أولت الصحف الصادرة اليوم السبت ببلدان أوربا الغربية اهتمامها بعدة قضايا من بينها تداعيات اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل والاتفاق بين بريطانيا والاتحاد الوربي على المرحلة الأولى من ( البريكست ) بالإضافة إلى قضية (نازانين زغاري راتكليف ) الإيرانية البريطانية المحتجزة في إيران وكذا الهجوم الذي استهدف قوات الأممالمتحدة ( المونسكو ) بالكونغو . ففي البرتغال أكدت صحيفة ( دياريو دي نوتيشياس ) أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس بين بريطانيا والاتحاد الأوربي يجب أن يصوت عليه البرلمان الأوربي وأن يصادق عليه قادة دول وحكومات الاتحاد الأوربي في المجلس الأوربي الذي سيعقد يومي 14 و 15 دجنبر الجاري . وأضافت الصحيفة أن الذهاب إلى المرحلة الثانية من المفاوضات أمر جيد لكن المشكل يكمن في التفاصيل والأشياء سوف تصبح صعبة حقا مشيرة إلى أن تغريدة رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا استورغيون بعد إعلان أمس عن اتفاق بريطانيا والاتحاد الأوربي على المرحلة الأولى من ( البريكسيت ) تلخص كل ما سيأتي في القادم من الأيام . ومن جهتها أفادت صحيفة ( بوبليكو ) أن المملكة المتحدةوفرنسا وألمانيا والسويد وإيطاليا تحدت الولاياتالمتحدة أمس الجمعة لتقديم تفاصيل عن مبادرتها السلمية بخصوص النزاع الإسرائيلي الفلسطيني مضيفة أن الحلفاء الأوربيين تخلوا عن الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة كما أكدوا أن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل " لا يساعد على تعزيز السلام من جانب الرئيس دونالد ترامب " . أما صحيفة ( جورنال دو نوتيشياس ) فتطرقت إلى القصف الذي قامت به الطائرات الحربية الإسرائيلية لمواقع حماس العسكرية في قطاع غزة ردا على إطلاق الصواريخ مشيرة إلى أن 14 شخصا أصيبوا بجروح وفقا لوزارة الدفاع الفلسطينية . وفي فرنسا كتبت صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية تحت عنوان " تيريزا ماي دفعت غاليا ثمن انقاذ البريكسيت" انه من اجل انهاء المرحلة الاولى من خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاروبي ، قدمت رئيسة الوزراء البريطانية تنازلات هامة ببروكسيل. واضافت الصحيفة انه لم يكن امام تيريزا ماي من خيارات اخرى سوى قبول كافة متطلبات الاوروبين، مشيرة الى ان المنطق الوحيد لهذا الاتفاق يكمن في انخراط لندن في الفضاء الاقتصادي الاروبي ( مثل النرويج ، ايسلندا، ليشتنشتاين) وهو امر لا يحظى حاليا بقبول المؤيدين للبريكسيت الاكثر تشددا. من جانبها ذكرت صحيفة (لوموند) في مقال بعنوان " المزيد من التنازلات لتيريزا ماي" ان رئيسة الوزراء البريطانية التي خضعت لمهلة قاسية من الاتحاد الاروبين ،تنازلت بخصوص النقاط الرئيسية العالقة حتى تتمكن الجمعة من الاعلان من بروكسيل ، مضيفة ان الاتفاقا الذي تم التوصل اليه يتيح تقدما حاسما من اجل مستقبل الاقتصاد البريطاني: فتح المفاوضات حول علاقات تجارية مستقبلية مع الاتحاد الاروبي. اما صحيفة (لوفيغارو) فقالت تحت عنوان" الانشغال حول الحدود الايرلندية يطرح من جديد قضية الوحدة" ان الموضوع الشائك للحدود الايرلندية ، يعد من ضمن اولويات الطلاق بين المملكة المتحدة والاتحاد الاروبي . وفي بلجيكا، كتبت (ليكو) أنه بوضعهما لأسس جديدة لعلاقات ثقة، أبعدت تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية وجان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية أمس الجمعة شبح خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي دون اتفاق. وكتبت (لوسوار) أن الاتفاق الأولي الصعب بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي حول البريكسيت كان مثيرا، حيث أن ماي قبلت جميع الإكراهات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ببلدانه ال 27. وبالنسبة ل(لاليبر بلجيك)، فقد حصلت أوروبا على ما تريده "، مشيرة إلى أنه وبعد سنة أشهر من المفاوضات، فإن المملكة المتحدة هي التي اقتربت من المواقف الأوروبية وليس العكس. أما في بريطانيا فقد عادت صحيفة ( الغارديان ) إلى قضية نازانين زغاري راتكليف المرأة الإيرانية البريطانية التي اعتقلت في إيران لمدة 20 شهرا بسبب مشاركتها في الاحتجاجات الكبرى في طهران عام 2009 وهو الأمر الذي تنفيه . وأضافت الصحيفة أن زغاري راتكليف اعتقلت يوم 3 أبريل 2016 في مطار طهران بينما كانت في إجازة مع ابنتها البالغة من العمر 18 شهرا مشيرة إلى أن المحكمة حكمت على هذه السيدة بالسجن لمدة خمس سنوات بسبب مشاركتها في احتجاجات ضد النظام في عام 2009 وهو ما تنكره رسميا . وبدورها قالت صحيفة ( ديلي تلغراف ) إن السلطات الإيرانية تهدد بمضاعفة العقوبة التي فرضتها على نازانين بعد هفوة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي قال إن هذه السيدة كانت تعطى دروسا في الصحافة هناك مضيفة أن ريتشارد راتكليف زوج السيدة المعتقلة يعلق الكثير من الأمل على زيارة رئيس الدبلوماسية البريطانية إلى إيران من أجل الإفراج عن زوجته . أما صحيفة ( الأندبندنت ) فعادت للحديث عن الهجوم الذي استهدف يوم الخميس الماضي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية مشيرة إلى أن هذا الهجوم وهو الأسوأ في تاريخ الأممالمتحدة أدى إلى مقتل 14 من قوات حفظ السلام وإصابة 53 شخصا على الأقل . وأشارت إلى أن الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة أنطونيو غيتريس أدان هذا الهجوم ودعا سلطات جمهورية الكونغو الديموقراطية إلى التحقيق في هذه القضية وتقديم مرتكبيها إلى العدالة . وفي سويسرا قالت صحيفة ( لوتون ) تحت عنوان "القدس، في انتظار الانتفاضة"، أن قرار الرئيس ترامب يمكن أن تمتد تداعياته في كل مكان لانه مس المشاعر الروحية و الدينية. وأضافت الصحيفة أن "قرار البيت الابيض سيزيد من تقويض شرعية حكومة محمود عباس الهشة بالفعل ودفعها الى تبني مواقف اكثر صعوبة"، مشيرا الى ان ترامب أعطى ذخيرة لجميع المتطرفين على هذا الكوكب. من جانبها ، لاحظت "تريبيون دو جنيف" أنه بينما تؤكد الولاياتالمتحدة أنها لا تزال "ملتزمة بمسلسل السلام"، إلا أن قرار دونالد ترامب الأحادي الجانب أثار غضب العالم العربي وإدانة واسعة النطاق من قبل شركاء واشنطن. وأشارت الجريدة الى استقالة دينا باول التى كانت ضمن فريق جاريد كوشنر صهر دونالد ترامب المكلف بمحاولة احياء محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية التي تشهد جمودا منذ سنوات. وكتبت صحيفة '"فانت كاتر اور" ان الانظار تتجه نحو المساجد في القدس المحتلة، المكان المقدس الذي تندلع فيه الاضطرابات في كثير من الأحيان في فترات التوتر. وبإسبانيا كتبت صحيفة ( البايس ) تحت عنوان " لندن تقبل مطالب بروكسيل من أجل الخروج من الاتحاد الأوربي " أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين تدفع لندن بموجبه 45 مليار أورو للخروج من الاتحاد كما تلتزم بتمكين 3 مليون من المواطنين الأوربيين الذين يعيشون في المملكة المتحدة من الاستمرار في العيش والعمل والدراسة في الجزر البريطانية . وأضافت الصحيفة أن هذا الاتفاق يغطي المرحلة الأولى من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وتبقى الآن المرحلة الثانية وهي الاتفاق على طبيعة العلاقة الجديدة بين لندن والاتحاد الأوربي . ومن جهتها أكدت صحيفة ( إلموندو ) في مقال عنونته ب ( أوربا تجبر لندن على قبول خروج ناعم من الاتحاد الأوربي ) أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد تخلت عن كل " الخطوط الحمراء " السابقة من أجل التوقيع على الاتفاق حول الطلاق بين المملكة المتحدةوبروكسيل . وأشارت إلى أن بلدان الاتحاد الأوربي ال 27 سيقررون الأسبوع المقبل ما إذا كان من الممكن الآن الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات التي ستحدد العلاقات المستقبلية بين لندن وبروكسل والتي ستكون الأكثر صعوبة . وبدورها أوضحت صحيفة ( أ بي سي ) أن أوربا أنقذت ماي عبر اتفاق يفتح الباب أمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي مشيرة إلى أن هذا الاتفاق مكن رئيسة الوزراء البريطانية من حل الأزمة السياسية التي تعيشها لندن والتي نجمت عن عرقلة المفاوضات حول ( البريكست ) . وأضافت أن لندن تعهدت بمقتضى هذه الاتفاقية بعدم فرض " حدود صلبة " مع إيرلندا وحماية حقوق مواطني الاتحاد الأوربي الذين يقيمون في بريطانيا بالإضافة إلى دفع مبلغ مالي يقدر ب 45 مليار أورو. وفي ألمانيا ترى صحيفة " رينيشه بوست" أن الاستراتيجية التفاوضية لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فشلت، موضحة أن "بريطانيا ستدفع الفاتورة، ولديها حدود مفتوحة مع ايرلندا، ويجب عليها توفير الأمن الشامل للأوربيين الذين يعيشون في البلاد. وأضافت ان المملكة المتحدة هي الخاسر في هذه اللعبة المؤسفة، لأن الجولة الثانية لا تبشر بالخير، حيث سيتم التفاوض حول اتفاق تجاري مع الاتحاد الاوروبي. أما صحيفة "فولكه شتيمه" فلاحظت من جانبها أنه "لا يزال من غير الواضح كيف ستعمل الحدود في ايرلندا، والمبلغ الذي ستدفعه لا يزال غير محدد". واعتبرت الصحيفة أن كون هذه النقاط الحساسة لم تحل حتى الجولة الثانية من المفاوضات يعتبر نجاحا . بالنسية لرئيسة الوزراء البريطانية ، "لقد حررت نفسها من قبضة الاتحاد الأوروبي" . وكتبت صحيفة "تاغس شبيغل" أن لندن ستدخل المرحلة الثانية في محادثات بريكزيت، ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة مفتوحة. وأضافت ان قادة الاتحاد الاوربى سيباركون النتائج فى قمتهم يوم الجمعة القادم ثم يطلقون المرحلة القادمة التي تتعلق بالمفاوضات حول المرحلة الانتقالية التي تستمر عامين عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى. وأشارت الى أن المرحلة الثانية من البريكزيت ستناقش الخطوط العريضة لاتفاقية التجارة المستقبلية بين لندن وبلدان الاتحاد الأوروبي ال27 والتي ستستند الى نموذج اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي وكندا.