لم تكن الهزة الأرضية التي أحس بها سكان مدينة أكادير ونواحيها، صباح أمس الاثنين، لتمر دون أن تثير مخاوف المغاربة وتعيد إلى أذهان الكثيرين منهم الذكرى الأليمة للزلزال الذي ضرب المدينة ذاتها يوم 29 فبراير عام 1960، والذي دمّر جوهرة الجنوب في ثوان معدودة. ناصر جبور، مسؤول بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، أوضح أن المنطقة نشيطة زلزاليا، ولا يستبعد أن تسجل هزات أرضية بين الفينة والأخرى للتخفيف من الطاقة الكامنة على مستوى التصدعات والفوالق بالمنطقة، مبرزا أن كل هزة أرضية تحمل معها مجموعة من المعلومات الجيوفيزيائية. وبخصوص التخوفات من حدوث هزة أرضية مدمرة تفوق في قوتها تلك المسجلة صبيحة الاثنين البالغة 4.5 درجات على سلم ريشتر، أبرز المسؤول بالمعهد الوطني للجيوفيزياء أن التنبؤ بالزلازل وتحديد زمان ومكان حدوث هزات أرضية تحديدا دقيقا لا يزال مستعصيا على العلماء والباحثين المختصين. وشدد المتحدث على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، وسعي الأفراد والجماعات والمجتمع المدني إلى تحسيس المواطنين بجميع أطيافهم حول كيفية التعامل أثناء الهزات الأرضية، داعيا مختلف الفعاليات إلى عقد ندوات محلية ووطنية تجمع خبراء وباحثين في الميدان للتعريف بالنصائح المعمول بها عالميا. كما نبّه جبور المسؤولين إلى أهمية تحسين هيكلة المباني وتخطيط المدن وتهيئة المجال، مع ضرورة احترام قواعد البناء السليم والمقاوم للهزات الأرضية الساري المفعول حاليا، متابعا "لا داعي للخوف والهلع، بل يجب الاستفادة من الهزات الأرضية لتحسين السلوك". وأوصى المسؤول بالمعهد الوطني للجيوفيزياء بتثبيت الأثاث المعلق على جدران المنازل جيدا، وترتيب ما في الخزانات ترتيبا جيدا، حتى لا يسقط على الرؤوس عند أول رجة، مع الاحتماء تحت الطاولات الخشبية، سواء داخل المنازل أو في الفصول المدرسية. وأكد جبور أن المعهد الوطني للجيوفيزياء رصد، خلال الآونة الأخيرة، هزة أرضية نواحي فكيك وورزازات بقوة بلغت 4.5 درجات على سلم ريشتر، نافيا أن تكون هزة أرضية هي سبب الاهتزاز بمدينة المحمدية، مرجحا أن يكون الأمر مُتعلقا باختراق طائرة لحاجز الصوت.