رسم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الذي يرأسه عمر عزيمان، صورة قاتمة عن التعليم ببلادنا الذي ضعُف وأصبح في خطر نظرا لضعف مكتسبات التلاميذ، وذلك بحسب ما كشفه تقرير المجلس. وأكد مجلس عزيمان في تقرير أعده حول الموضوع وقدمه في ندوة صحافية انعقدت الأربعاء بالرباط، أن تلامذة الآداب والعلوم الإنسانية في التعليم العمومي لم يكتسبوا الكفايات اللغوية، كاشفا أن أدنى مستوى مسجل هو الخاص باللغة الفرنسية، إذ لم يتجاوز وطنيا 23 في المائة من الأهداف المحققة في التعليم العمومي. أما فيما يخص مادة الرياضيات، فقد أوضح التقرير ذاته، أن أداء تلاميذ الجذع المشترك آداب والعلوم الإنسانية، يبقى ضعيفا في هذه المادة؛ إذ لم يتجاوز معدل التحصيل 23 في المائة على المستوى الوطني، فيما سجلت معدلات تحصيل تلامذة مؤسسات الوسط الحضري معدلات أدنى بقليل من زملائهم بمؤسسات الوسط القروي، باستثناء معدلات التحصيل في مادة اللغة الفرنسية. كما سلط التقرير الضوء على مميزات المحيط الاجتماعي للتلاميذ،حيث كشف أن 17 في المائة من التلاميذ آباؤهم موظفون و14 في المائة فلاحون و13 في المائة تجار، مضيفا أن 9 في المائة آباؤهم متقاعدون، و5 في المائة آباؤهم لا يتوفرون على عمل قار، كما لم يتمدرس آباء ثلثهم، في حين تتجاوز نسبة عدم تمدرس الأمهات النصف. أما فيما يخص الدعم الاجتماعي المقدم للتلاميذ، فقد أورد تقرير المجلس أن 17 في المائة من التلاميذ يستفيدون من المنح، وهو دعم يقدم للتلامذة الذين انتقلوا من السلك الثانوي الإعدادي إلى الثانوي التأهيلي، والذين لا يتوفرون في مقر إقامتهم على مؤسسات ثانوية تأهيلية لمتابعة دراستهم، أو التلامذة الذين وجهوا إلى الجذع المشترك في مؤسسة بعيدة عن مقر إقامتهم. وعن لغة التواصل في البيت، فقد كشفت الإحصائيات أن ثلثي التلامذة يتكلمون العربية الدارجة داخل أسرهم. مشيرة(الإحصائيات) إلى أن خمس التلاميذ يرتبطون بشبكة الإنترنت في منازلهم، ورغم أن أغلبهم يلجؤون إلى الإنترنت من أجل القيام ببحوث مدرسية، فإن 82 في المائة منهم يلجون الشبكات الاجتماعية، و24 في المائة اعترفوا بتصفحهم للمواقع المخلة بالآداب والأخلاق. وقد اعتمد المجلس في استخلاص نتائج التقرير على مشاركة 34109 تلاميذ وتلميذات من التعليم العمومي والخصوصي، بالإضافة إلى 4606 مدرسين ومدرسات، وكذا 543 مديرا ومديرة.