أعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، عن تسجيل هزة أرضية بقوة 5.5 درجات على سلم ريشتر، في الواحدة و38 دقيقة من صباح أمس الخميس.وحدد مركز الهزة في المحيط الأطلسي، على بعد 300 كلم غرب مدينة طنجة، واستمرت لبضع ثوان، استشعرها، بشكل أكبر، سكان مدن الدارالبيضاء، والرباط، والمحمدية، دون أن تخلف خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وتسببت الهزة الأرضية في حالة هلع لدى عدد من المواطنين، سيما في المدن الساحلية، على الشريط الممتد من طنجة إلى آسفي، كما استشعرها سكان بعض المدن الداخلية، مثل مراكش، ومكناس، وخنيفرة، وفاس. ويعود استشعار المغاربة للحركات الأرضية، رغم وجود بؤرتها المركزية في عرض السواحل الأطلسية، إلى معطيات جيوفيزيائية، لوجود المغرب في منطقة تماس بين الصفائح القارية، الإفريقية، والأوروأسيوية، في جزئها الإيبيري، تجعله معرضا لهزات أرضية ضعيفة، غالبا ما ترصدها أجهزة المراقبة، إلا أنها تتحول إلى حركات قوية، في بعض الأحيان. وقال جبور ناصر، رئيس مصلحة مراقبة الزلازل التابعة للمعهد الوطني للجيوفيزياء، ل"المغربية"، إن عملية المراقبة المباشرة للارتدادات الزلزالية، مستمرة في المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، إذ سجلت الأجهزة التقنية ارتدادات ضعيفة، تلت الهزة المركزية، لم يشعر بها المواطنون، مقابل استشعارها من طرف السكان في إسبانيا والبرتغال. وأكد جبور أن الأجهزة لم تكشف، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، عن إمكانية حدوث هزات أرضية أخرى بالمغرب، إذ تفيد الوسائل التقنية تسجيل ارتدادات هادئة، لم تصاحبها حركات أرضية، ما يفيد بخمود الهزات، لحد ترقب تلاشيها، حسب المصدر. وذكر المسؤول ذاته أن المعهد الوطني للجيوفيزياء تلقى أكثر من 100 مكالمة، من مواطنين استشعروا الهزة الأرضية، أغلبهم من الدارالبيضاء، والرباط، ومراكش، وخنيفرة، وفاس، استفسروا عن بؤرة الهزة، ومدى احتمالات تكرارها، وأغلبهم يقطنون شققا في طوابق عليا، وكانوا أكثر شعورا بالهزة من جيرانهم في الطوابق السفلى، التي عادة ما تكون الهزات الأرضية غير محسوسة بالنسبة إليهم. وصنف جبور الضربة الزلزالية بالمتوسطة، لعدم تجاوزها عتبة 5.5 على سلم ريشتر، مبينا أنها ارتدادات طبيعية بالنسبة إلى المعطيات الجيوفيزيائية لموقع المغرب. من جهة أخرى، أفادت الأرصاد الجوية البرتغالية، أن سكان البرتغال شعروا بالهزة, إلا أنه لم يعلن عن سقوط ضحايا أو تسجيل خسائر مادية. كما أوضح المعهد الإسباني لمراقبة الزلازل أن مركز الهزة الأرضية كان في عرض المحيط الأطلسي، على بعد 100 كلم جنوب غرب رأس "سانت فانسنت"، في البرتغال، وعلى عمق 58 كلم بحرا.