أحدثت الهزة الأرضية التي ضربت عددا من المدن المغربية في الساعات الأولى بعد منتصف ليلة الأربعاء/الخميس موجة من الهلع وسط المواطنين، وخرجت بعض العائلات إلى الشارع خوفا من حدوث هزات ارتدادية تهدد حياتها. وذكرت مصادر متطابقة ل«المساء» أن بعض الأسر فرت من منازلها عندما ضرب الزلزال حوالي الساعة الواحدة و38 دقيقة بعد منتصف الليل، وقضت بضع ساعات وسط البرد القارس قبل العودة إلى شققهم. وفي مدينة تمارة، ذكرت بعض العائلات أنها شعرت بالزلزال «حيث بدأت النوافذ تهتز وكذلك أسرة النوم، ودام الأمر لبضع ثوان. واستبعد الخبير في علم الزلازل ناصر جبور حدوث تسونامي- مد بحري- جراء الهزة الأرضية التي عرفتها مجموعة من المدن المغربية في الساعات الأولى من ليلة الأربعاء/الخميس والتي بلغت 5.5 درجات على سلم ريشتر. وأوضح رئيس مصلحة المراقبة الزلزالية بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، في تصريح ل«المساء»، أن مركز الهزة، التي سجلت حوالي الساعة الواحدة و38 دقيقة بعد منتصف الليل، يبعد عن الشواطئ المغربية بحوالي 300 كيلومترا، مضيفا أن هذه الهزة شعر بها جل المواطنين القاطنين بالمدن الشاطئية المطلة على المحيط الأطلسي. وأبرز جبور أن مركز الهزة هو أقرب إلى الجنوب البرتغالي منه إلى المدن المغربية. وقد شعر بالزلزال قاطنو مدن الدارالبيضاء وطنجة والرباط وآسفي والقنيطرة، إلى جانب بعض المدن الداخلية كفاس ومراكش، حيث وردت على المعهد الوطني للجيوفيزياء مكالمات عدة من سكان هذه المدن يبلغونه بحدوث هزة. وحسب رئيس مصلحة المراقبة الزلزالية بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، فقد تم، ما بين الساعة الواحدة و38 دقيقة والتاسعة صباحا من يوم أمس الخميس، تسجيل أربع هزات ارتدادية أقواها الهزة الأرضية التي بلغت درجتها 5.5 على سلم ريشتر، فيما باقي الهزات لم تتجاوز قوتها 3 درجات وبالتالي لم يشعر بها المواطنون. وحسب جبور، فإن بؤرة هذه الهزة معروفة بنشاطها الزلزالي، ولا يستبعد الخبراء أن يستمر نشاط هذا الزلزال لبضعة أيام أخرى. وأحدثت هذه الهزة، التي وقعت بينما كان أغلب المواطنين يغطّون في نوم عميق، ذعرا وهلعا كبيرين، حيث شوهد العديد من المواطنين بعدد من الأحياء وهم يغادرون منازلهم خوفا من حدوث هزات جديدة. وذكر شهود عيان بشارع يعقوب المنصور بالمعاريف في الدارالبيضاء أن الذعر بلغ مداه بنسوة هذه المنطقة إلى درجة أن بعضهن غادرن منازلهن بثياب النوم، في حين اختار بعض المواطنين قضاء باقي الليلة يتسكعون في الطرقات، إما مشيا على الأقدام أو على متمن السيارات، في حين اكتفى غالبية المواطنين ممن استيقظوا على وقع الهزة بتفقد الوضع عبر شرفات منازلهم. وتباينت درجات شدة الهزة حسب مراكز الرصد، حيث سجل المعهد الجغرافي الوطني الإسباني أن شدة هذا الزلزال بلغت 6.3 درجات على سلم ريشتر، وأن ذلك وقع في الساعة الواحدة و37 دقيقة من ليلة الأربعاء/ الخميس بتوقيت جرينتش في عرض المحيط الأطلسي على مسافة 100 كيلومتر جنوب غربي البرتغال وعلى عمق 58 كيلومترا، في حين أوردت هيئة الرصد الجيولوجي الأمريكية أن شدة الزلزال بلغت 5.7 درجات حسب مقياسها المختلف عن المقياس المستخدم في إسبانيا. وقالت الهيئة إن الزلزال وقع على عمق عشرة كيلومترات تحت قعر المحيط فقط. وشعر بهذه الهزة سكان مدن إشبيلية وقرطبة واتصل العديد منهم بمصالح الطوارئ للاستفسار عن شدتها، ولكن دون أن يبلغوا عن وقوع خسائر أو أضرار. وحسب رئيس مصلحة المراقبة الزلزالية بالمعهد الوطني للجيوفيزياء فإن التسونامي يقع عادة في الحالة التي تكون فيها بؤرة الهزة واقعة في قعر البحر وتكون درجة الهزة الأرضية بقوة تتجاوز 6.3 درجات على سلم ريشتر. من جهتها، شددت ثريا المرابط، المتخصصة في علم الزلازل بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، على أن الزلزال الذي تم رصده قد شعر به سكان بعض المناطق في إسبانيا والبرتغال والمغرب، مضيفة أنه لا يشكل خطورة كبرى على المواطنين. وأكدت المرابط في اتصال مع «المساء» أن المواطنين «يجب أن يشعروا بالاطمئنان وألا يصابوا بحالة الهلع لأن هذه المناطق هي تقريبا مناطق آمنة». ونصحت المرابط السكان بالاختباء تحت طاولة متينة أو تحت سور باب أي شقة، وبالتوفر على أدوات قد يحتاجونها لمواجهة آثار أي زلزال وألا يفروا إلى شرفات المنازل لكونها تشكل خطورة حقيقية عليهم في حالة وقوع الزلزال.