شكّلت المسيرة المخلدة للذكرى السادسة لحركة 20 فبراير، صباح اليوم بالعاصمة الرباط، واحدة من أضعف مسيرات الحركة من حيث عدد المشاركين، نتيجة التساقطات المطرية الغزيرة التي غيّبت العديد من الوجوه السياسية والحقوقية البارزة. وحول القول الشائع بأن الحركة انتهت، ردّ فؤاد عبد المومني، الناشط الحقوقي الذي حضر المسيرة، أن "روح حركة عشرين فبراير هي روح إسقاط الفساد والاستبداد"، وأضاف: "مادام أن هذا الهدف لم يحقق فالحركة لن تموت"، واعتبر أن الأشكال الاحتجاجية واللحظات النضالية يمكن أن تتغير "لكن الحركة هي الحامل لحاضر ومستقبل المغرب، ولن تموت". وسجل عبد المومني أن الحركة حققت بعض الخطوات الإيجابية، سواء على مستوى الحضور الجماهيري أو على مستوى تقارب تيارات مجتمعية مختلفة أو على مستوى إسقاط الخوف والصمت، وفرضت بعض المكتسبات المادية، مثل بعض التكييفات في الدستور، "لكن لا زلنا بعيدين جدا من تحقيق المطلب الأساسي وهو إسقاط الفساد والاستبداد". من جانبه قال أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: "بعد مرور 6 سنوات على بروز الحركة، تبقى 20 فبراير حية في وجدان وضمير الشعب المغربي من خلال استمراريتها ولو ليس بالزخم نفسه الذي كانت عليه، لكن تبقى فكرة نبيلة وسامية، غايتها تطوير وتحسين الأوضاع الاقتصادية لعموم المواطنين، وبناء دولة ديمقراطية تحترم المواطنين وكرامتهم". ولم ينف الهايج أن الفساد لا زال ينخر البلاد ولم تستطع لا الدولة ولا الحكومة وضع حد له، كما أن مطلب العدالة الاجتماعية لم يتم تحقيقه، ومستويات الفقر آخذة في التزايد والارتفاع، والكثير من الحقوق التي كان المواطنون يتمتعون بها تم الإجهاز عليها، كالتقاعد والصندوق المقاصة، واعتبر أن "المهم من كل هذا هو الحرية التي توازي الديمقراطية، وهي لازالت بعيدة المنال؛ لأن المغرب لم يستطع أن يسير في هذا الاتجاه بالشكل المطلوب". وفي تعليقه على غياب العديد من الوجوه السياسية والحقوقية، أرجع الهايج ذلك إلى سوء الأحوال الجوية غير المشجعة لحضور الجميع، قبل أن ينبه إلى أن "العديد من الرموز التي بدأت مع الحركة متواجدة بالمسيرة".