قالت مصادر من مصلحة مراقبة الزلازل، التابعة للمعهد الوطني للجيوفيزياء، ل"المغربية"، إن عملية مراقبة الارتدادات الزلزالية في المغرب مستمرة في المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.رغم تصنيف الهزات الأرضية الأخيرة هي مصدر ضمن الارتدادات السطحية، غير العميقة، لفرضية استمرار حركتها خلال فترات، قد تدوم أياما أو أسابيع، وحتى شهورا، في مناطق مختلفة. وأوضح ناصر جبور، رئيس مصلحة مراقبة الزلازل التابعة للمعهد الوطني للجيوفيزياء، أن الهزات الأرضية الأخيرة، التي شهدتها شفشاون وورزازات، ناتجة عن حركات تكتونية مستمرة، ناتجة عن فوالق وصدوع في القشرة الأرضية، تتميز بكونها مشحونة بطاقة زائدة، تخلف هزات أرضية، ناتجة عن عملية تفريغها لتلك الشحنة، إلا أن هذا النوع من الحركات التكتونية لا يعطي هزات رئيسية أو كبيرة تتصف بالحدة، حسب المصدر. وقال الأخصائي إن تكرار الهزات الأرضية في المغرب، طيلة الفترة الأخيرة، يأتي بعد فترة هدوء، امتدت شهورا عدة، وأن الهزات تتميز بكونها متشابهة مع سابقتها من حيث الشكل وقوة الهزة، وصاحبتها هزات محسوسة، وأخرى لم يستشعرها المواطنون. وعلل تسجيل عدد من الهزات الأرضية بوجود المغرب في خط التماس، الممتد بين المغرب وشبه الجزيزة الإيبيرية، وهو خط يمتد من جبل طارق إلى حدود جزر الأعاصير في اتجاه الشرق عبر البحر الأبيض المتوسط، في نقطة الالتقاء بين الصفيحتين القاريتين الإفريقية والأوروبية. وأشار جبور إلى تعدد المناطق المغربية، التي تستهدفها الضربات الزلزالية، وتأتي مناطق أكادير، والحسيمة، والناظور، على رأس الجهات، التي تشهد ارتدادات زلزالية. وأكد محورية مختلف الهزات الأرضية بالمغرب، موضحا أنها لم تكن متوسعة من حيث المواقع الجغرافية التي استهدفتها، سيما التي مست منطقة سيدي قاسم، وشفشاون، والعرائش، والتي شعر بها بعض المواطنين على بعد 30 كيلومترا من مركز الهزة، أي على بعد نصف قطر الدائرة من مركز الهزة. وقال إن الهزة الأرضية في منطقة ورزازات، نهاية الأسبوع الماضي، تعتبر عادية، استنادا إلى ما تشهده المنطقة من نشاط زلزالي دوري كل سنتين، وبالتالي لا تعتبر الهزة مفاجئة بالنسبة إلى المعهد الجيوفيزيائي. وأكد جبور عدم توفر أي إمكانية تقنية للتعرف المسبق على وقوع الهزات الأرضية، في أي منطقة من مناطق العالم، إذ لم يتوصل البحث العلمي الجاري في دول أوروبية، واليابان واليونان، والولايات المتحدة، على مدار 40 سنة الماضية، إلى طريقة للتعرف القبلي على حدوث هزات لاتخاذ الاحتياطات لتخفيف الخسائر المحتملة. وتحدث جبور عن إمكانية تفادي التبعات السلبية للهزات الأرضية، عن طريق تبني سلوكات سليمة، من خلال تثبيت الأشياء المعلقة، والاحتماء بالطاولات، أو المكاتب، في حالة استشعار هزة أرضية، مع الحرص على الالتزام بالهدوء والتصرف بعقلانية، مذكرا بوجود قانون خاص باعتماد الأبنية المضادة للزلازل، في انتظار توفر إمكانية الرصد القبلي لوقوع الهزات الأرضية. وأضاف أن مصلحة مراقبة الزلازل ترفع نشرات إخبارية إلى الجهات والسلطات المسؤولة، تتضمن معطيات مفصلة حول مركز الهزة وشدتها، مصحوبة بنصائح وتنبيهات إلى السلوكات السليمة للتعامل مع الهزات، لتعتمدها الجهات المسؤولة في تعاملها مع المواطنين. وذكر الأخصائي أن المعهد الوطني للجيوفيزياء، يتلقى، يوميا، عشرات المكالمات من مواطنين عاديين، ومن دوائر مسؤولة، للاستفسار عن مصدر الهزات، وطرق الوقاية منها. ولم يستطع جبور تأكيد أو نفي تنظيم أي اجتماعات رسمية من قبل مسؤولين حكوميين لتدارس أبعاد الارتدادات الأرضية الأخيرة.