تظاهر أكثر من 1000 شخص في شوارع العاصمة التونسية احتجاجاً على تزايد ما وصفوه بنفوذ التيار الإسلامي "المتشدد" في البلاد. وجاءت المظاهرة -التي شاركت فيها أحزاب سياسية علمانية وجماعات لحقوق الإنسان- أمس، بعد أيام من قيام إسلاميين بمهاجمة دار للسينما احتجاجاً على عرض فيلم "لا ربي .. لا سيدي" للمخرجة التونسية الفرنسية نادية الفاني أحد ألد أعداء التيار الإسلامي. وحمل المحتجون لافتات كتب عليها "تونس حرة .. التطرف على بره" و"الحرية الدينية.. حرية الفكر". وكان تونسيون هاجموا قاعة عرض سينمائي للحيلولة دون عرض فيلم "لا ربي لا سيدي" للمخرجة نادية الفاني، واتهموا العمل بأنه يشكك في وجود الله ويدعو إلى الإلحاد. وساهم إعلان مخرجة الفيلم على الملأ عدم إيمانها بالله، ومحاربتها الإسلاميين، وحقها في حرية التعبير عبر تليفزيون "حنبعل" التونسي الخاص؛ في إذكاء حملة شنها ناشطون ضدها عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، دعَوا خلالها إلى مقاطعة جميع أفلامها. وأعرب عدد من المتظاهرين عن قلقهم من تنامي أفكار حزب النهضة الإسلامي في المجتمع التونسي، ولا سيما في فئة الشباب، واتهموه ب"ازدواجية الخطاب". وبعد 30 عاما من تأسيسها، تم مطلع مارس الاعتراف قانونيا بحركة النهضة الإسلامية التي تعرضت للقمع في ظل نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وبعد الثورة أضفيت الشرعية على حركة النهضة -الحزب الإسلامي الرئيسي في تونس- والتي يتوقع أن تكون ضمن الفائزين في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أكتوبر القادم وهو ما يثير خوف القوى العلمانية.