بدأ الجدل يتصاعد في تونس حول حرية المبدع بعد الثورة وحول حدودها، حيث أعادت حادثة هجوم على قاعة للسينما يوم الأحد الماضي في قلب العاصمة وتهشيم جميع محتوياتها من قِبَل بعض الشباب الصراع بين العلمانيين والإسلاميين في تونس. وتأتي هذه الحادثة، التي وجهت بعض الأطراف أصابع الاتهام فيها للسلفيين، وتحديدا لحزب «التحرير»، المحظور، والذي يدعو إلى تأسيس إمارة إسلامية، في إطار تظاهرة فنية نظمها بعض المبدعين ورفعوا لها شعار «ارفعوا أيديكم عن مبدعينا». وقد التظاهرة تضمنت عرض بعض الأفلام، من بينها فيلم مثير للجدل، لمخرجة تونسية تدعى نادية الفاني، أعلنت صراحة عبر محطة تلفزيونية تونسية إلحادها وعدم إيمانها بالله.. وجسّدت ذلك في شريطها «لا ربي ولا شي». وقد أثار الفيلم حفيظة مجموعة من الشباب، الذين نظموا مظاهرة سلمية أمام قاعة العرض في العاصمة، ليحتدم بعدها الجدل وتتحول المظاهرة إلى اعتداء بالعنف على الحاضرين وعلى القاعة، التي تم تهشيم محتوياتها. وساهمت تصريحات المخرجة وإعلانها على الملأ عدم إيمانها بالله ومحاربتها «الإسلاميين» وحقها في حرية التعبير عبر تلفزيون «حنبعل»، التونسي الخاص، في إذكاء حملة شنها ناشطون ضدها عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» دعوا خلالها إلى مقاطعة جميع أفلامها، حيث وصل عدد المنخرطين في الصفحة 50 ألف مشترك.