أكد إغناسيو سيمبريرو، الصحافي الإسباني والخبير في القضايا المغاربية، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بعد حوالي 32 سنة من مغادرته لمنظمة الوحدة الإفريقية، تعد انتصارا دبلوماسيا للمغرب يعود الفضل فيه بشكل كبير إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، خاصة أنه قام بجولات "مكوكية" متنقلا بين العديد من العواصم الإفريقية خلال الأشهر الستة الأخيرة قبل انعقاد القمة الإفريقية التي أعلنت عن قرار عودة الرباط إلى المنظمة الإفريقية. وأردف سيمبريرو، في تصريحه لجريدة "هسبريس" الإلكترونية، أن مساعي المغرب بقيادة محمد السادس للعودة إلى الاتحاد الإفريقي تأكيد على رغبة المملكة في تصحيح خطأ مغادرة المغرب للاتحاد الإفريقي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني؛ "وهو الخطأ الذي احتاج إلى 17 سنة لتصحيحه بعد وفاته"، حسب المتابع الإسباني للقضايا المغاربية. وفيما تعالت العديد من الأصوات التي رددت أن انتصار المغرب بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي لن يكتمل إلا بإبعاد جبهة البوليساريو من المنظمة، وهي الرغبة التي لم ينفها الكاتب الإسباني الذي أكد أن المغرب سيسعى بشكل جاهد إما لطرد أو تعليق عضوية البوليساريو من المنظمة؛ "إلا أن هذا الهدف يبقى من الصعب تحقيقه، خاصة بعد مرور حوالي 32 سنة من وجود البوليساريو بالمنظمة، ولا أعرف صراحة هل سيستطيع المغرب طرد البوليساريو أم لا". صاحب كتاب "إسبانيا التي تصلي لله" أضاف قائلا إنه في الوقت الحالي المغرب لديه دول صديقة داخل منظمة الاتحاد الإفريقي "والتي من المرتقب أن ينسق معها، وبالأساس سيستعين بها لمواجهة البلدان المناوئة للمغرب داخل "القبة الإفريقية" كجنوب إفريقيا والجزائر؛ وهي المواجهة التي ستكون في العديد من القضايا المرتبطة بالقارة، وعلى رأسها الملف المرتبط بقضية الصحراء الغربية"، حسبه. وارتباطا بملف الصحراء الذي خلق نقاشا واسعا، سواء قبل عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي أو بعدها من أجل إيجاد حل لتسويته، اعتبر سيمبريرو أن منظمة الاتحاد الإفريقي ستعمل بشكل أفضل مستقبلا، قبل أن يستطرد قائلا إن ملف الصحراء "سيسمم العلاقات داخل الاتحاد الإفريقي. وهذا ما يبعث على التخوف من أن يكون دور المنظمة أقل نجاعة، بخصوص إيجاد تسوية لهذا الملف".