خطوات ثابتة تلك التي بات يخطوها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خدمة للقضية الوطنية، مستثمرا علاقات الصداقة التي تجمعه بالأحزاب الاشتراكية، في مختلف الدول، للعمل على حشد دعمها للقضايا الكبرى للمملكة، وعلى رأسها قضية الصحراء. "حزب الوردة"، الذي سارع إلى تنظيم ندوة جمعت ممثلي الأحزاب الاشتراكية بغرب إفريقيا، مؤخرا، لمدارسة قضايا المغرب، ومن بينها قضية الصحراء، يستعد لحضور لقاءٍ شهر مارس المقبل في كولومبيا، يجمع الأحزاب ذات التوجه الاشتراكي. وبينما يشدد إدريس لشكر على أن حزبه يشتغل باستمرار، وفي صمت، في ما يتعلق بعدد من القضايا التي تهم المغرب، مؤكدا في السياق ذاته حرص الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على استثمار رصيده وتوظيفه لصالح البلاد، في ظل وضع إقليمي ودولي متشرذم، يؤكد قياديون بارزون في التنظيم ذاته، وعلى رأسهم محمد اليازغي، أن علاقة صداقة قوية تجمعهم بالأمين العام الجديد للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس. اليازغي أكد أن غوتريس تجمعه علاقة جيدة بالمغرب كذلك، نافيا أن يكون الأمين العام الجديد عدوا لمصالح للمملكة، "بل لن يصدر عنه أي موقف مناهض لها؛ لأنه يعرف جيدا الأوضاع السياسية في شمال إفريقيا"، وفق تعبيره. هذه المواقف والخطوات التي ينهجها قياديو "حزب الوردة" دفعت مُتابعين للشأن السياسي المغربي إلى القول إن "علاقات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ستكون مفيدة لخدمة القضية الوطنية، وستساهم في تعزيز فرص تواجد الحزب داخل الحكومة المغربية". خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، لا يرى أي خيط ناظم بين دفاع حزب الاتحاد الاشتراكي عن الوحدة الترابية واستغلاله العلاقات الطيبة التي تربطه بالأمين العام الجديد للأمم المتحدة وبين تواجده في الحكومة، التي لازالت لم تر النور بعد أزيد من أربعة أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية. الشيات أفاد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية بأن غيريتس معروف بميولاته اليسارية، ويعد من قدماء الاشتراكيين، مبرزا أنه "ليس مرهونا بانتماءاته الأيديولوجية أو علاقاته الشخصية. وإن كانت هذه الأمور تقرب المسافات وتساهم في التواصل، إلا أنها لن تغير من قرارات الأممالمتحدة، وإلا لكانت مواقف الأمين العام السابق بان كي مون أثرت سلبا على القضية أمميا"، وفق تعبيره. واعتبر الأستاذ الجامعي ذاته أن الأمين العام للأمم المتحدة لا يؤثر في قرارات الهيئة الأممية؛ ذلك أن مهامه معروفة، وزاد مستدركا: "لكن مواقفه قد تؤثر على المستوى الإعلامي لا غير". وأشار الشيات إلى أن "الاتحاد الاشتراكي يستطيع خدمة ملف الوحدة الترابية للمغرب من خارج الحكومة"، مشيرا إلى أن "احتمال استغلاله ملف الصحراء وعلاقاته كوسيلة ضغط للمشاركة في الحكومة موقف سيطرح علامات استفهام كبيرة"، ومبرزا أن "تشكيل الحكومة يجب أن يحترم ما أفرزته صناديق الاقتراع وينضبط لإرادة الناخبين". ويرى المتحدث ذاته أن توفر حزب معين على عدد مقاعد قليلة مع إصراره على المشاركة في الحكومة سيؤثر سلبا على مستقبله ومصداقيته أمام الناخبين.