أولت صحف أوروبا، التي يبدو أنها أغلقت قبل الاعلان عن نتائج الاستفتاء ببريطانيا حول بقاء او خروج هذا البلد من الاتحاد الاروبي، أبرز اهتماماتها للإضراب الوطني الذي يعرفه اليوم القطاع العام والخاص في بلجيكا ،وللمشروع المثير للجدل والمتعلق ببناء مطار جديد بنوتر دام دي لاند (غرب فرنسا). ففي بلجيكا اهتمت الصحف بالإضراب الوطني الذي يعرفه اليوم القطاع العام والخاص في بلجيكا، وذلك بدعوة من النقابات الاشتراكية الفرونكفونية والناطقة بالهولندية من أجل الاحتجاج ضد الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة. واعتبرت (لوسوار) أن هذا الإضراب قد يكون بدون أثر يذكر في ظل الانشغال بكأس أوروبا، وفترة الامتحانات، والعطلة الصيفية. وتساءلت الجريدة عن سبب هذا الإضراب، مشيرة إلى تعطل الحوار بين عالم الأعمال والحكومة، واستمرار الظلم الضريبي. أما (لاليبر بلجيك) فأشارت إلى غياب وحدة الحركة النقابية، مضيفة أن الاتحاد العام للشغل ببلجيكا يشهد حالة تمزق داخلي بين الشمال والجنوب وكذا بين المركزيات المهنية. وفي بريطانيا سلطت صحيفة (الغارديان) الضوء على عملية فرز الاصوات التي انطلقت مساء الخميس بالمملكة المتحدة مباشرو بعد اغلاق مكاتب التصويت، حول بقاء لندن بالاتحاد الاروبي. وتطرقت الى الدعم الذي قدمه 84 نائبا محافظا مشككا في الاتحاد الاروبي، مؤكدة ان دافيد كامرون سيظل رئيسا للوزراء كيفما كانت نتيجة الاستفتاء. اما صحيفة (الديلي تلغراف ) فتناولت نتائج التصويت بمدينة سنديرلاند (شمال انجلترا) حيث حقق مؤيدو الخروج من الاتحاد الاروبي فوزا كاسحا بحصولهم على 61 في المائة من الاصوات مقابل 39 في المائة المؤيدة للبقاء ضمن الاتحاد الاروبي. في السياق ذاته قالت صحيفة (الميساجيرو) الايطالية ان اولى استطلاعات الراي ببريطانيا كانت تشير الى تصدر مؤيدي بقاء لندن في الاتحاد الاروبي بنسبة 52 في المائة من الاصوات مقابل 48 في المائة لمؤيدي الخروج. من جهتها أكدت صحيفة (لاريبوبليكا) انه يبدو ان التحدي الذي طرحه مستقبل المملكة المتحدة في صالح معسكر مؤيدي البقاء. وفي ألمانيا شكل الاستفتاء الشعبي الذي شهدته بريطانيا حول بقاء أو مغادرة المملكة للاتحاد الأوروبي واقتراح تركيا تنظيم نفس الاستفتاء حول انضمامها للاتحاد من عدمه ، أهم محور تناولته جل الصحف . وكتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) ، أنه بينما الأنظار متجهة إلى بريطانيا اقترحت تركيا إجراء استفتاء حول ما إذا ما كان الأتراك يريدون مواصلة مساعيهم للانضمام للاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أنه " كان خطأ كبيرا الاعتقاد بأن سياسة توسيع الاتحاد لأسباب استراتيجية سيجعل التعاون بين الدول جيدا ، وإيجابيا بالنسبة للدول كاملة العضوية في الاتحاد الأوروبي ". من جهتها اعتبرت صحيفة ( فيستفاليشن ناخغيشتن ) ، أن التهديدات التي يلوح بها الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان ، بخصوص تنظيم استفتاء على طريقة الاستفتاء البريطاني ليقرر الأتراك ما إذا كانوا سيواصلون مساعيهم للانضمام إلى الاتحاد أم التوقف عند ذلك ، يمكن أن ينظر إليها بشكل مختلف في بروكسل وبرلين ، وتأخذ بعين الاعتبار كما تتوقع أنقرة. بالنسبة لصحيفة ( شتوتغرتر تسايتونغ) ، فإن الجميع ينتظر بفارغ الصبر قرار البريطانيين في هذا الاستفتاء الشعبي ، والحسم فيما إذا كانوا يريدون مغادرة أو البقاء في الاتحاد الأوروبي ، معربة عن اعتقادها أن مثل هذه الاستفتاءات لا تجلب أي خير للقارة الأوروبية . وأشارت الصحيفة من جهة أخرى ، إلى أن تجربة الاستفتاءات بينت أن الاستفتاء على قضايا تشريعية معينة لا تشهد مشاركة واسعة ، إذ تكون أقل بكثير من الانتخابات العامة. أما صحيفة ( روتلينغر غينرال أنتسايغر) ، فأشارت إلى أن العديد من السياسيين يريدون الحفاظ على تماسك أوروبا ، من ضمنهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، التي تلتقي في هذا المسعى بالخصوص مع زميلها النمساوي مضيفة أن الحاجة ماسة في الوقت الراهن إلى إيجاد حلول في التعامل مع اليمينيين الشعبويين ، المناهضين للأجانب والأورو. وفي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها للوضع السياسي في المملكة المتحدة عقب استفتاء أمس الخميس حول خروج أو بقاء لندن داخل الاتحاد الأوروبي. وكتبت (لا راثون) أن الاستطلاع الأخير الذي أنجز قبل نشر نتائج هذا الاستشارة أظهر أن معظم البريطانيين صوتوا ضد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن 55 بالمائة من الناخبين صوتوا ضد البريكسيت، فيما صوت 45 بالمائة لصالحه. وفي سياق آخر، قالت (إلباييس) إنه في حال تصويت البريطانيين لصالح البريكسيت، فإن الاتحاد الأوروبي سيضطر لتغيير استراتيجية الاتحادية، مشيرة إلى أن بروكسل تدرك العواقب السلبية لهذه الاستشارة على استقرار الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا. من جهتها أشارت (أ بي سي) إلى أن البريطانيين شاركوا بكثافة في هذا الاستفتاء في البلدان الثلاث المكونة للمملكة المتحدة، وهو ما يمثل رقما قياسيا، مضيف أن أزيد من 67 بالمائة من 46 مليون من الناخبين المسجلين عبرت عن موقفها بشأن خروج لندن من الاتحاد الأوروبي. المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إلموندو) التي أشارت إلى مختلف مدن المملكة المتحدة شهدت تعبئة شاملة خلال هذا اليوم الاستشاري، مضيفة أن بعض الجهات سجلت معدلات مشاركة أعلى من 80 في المائة، لاسيما في صخرة جبل طارق واسكتلندا. وفي فرنسا عادت صحيفة (لوموند) للتعليق على المشروع المثير للجدل والمتعلق ببناء مطار جديد بنوتر دام دي لاند ، والذي سيشكل موضوع استفتاء استشاري في المنطقة المعنية اللوار الاطلسي (غرب). واضافت الصحيفة ان حجج المعارضين لهذا المشروع، تستند الى المنطق البيئي والاقتصادي، مشيرة الى ان المناضلين في مجال البيئة يعتبرون من الضروري حماية المنطقة الخضراء حيث سيشيد المطار الجديد. من جهتها اشارت صحيفة (ليبراسيون) الى ان مظاهرة الخميس ضد مشروع قانون العمل جرت دون اعمال عنف على عكس ايام التعبئة الاخرى. من جهتها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالانتخابات التشريعية المقررة في 26 يونيو باسبانيا، حيث كتبت ان الناخبين يعودون الاحد الى صناديق الاقتراع فيما لم تستطع الاحزاب اقامة تحالفات من اجل تشكيل الحكومة .