حركة 20 فبراير المغربية ،قيل عنها الكثير، وجعلت قلوب المسؤولين المغاربة تدق بشدة ،الكل –والربيع العربي انذاك في أوجه – كان متخوفا من طوفان 20 فبراير..الكل تابع وحلل شعاراتها وأنشطتها وبرامجها وتظاهراتها واحتجاجاتها وأغانيها....... تقوت 20 فبراير عندما ساندتها أحزاب تقدمية وعندما انضم اليها شباب العدل والاحسان.... كانت مسيراتها في البدية عبلرة عن طوفان بشري هادر..لمع فيها شباب ونجوم.... ثم..... بدأت الانقسامات والانكسارات وطغى السياسي اللعين على ماهو اجتماعي وأساسي... وللأسف..... ولصالح المخزن...... انسحب فاعلون سياسيون.... انسحب صاحب الحق والمبادئ... انسحب المناضل والشجاع والملتزم..... وبالمقابل : استفاد الانتهازيون والبراغماتيون وأصحاب الريع و.... ومع هذا : ( جاءت تحركات 20 فبراير استجابة لطموح الشارع المغربي..خلقت بذلك دينامية مجتمعية..استجابت لها الدولة باقرار تعديلات دستورية أدت الى انتخابات سابقة لأوانها.... تظل الحركة محركا أساسيا لنبض الشارع المغربي...ان الحركة مطالبة باعادة النظر في وسائل احتجاجها وانضاجها في أفق خلق نقاش عمومي حول القضايا التي تهم المجتمع وذلك بطرق سلمية وحضارية بعيدا عن المزايدة......)...هذا ماقاله محمد مسعاد لأخبار اليوم ص 13 العدد 618 ليوم الخميس 8 دجنبر 2011..... تبقى حركة 20 فبراير ظاهرة شبابية مغربية بامتياز..تأثرت بالربيع العربي الهادر....... قالوا عن 20 فبراير 2011. سنة 2011 هي سنة 20 فبراير بامتياز...خرجت قوية وصامدة ومؤثرة وفاعلة حاملة مشروعا مجتمعيا حداثيا ديموقراطيا ..عجزت الأحزاب التقليدية عن تحقيقه..... وفي تعليقه الجميل..يقول الأستاذ أحمد مودود في مقال له تحت عنوان : الحراك الشعبي ورهانات التغيير ما يلي : ( لطالما نادت الشعوب بالحرية والمساواة عبر مر العصور في كل أنحاء العالم..فقتل من قتل وأسر من أسر وأعدم من أعدم دفاعا عن مبادئ وقيم أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أساسية لضمان كرامة الانسان ، لقد أحسن روسو حينما قال : ( اذا خيرت في مكان أريد أن أولد فيه ، فاني أرى أن يكون هو المكان الذي فيه للملك والشعب مصلحة واحدة.....أريد أن أولد في حكومة ديموقراطية....أريد أن أعيش و وأموت حرا أي خاضعا للقانون ، أريد ألا يكون أحد أعلى من القانون )......وحيث أنه لا يمكن للشعوب العربية أن تعيش في ظل الاستبداد والقمع والحرمان والفساد ،فقد انتفضت في اطار ما يعرف بالربيع العربي ، على مايبدو أوشك على أن يغير الخريطة الجيوسياسية للعالم العربي ، فمن ثورة الياسمين الى ثورة الفل الى ثورة المختار.....وغيرها ، عاشت الدول العربية أصعب أيامها في التاريخ المعاصر، لقد أطاحت الثورات برؤساء خالدين في الحكم ، فبين هارب وطريح الفراش وعنيد وساكن أنفاق وحريق الوجه وووو... كما وضعت معالم دول جديدة وأفرزت اتجاهات سياسية ونخب جديدة وأحيت أخرى وساهمت في ظهورمصطلحات جديدة كالبلطجية والشبيحة .... في المغرب كما هو الحال في الدول العربية خرج الشباب في اطار مايعرف بحركة 20 فبراير الى الشوارع مطالبين بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومحاربة الفساد والزبونية واقرار الحكامة الجيدة ، فأجبرت الدولة على التحرك واقرار بعض الاصلاحات من قبيل وضع دستور جديد و هيكلة مؤسسات حقوق الانسان واجبار بعض المرافق العمومية على اعادة النظر في علاقاتها بالمرتفقين وتسوية بعض الملفات ، لكنه بالمقابل ساهمت خرجات هؤلاء الشباب في عودة بعض مظاهر التسيب من قبيل احتلال الطرقات العمومية وارتفاع ظاهرة الباعة المتجولين والسكن العشوائي ، كما حدث في عدة مناطق كضواحي ( أكادير .انزكان .ايت ملول..).واذا استمرت مظاهر التوتر في الشوارع ،فان ذلك يعني مزيدا من التوتر ومنح فرصة كبيرة لأعداء الوطن من أجل تنفيذ مخططاتهم العدائية..فالشعب المغربي ليس مستعدا لتكرار السيناريو الليبي والسوري خاصة وأنه يتشكل من فسيفساء وخليط كبير من الثقافات ، ان الديموقراطية لا تأتي على ظهر الدبابات أو راجمات الصواريخ ....ان التغيير الحقيقي يأتي من صناديق الاقتراع ...فعلى الشباب أن يبادروا الى تشكيل أحزاب سياسية قادرة على التغيير وعليهم اعادة الاعتبار للعمل النقابي أو المشاركة الايجابية في العمل السياسي ونبذ كل أشكال العنف وقطع الطريق أمام كل من يفكر في ادخال المغرب في دوامة الدماء .......))... انبثقت حركة 20 فبراير من الفقر والظلم والاهانة والتهميش والثورة على الاستبداد والتوزيع غير العادل للثروات الوطنية ، حيث : (( يعيش الشعب المغربي اليوم واقعا حافلا بكل مسببات الاهانة التي يشعر بها المواطن في كل ثانية ،بتردي الحالة الاجتماعية للأغلبية الساحقة التي تتعمق حدتها بغلاء الأسعار وتدني الأجور وتفشي البطالة حتى في صفوف حملة الشواهد العليا الذين تقابل مطالبهم العادلة والمشروعة بالتعامل اللاانساني من طرف النظام وانتشار الأمية وتدني مستوى التعليم ، أما مستوى انتهاك الحريات وحقوق الانسان واختلال ميزان العدالة فقد بلغ في العهد الجديد درجة تجعل النظام مسؤول عن سنوات رصاص جديدة ، تتجلى في التضييق على الصحافة وقمع المظاهرات ، وعودة الاختطاف والتعذيب في السجون السرية والعلنية وكذا تفشي الرشوة والمحسوبية وتشجيع اقتصاد الريع وهي الأوضاع التي ينطق بها الواقع المعيشي ، وتقربها تقارير المنظمات الدولية ..)) هذا ماجاء في الأرضية التأسيسية لحركة 20 فبراير ولحركة 20 فبراير جذور راسخة في التربة المغربية ، فهي تناشد التغير و...وحيث أن : ((الحركة انبتقت من الرغبة العميقة في التغير التي كانت تحرك شعبا برمته ، بيد أنها لم تفلح بعد في خلق التحالفات الكفيلة بتعبئة الشعب ، وبوضع استراتيجيات تجعله فعالا ...)).هذا ماكتبه الأمير مولاي هشام في وجهة نظر..الصفحة 8..العدد 50 خريف 2011 ....
ايجابيات حركة 20 فراير كثيرة ولعل أهمها : (( حركة 20 فبراير تحررت من الصمت والتقليدانية والأساليب العتيقة ، حركة لا تستشهد الا بالاعلانات العالمية والمواتيق الدولية لحقوق الانسان ...حركة تبنت شعار " الشعب يريد "... حركة 20 فبراير تميز طرحها في الاصلاح الدستوري بطرح موازي لادانة الفساد بكل أشكاله وفصل المال عن السلطة وابراز استعجالية التغيير .... )) حسب الباحث محمد مونشيح في وجهة نظر..العدد 50..خريف 2011 السنة ...15 حركة 20 فبراير هي تعبير واقعي وملموس على بؤس السياسة والسياسين المغاربة الذين ترهلوا في الكراسي والمناصب ، ولم يقدموا للشعب المغربي أي خدمات اجتماعية واقتصادية تذكر ، لهذه الأسباب : (( ان الحركة الفبرايرية المغربية ... استطاعت أن تستقطب ، أولا اهتمام فئة الشباب ، وثانيا ، فئات واسعة من الجمهور العام ، ومطالبها ورؤيتها وتصوراتها السياسية هي تعبير عن الشعور بعدم كفاية النضال الحزبي ، بمعنى ان الوتيرة التي ناضلت بها الأحزاب الوطنية أو التقدمية أو حتى الاسلامية من أجل تصحيح وتحقيق اصلاحات هي وتيرة بطيئة وانجازاتها محدودة ، ومن هنا يأتي استلهام الحركة الفبرايرية المغربية للحراك العربي باعتباره دينامية تاريخية كاسحة وقوية على الأقل على المستوى السياسي ... واستطاعت أن تفرض نفسها كقوة ولو أنها قوة غير منظمة وخاضعة لنوع من العفوية ولتدخلات أطراف كثيرة .... وهي في العمق تظل تعبيرا عن وعي شبابي بضرورة تسريع التاريخ وحركته وتسريع حركت التطور في المجتمع المغربي ... )) حسب تعبير ذ. محمد سبيلا في جريدة المساء..العدد 1601 ليوم الخميس 17 نونبر .2011 وبصراحته وحنكته السياسية يقول المناضل الكبير محمد بن سعيد ايت ايدر للمساء العدد 1554 يوم 21-09-2012 : (( ان حركة 20 فبراير هي الفاعل حاليا في الساحة السياسية...))....
قالوا عن 20 فبراير 2012 يعترف الجميع بأن تغيير الدستور والتنازلات التي قدمها المخزن جاءت بسبب حركة 20 فبراير لأن : ( (20 فبراير...هي حركة تلقائية شملت المغرب بكامله...تمكنت من تحقيق مجموعة من الانجازات المهمة التي لم يتمكن أي حزب من تحقيقها منذ الاستقلال.
...الحركة مايزال لديها الكثير لتقدمه وما زالت لديها دوافع للخروج الى الشارع ، ولا ننسى أن ما تحقق وما يفتخر به السياسيون اليوم جاء بفضلها......))..هذا ماقاله طارق يحيى رئيس المجلس البلدي للناظور في العدد 681 ليومه الاثنين 20 فبراير2012... ولقد تعاطف التقدميون مع حركة 20 فبراير وتبنوا خطابها : (( بين الحزب الاشتراكي الموحد و20 فبراير علاقة حب مجوسية.....منذ اللمسة الأولى ، كانت واضحة أنامل أعضاء حركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية على أزرار لوحة المفاتيح : وخلف هؤلاء حزب برمته ظل بعض قيادييه يمدون المشروع بأسباب حقيقية للوجود والاستمرار دعما ومساندة ومواقف سياسية أصيلة وعطاء ماليا وغطاء لوجيستيكيا مازال مستمرا الى اليوم.... محمد الساسي علق مرة : " هناك من يلومنا ، لأننا وضعنا كل بيضنا في سلة حركة 20 فبراير ؟ ماالمشكل في ذلك ؟نحن نثق في هؤلاء الشباب ، رغم العقاب الذي تعرضنا له من هجوم على مقرنا واعتقال رفقاءنا ".....بموازاة ، لم يخل بيان لدورات اللجنة المركزية والمجلس الوطني وبلاغات المكتب السياسي من تأكيد على – الضرورة القصوى- لحركة مثل 20 فبراير في خارطة مغرب جديد ينشد التغيير ..." ان التقدم في عملية النضال الديموقراطي وترجيح موازين القوى لصالح الخيار الديموقراطي على أرض الواقع ، وبناء أسس الملكية البرلمانية وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوق الانسان يمر بالضرورة عبر توفير الشروط والمقومات لاستمرار وتقوية 20 فبراير حركة مجتمعية سلمية ديموقراطية...))..هذاما استنتجه يوسف الساكت بجريدة الصباح الأحد 18-19 فبراير 2012..العدد3686.... تعددت المطالب وتوحدت الأصوات في سبيل مغرب مزهر ..فلا صوت يعلو فوق صوت الشعب الذي أصبح معادلة سياسية حقيقية ، والصحافية ضحى زين الدين في جريدة الصباح ليومي السبت والأحد 18-19 فبراير 2012 ..العدد 3686 تقول ك (( الأكيد ان حركة 20 فبراير لم تبق معزولة عن المجتمع بكل قواه ، حتى التي رأت فيها تهديدا وجدت نفسها مرغمة على التفاعل والرضوخ لمطلب ( الشعب يريد ) ...وكانت قادرة على الحفاظ على مسافة الأمان بينها وبين أي تأثيرات خارجية.....الحركة أيضا كذبت نبوءة المحللين السياسيين وأثبتت أن المغرب ليس بمنأى عن أي حراك.... نجاح الحركة أيضا كان محتوما لانها لم تسخر مطالها ولم تتلاعب بها ، ولم تعرضها في المزاد العلني للسوق الخارجية. كانت واضحة منذ خروجها الاول ، ( الشعب يريد اسقاط الاستبداد ) ، ( الشعب يريد محاربة الفساد ) ، ( الشعب يريد التغيير ) ، وتلك العناوين الكبرى لارادة الشعب ، أما لائحة المطالب فتعددت وكانت جميعها مشروعة....))... لقد كان هدف حركة 20 فبراير هو باختصار تغيير العلاقات الاجتماعية السلبية والثورة ضد سلطة الريع والزبونية..... يدق ذ.عثمان الزياني ناقوس الخطر في العدد 51 من وجهة نظر لشتاء 2012 السنة 16 قائلا : (( ان حركة 20 فبراير ماضية في نضالاتها واحتجاجاتها ، على اعتبار أن النظام السياسي المغربي لم يستوعب ولم يستجب لمطالبها ، على الرغم مما حمله التعديل الدستوري...حيث تعتبر كل هذه الاشارات والمؤشرات من السلطة غير ذات دلالة على التغيير الحقيقي ، فهي مجرد رتوشات طفيفة وبمنأى عن أي قطيعة مع الماضي....)).. وتكمن أهمية حركة 20 فبراير حسب ذ.الباحث محمد شقير وجهة نظر..العدد51..شتاء2012 ..السنة 16 في أنها تستمد خصوصيتها : (( من كونها ليست تنظيما سياسيا ،أو حركة سياسية بالمفهوم التقليدي للحركات أو القوى السياسية المتعارف عليها ،فهي ليست حزبا أو نقابة ، أو جمعية ، بل هي قبل كل شيء حركة شعبيةظهرت كظاهرة سياسية جديدة في المشهد السياسي بالمغرب لتعكس مطالب العديد من الشرائح الشعبية ، فهي بمثابة صوت الشعب المباشر الذي ينزل الى الشارع للتعبير عن ارائه بدون وساطات سياسية أو نقابية أو حقوقية....))... ويعري ذ.عبداللطيف حسني السياسيين ومكامن الخلل في المغرب ن في وجهة نظر..العدد 51..شتاء 2012..السنة 15 قائلا : (( من بركات حلركة 20 فبراير أنها أخرجت مشكلة التنظيم السياسي للمغرب من خزائن النخبة السياسية ، وجعلت منه بالفعل شانا عاما ن تصدح به الجماهير في مختلف ربوع البلاد..فشعارات : ( الشعب يطالب باسقاط الاستبداد ) و ( الشعب يطالب بملكية برلمانية ) و( ملك يسود ولا يحكم ) و ( الفصل بين الثروة والسلطة ) ن كلها شعارات تؤشر بقوة على مكامن الخلل والعطب التي تعتري النظام السياسي المغربي...))...
خاتمة : يمكن للطبقة السياسية المغربية أن تأخذ العبرة من حركة 20 فبراير لأن : (( الحركة أخرجت المغاربة عن صمتهم لكي يعبروا بشكل علني عن مطالبهم ن واستطاعوا هدم مجموعة من الطابوهات ، أيضا كسرت جدار الخوف لذى مجموعة من الفئات التي كان معروف عليها أنها لا تحتج وأقصد بذلك العالم القروي ، سكان الكاريانات ..القرى في الجبال والمناطق النائية...الحركة استطاعت خلق نقاش حول السلطة والمحاسبة....الحركة أبانت على أن الشعب المغربي مهتم بالسياسة..مهتم بالشأن العام ، لكنه يرفضها بالطريقة التي تطرحها الأحزاب السياسية...الحركة أظهرت أن الطبقة السياسية في المغرب هي جزء من المشكل وليس الحل.....)).......هذا ماقاله نجيب شوقي ..عضو حركة 20 فبراير في جريدة المشعل ..العدد 313..الصفحة 11... هذا هو الربيع العربي الذي أفرز ثورة الصامتين والمقهورين.... هذا هو الربيع العربي الذي أزاح ديناصورات عن الحكم... وكل ربيع عربي وأنتم بخير.... وكل 20 فبراير وأنتم بألف خير....