لم تتمكن الرواية المغربية من الوصول إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" في دورتها العاشرة، بالرغم من أن اللائحة الطويلة ضمت كل من رواية "المغاربة" لكاتبها عبد الكريم الجويطي و"هوت ماروك" لياسين عدنان. غياب الرواية المغربية عن القائمة القصيرة علق عليه حسن بحراوي، أستاذ الرواية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، بالقول إن هذا الغياب يثير بعض الأسئلة، "خاصة أن الدورة الحالية عرفت ترشيح أعمال لكتّاب لهم وزنهم، وليسوا أسماء مفاجئة في اللائحة". وأكد المتحدث، خلال تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مزاجية وعشوائية" لجنة التحكيم هي من غيّبت الرواية المغربية من القائمة القصيرة، قبل أن يزيد بالقول: "يبدو أنه تغييب مقصود، ولسان حال اللجنة يقول: كفى من الروايات والكتاب المغاربة الذين أصبحوا يكتسحون الساحة" حسب قوله، بالرغم من أن الرواية الوحيدة التي نالت "البوكر" كانت لمحمد الأشعري وزير الثقافة سابقا، بروايته "القوس والفراشة"، التي توجت مناصفة مع الرواية السعودية "طوق الحمام". في سياق متصل، شدد الناقد الأدبي على ضرورة الاهتمام بشكل أكبر لصناعة الرواية بالمغرب؛ "فالرواية هي فن وصناعة وهندسة، وليست محض سرد وكلام، وهي خبرة وفن تأخر المغرب كثيرا في استقباله وانتظر إلى حدود الخمسينيات من القرن الماضي مع كتابات عبد الكريم غلاب وغيره". وهذا لا ينفي، حسب بحراوي، القول بأن هنالك أعمالا روائية مغربية بارزة، على الصعيدين العربي والقاري، مثل أعمال مبارك ربيع ومحمد عز الدين التازي "وفي مصر والمشرق عموما، لا وجود لروائيين مثل القامات الروائية الموجودة بالمغرب، لا من حيث الكم ولا من حيث جودة الأعمال التي تنتجها". وخلص بحراوي إلى التأكيد على أن الصناعة الروائية بالمغرب في تقدم مستمر وتطور مضطرب نظرا لكون المغاربة لا يكتفون بالإنتاج الروائي المغربي، بل ينفتحون على أجناس أدبية أخرى مترجمة أو بلغتها، مستطردا أنه "حاليا حتى المشرق يشهد على أن الرواية المغربية تتواجد اليوم في الصفوف الأول. ومن هنا، تأتي مشروعية أن يطمح الروائي المغربي إلى أن يكرم وأن يحصد مثل هاته الجوائز". وسيعلن يوم الثلاثاء 25 أبريل المقبل عن اسم الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية، في احتفال سيقام في أبوظبي عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على 10.000 دولار أمريكي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أمريكي إضافية.