع المنصرم لفائدة خروج بلادهم من الاتحاد الاروبي، اذ كتبت صحيفة (لوفيغارو) انه بعد خمسة ايام على رفض البريطانيين البقاء ضمن الاتحاد ،حاول رجل واحدا منهزم سياسيا مساء الثلاثاء اقناع نظرائه الاروبيين بتمكين المملكة المتحدة من الخروج في طروف اقل سوءا. واضافت الصحيفة ان دافيد كامرون دعا الى خروج بناء ، مشيرة الى انه ليست المشكلة بين لندن وعواصم القارة هي موعد الخروج بل طريقة التعاطي مع المفاوضات. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) ان احدى الحجج المقدمة لمغادرة الاتحاد الاروبي تتمثل في تمكين البلاد التي تحررت من قيودها ان تقرر مصيرها بنفسها، مشيرة الى ان العكس هو ما يحصل الان. من جانبها ذكرت صحيفة (لوموند)انه في مواجهة خطر الوقوع في مأزق في المفاوضات، لا يتردد البعض على غرار الرجل القوي في الحزب الحاكم ببولونيا، الاكثر تشكيكا في الاتحاد الاروبي جاروسلاو كاكزينسكي، في المطالبة بفكرة استفتاء ثان في بريطانيا بشأن معاهدة اروبية خضعت لاصلاح عميق ، فيما يتمنى اخرون ان يتخلى البريطانيون عن مشروع المغادرة.