اهتمت صحف أوروبا الصادرة اليوم الثلاثاء بمواضيع عدة من بينها التطورات السياسة ببريطانيا، ومستقبل الاتحاد الأوروبي بعد البريكسيت، وتحقيقات الفساد في إيطاليا، والعلاقات بين بروكسل ولشبونة، والجمود السياسي بإسبانيا. ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لفشل مختلف الأحزاب السياسية في التوصل لحل وسط لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات العامة التي جرت يوم 26 يونيو الماضي. وكتبت (أ بي سي) أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني قال إنه لا يعتزم دعم حكومة يشكلها المحافظون برئاسة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، ماريانو راخوي، مشيرة إلى أن اللجنة الاتحادية لهذا الحزب اليساري دعت الحزب الشعبي لمحاولة التوصل لاتفاق مع أحزاب اليمين. وفي سياق متصل أوردت (إلموندو) تصريحات نائب رئيس الحزب الشعبي، بابلو كاسادو، الذي قال إن الحزب يحترم مواقف الحزب الاشتراكي، الذي جاء ثانيا في الانتخابات، مشددا على أهمية التحلي بروح المسؤولية لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تعيشها. أما صحيفة (إلباييس) فلاحظت أن رئيسة حكومة جهة الأندلس، التي تعد من بين الأسماء الوازنة داخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، سوزانا دياز، طلبت من القادة الإقليميين للحزب عدم دعم أي اتفاق محتمل مع الحزب الشعبي لتنصيب حكومة يمينية. من جهتها، أوردت (لا راثون) تصريحات الأمين العام لحزب سيوددانس اليبيرالي، ألبرت ريفيرا، الذي اعتبر أن امتناع الحزب الاشتراكي عن التصويت يعد الصيغة الوحيدة القادرة على تمكين تشكيل الحزب الشعبي للحكومة المقبلة، مؤكدا أن حزبه لا ينوي دعم حكومة يرأسها راخوي. وفي ألمانيا اهتمت العديد من الصحف بالتعليق على إعلان رئيس حزب الاستقلال (يوكيب) المناهض للاتحاد الأوروبي وللهجرة نايغل فاراج عن استقالته من رئاسة الحزب معتبرا أنه حقق هدف حياته المتمثل بخروج بلاده من الاتحاد. فلاحظت صحيفة (ماركيشه أودرتسايتونغ)، أن الاستقالات في بريطانيا جاءت متتالية ، بدأت برئيس الوزراء ديفيد كاميرون ، الذي أعلن عنها فور ظهور نتائج الاستفتاء التي أكدت تخلي المملكة المتحدة عن عضويتها في الاتحاد الأوروبي ، ثم جاءت استقالة بوريس جونسون عمدة لندن ، الذي كان من أبرز المؤيدين لانسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي، والآن استقالة نايغل فاراج. واعتبرت الصحيفة أن هذه الاستقالات تشكل ضربة للمشهد السياسي البريطاني ، وتبين مدى الانقسامات التي تشهدها البلاد التي يعتبر خروجها من الاتحاد "نقطة تحول درامية" . من جهتها ترى صحيفة (تاغستسايتونغ) أن الاستفتاء حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي ليس عملا سريا ضلل الناخبين كما يحاول البعض الآن اعتباره ، بل نتائجه كانت نابعة من قرار غالبية الشعب البريطاني من أوساط اجتماعية مختلفة ومن كل التوجهات السياسية مشيرة إلى أن الشعب اختار ليس بسبب فاراج على الرغم من أنه دعم بكل قوة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وهو الأمر الذي ، تقول الصحيفة ، لا يريد دعاة الاستمرار في الاتحاد الاعتراف به. أما صحيفة (ساغبروكر تسايتونغ )، فترى أن فاراج نجح في إثارة الأكاذيب ضد الاتحاد الأوروبي والهجرة ، وتخويف المواطنين وتقديم وعود كاذبة ، لكنه في آخر المطاف انسحب بدلا من المشاركة في احتواء الأضرار التي تسبب فيها الاستفتاء زاد من تفاقمها معتبرة أن " هذا دليل على جبنه ". وفي فرنسا اهتمت الصحف بالاستقالة المفاجئة لزعيم الحزب البريطاني (أوكيب) نيجيل فراج المناهض لاروبا، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان هذا الاخير الذي خرج منتصرا في استفتاء مغادرة الاتحاد الاروبي اعلن الاثنين بشكل مفاجىء عن استقالته من زعامة الحزب ، مضيفة ان الايام تمر وقادة حملة الخروج من الاتحاد الاروبي يختفون. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان نيجيل فراج شهد حلم حياته السياسية يتحقق مع تصويت البريطانيين لفائدة مغادرة الاتحاد الاروبي ، مشيرة الى انه بالنتيجة قدم استقالته من قيادة الحزب الذي أنشىء لهذا الغرض. من جانبها ذكرت صحيفة (لوموند) انه يتعين على بروكسيل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاروبي، التعاطي مع متطلبات بلدان اروبا الشرقية سابقا والمانيا والاشتراكيين . وفي بلجيكا، اهتمت الصحافة بعزم لندن التقليص من الضرائب على الشركات بنسبة 15 في المائة للتخفيف من أثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانتشار المتنامي للخدمات البديلة في بلجيكا. وكتبت (لوسوار) أن التخفيضات الضريبية التي تعتزم بريطانيا القيام بها ستطلق مجددا حربا حول المنافسة الضريبية في أوروبا، مضيفة أنه في أقل من أسبوع اتخذت انجلترا إجراءات مهمة قد تمنع العديد من المقاولات البحث عن آفاق أخرى. أما (لاليبر بلجيك) فقد انكبت على الانتشار المتنامي للخدمات البديلة في بلجيكا والتي تثير قلق النقابات، مشيرة إلى أن نجاح الاقتصاد التعاوني يفرض نفسه. وسلطت الضوء في هذا الصدد على مصادقة البرلمان على قانون الإطار الضريبي للاقتصاد التعاوني وهو ما أثار حفيظة النقابات التي اعتبرت أن الأمر يتعلق بمنح امتيازات لهذا الاقتصاد الذي يهدف إلى الربح. وفي سويسرا اهتمت الصحف بالإعلان عن استقالة نايجل فراج، القيادي في الحزب البريطاني المناهض لأوروبا وللهجرة. وهكذا، كتبت (لا تريبون دو جنيف) تحت عنوان "زعماء البريكسيت يفرون" أنه من غير المفهوم رحيل أحد أكبر قادة حملة "الخروج" من الاتحاد الأوروبي، مضيفة "القبطان الشجاع لحزب الاستقلال يغادر السفينة، بعد أن قام بواجبه، قبل العاصفة، تاركا للركاب مسألة انقاذ أنفسهم". من جهتها، أشارت صحيفة (24 أور) إلى أنه في الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا لاجتياز أصعب فترة في تاريخها منذ الحرب، "تراجع كل الذين مارسوا الديماغوجية السياسية عن مواقفهم"، بعد أن وعدوا البريطانيين بالأفضل بمجرد خروجهم من الاتحاد الأوروبي. وفي سياق متصل قالت (لوتون) إنه بعد 10 أيام من التصويت على البريكسيت، توجد المملكة المتحدة في وضع سيئ على أكثر من واجهة، وتستعد لمعركة جديدة على خلافة كاميرون، متسائلة عما إذا كانت الاستقالة المفاجئة للشعبوي توربليون فراج "مجرد خدعة أخرى"، إذ ليست هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها مغادرته للحزب. وفي إيطاليا اهتمت الصحف باعتقال 24 شخصا على خلفية التحقيق في التهرب الضريبي والفساد بروما، والمفاوضات بين إيطالياوبروكسل حول خطة لإعادة رسملة بنوك هذا البلد. وذكرت (المساجيرو) تحت عنوان "رشاوى داخل الوزارات و24 اعتقالا" بأنه تم القبض على 24 شخصا في إطار التحقيق في التهرب الضريبي والفساد، بينهم سياسيون ومسؤولون ورجال الأعمال. من جهتها، كتبت (لا ريبوبليكا) أن فضيحة فساد جديدة تفجرت ومتورطة فيها شخصيات عديدة من عوالم السياسة والإدارة والأعمال، مشيرة إلى أن الرابط الوحيد هو تقاسم الصفقات والأسواق. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن النقاش بين روماوبروكسل حول خطة إعادة رسملة البنوك الايطالية مستمرة مع بعض الصعوبات، مبزرة أن هذه القضية ليست فقط مشكلة فنية، ولكن أيضا سياسية ومالية. وفي بريطانيا خصصت الصحف أبرز تعاليقها لموضوع خلافة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون واستقالة نايجل فاراج من رئاسة حزب الاستقلال البريطاني. وكتبت صحيفة (التايمز) عن دعم عمدة لندن السابق بوريس جونسون، أحد قادة حملة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لوزيرة الطاقة أندريا ليدسوم لخلافة ديفيد كاميرون على رأس حزب المحافظين البريطاني ورئاسة الوزراء، وذلك بعد أن أعلن انسحابه من السباق على هذا المنصب. وفي سياق متصل ذكرت (الغارديان)، أنه بدعمه ترشيح ليدسو، يسعى بوريس جونسون للانتقام من حليفه السابق ووزير العدل، مايكل غوف، الذي دخل السباق على رئاسة الوزراء، إلى جانب وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، ووزير العمل والتقاعد، ستيفن كراب، ووزير الدفاع السابق، ليام فوكس. أما (الديلي تلغراف) فأوردت أن المرشح الأوفر حظا بين المتنافسين هي تيسيرا ماي التي التزمت بتجديد، وبشكل عاجل، برنامج الردع النووي البريطاني ترايدنت، الذي سيكلف نحو 140 مليار أورو، إذ سيتعين على لندن تقرير ما إذا كانت ستجدد أسطولها النووي المتهالك هذه السنة. وبدورهما، تطرقتا صحيفتا (ديلي اكسبرس) و(فاينانشال تايمز)، لاستقالة نايجل فارج من زعامة حزب الاستقلال المناهض للهجرة ولأوروبا، بعد أن حقق هدفه المتمثل في تصويت البريطانيين على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وفي البرتغال، واصلت الصحف اهتمامها باحتمال فرض بروكسيل عقوبات على هذا البلد، اليوم الثلاثاء، إلى جانب مواضيع أخرى مثل الأزمة داخل أكبر بنك وطني كايشا خيرال دي ديبوزيتوس. وكتبت (بوبليكو) أن الطبقة السياسية حددت مواقفها عشية قرار المفوضية الأوروبية فرض عقوبات محتملة ضد البرتغال في حالة عدم وفائها بهدف العجز بين 2013 و2015، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية شدد على ضرورة وحدة الأحزاب فيما قال رئيس الوزراء أنه ليست هناك خطة بديلة. من جهتها ذكرت صحيفة (جورنال دي نوتيسياس) أن وزير الخزانة، فيليكس مورينيو، قال خلال لقاء مع نقابة العمال ببنك كايشا جيرال دي ديبوزيتوس أن نحو 2500 منصب شغل سيتم الغائها خلال ثلاثة السنوات القادمة، وأن خفض عدد فروع البنك سيتم أساسا بالخارج.