قدمت رحمة بورقية، مديرة الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، تقريرا قاتما حول البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات تلامذة الجذع المشترك، وذلك في ندوة صحافية عقدها المجلس الأعلى للتربية والتعليم صباح اليوم الأربعاء في مقره بالرباط. وبناء على نتائج الدراسة التي قام بها المجلس، شددت بورقية على أن التعليم المغربي في خطر، وعلى أن المدرسة في حاجة إلى تعبئة شاملة من أجل إعادتها إلى سكة الإصلاح؛ في حين شارك في الدراسة 34109 تلاميذ وتلميذات من التعليم العمومي والخصوصي، بالإضافة إلى 4606 مدرسين ومدرسات أجابوا على أسئلة الاستمارة الخاصة بالأساتذة، وكذا 543 مديرا ومديرة. وكشف التقرير ذاته أن 98 في المائة من تلامذة الجذع المشترك ينتمون إلى أسر فقيرة، وإلى الطبقة الوسطى، في حين لا تتعدى فئة التلامذة المنحدرين من أسر ميسورة 2 في المائة، حسب تصريحات مديري المؤسسات؛ كما بين أن آباء ستة في المائة من التلاميذ عاطلون عن العمل، مقابل 88 في المائة من أمهاتهم. وفي وقت تحدث التقرير عن أن 17 في المائة من التلاميذ آباؤهم موظفون و14 في المائة فلاحون و13 في المائة تجار، أورد أن 9 في المائة آباؤهم متقاعدون، و5 في المائة آباؤهم لا يتوفرون على عمل قار، كما لم يتمدرس آباء ثلثهم، في حين تتجاوز نسبة عدم تمدرس الأمهات النصف. وحسب تقرير المجلس فإن 17 في المائة من التلاميذ يستفيدون من المنح، وهو دعم يقدم للتلامذة الذين انتقلوا من السلك الثانوي الإعدادي إلى الثانوي التأهيلي، والذين لا يتوفرون في مقر إقامتهم على مؤسسات ثانوية تأهيلية لمتابعة دراستهم، أو التلامذة الذين وجهوا إلى الجذع المشترك في مؤسسة بعيدة عن مقر إقامتهم، في حين أن إحصائيات لغة التواصل في البيت كشفت أن ثلثي التلامذة يتكلمون العربية الدارجة داخل أسرهم. وذكر المصدر ذاته أن خمس التلاميذ يرتبطون بشبكة الإنترنت في منازلهم، ورغم أن أغلبهم يلجؤون إلى الإنترنت من أجل القيام ببحوث مدرسية، فإن 82 في المائة منهم يلجون الشبكات الاجتماعية، و24 في المائة اعترفوا بتصفحهم للمواقع المخلة بالآداب والأخلاق. وكشفت رحمة بورقية عددا من الإحصائيات الخاصة بمكتسبات تلامذة الجذع المشترك، وذكرت أن تلامذة الآداب والعلوم الإنسانية في التعليم العمومي لم يكتسبوا الكفايات اللغوية، خاصة العربية والفرنسية المطلوبة في المنهاج الرسمي في حدها الأدنى، كما أن أدنى مستوى مسجل هو الخاص باللغة الفرنسية، إذ لم يتجاوز وطنيا 23 في المائة من الأهداف المحققة في التعليم العمومي. هذه المعدلات الدنيا تنطبق كذلك على الرياضيات، التي كانت ضعيفة جدا، إذ لم يتجاوز معدل تحصيلها 38 في المائة على المستوى الوطني. كما جاءت معدلات تحصيل تلامذة مؤسسات الوسط الحضري أدنى قليلا من معدلات زملائهم بمؤسسات الوسط القروي، باستثناء معدلات التحصيل في مادة اللغة الفرنسية. أما بالنسبة لتلاميذ الجذع المشترك علوم، فقد حصل التلاميذ على معدلات جد متدنية بالنسبة للغة الفرنسية. كما يعتبر إنجاز تلامذة المؤسسات التعليمية العمومية بالوسط الحضري في اللغة الفرنسية أفضل من إنجاز زملائهم بالوسط القروي.