منْ بيْن ستّة أعمالٍ روائيةٍ بلغتِ القائمةَ القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2015، والتي أُعلنَ عنْها صباح اليوم في مدينة الدارالبيضاء، كانتْ روايةُ "ممرّ الصفصاف" للروائي المغربيّ أحمد المديني. وبدَا وقْع المفاجأة جليّاً على وجْه الروائي المغربي حينَ نطقَ رئيس لجنة تحكيم الجائزة، الشاعر الفلسطيني مُريد البرغوثي اسْمَه فأمْسَك رأسه بين كفّيه، وبَدَا غيْر مُصدّق لوصول روايته إلى القائمة القصيرة ل"البوكر"، وهي أرفعُ الجزائر الأدبية العربية. وستنْجلي علاماتُ الاستفهام عن سِرّ وقْع المفاجأة على الروائي المديني، حينَ كشف، بغصّة في الحلق، في تصريحات صحافيّة أنّ روايته التي قطعتْ جميع أشواط الجائزة العالمية للرواية العربية، وبلغت القائمة القصيرة، لمْ يتكرثْ لها أحد حينَ نزلتْ إلى السوق. ويتحدّث المديني عنْ "الإهمال" الذي لقيتْه روايته قائلا إنّه أوْدعها بعْدَ طبْعها لدى بائع صُحفٍ في الرباط، ولمْ تُقتنَ منها أيّ نسخة طيلة ثلاثة شهور، وحينَ ضاقَ ذرعا حمَلها إلى صاحبِ مطعم "بائع كْرعين"، فاقتنى نسخة من الرواية، مقابلَ اقتناء الروائي صحْنيْن من "الكْرعين". وانطلقتِ المسيرة الأدبية للروائي المغربي أحمد المديني منذ سنة 1970، وكتبَ في الرواية والقصة القصيرة، ويَرى أنّ وصول روايته "ممرُّ الصفصاف" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2015 اعترافاً بمجهوداته. وأضافَ بفَرَحٍ غير خافٍ، وهوَ يُعانقُ ناشرَ الرواية "هذا اعترافٌ، أيضا، بأنّ المغربَ يزخرُ بالطاقات والمواهبِ في ميْدان الأدب، ورسالة إلى المسؤولين المغاربة لرعاية هذه المواهب والطاقات المُبْدعة، ويُعطوا قيمة للثقافة والأدب". وضمّت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2015، إضافة إلى رواية "ممر الصفصاف" للروائي المغربي أحمد المديني رواية "حياة معلقة" للروائي الفلسطيني عاطف أبو سيف، ورواية "طابق 99 للروائي اللبناني فوزا الحسن. وضمّت القائمة أيضا رواية "ألماس ونساء" للروائية السورية لينا هويان الحسن، ورواية "شوق الدرويش" للروائي حمور زيارة من السودان، ورواية "الطلياني" للروائي التونسي شكري المبخوت". واعتبرَ وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي في كلمة ألقاها في ندْوة إعلان القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" على هامش انطلاق المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، أنّ اختيار المغرب لإعلان القائمة القصيرة للجائزة "تأكيد على وحدة الخريطة الثقافية العربية وترابطها مشرقا ومغربا". ويحصل المرشحون الستة في القائمة القصيرة للجائزة العالمية العربية للرواية، التي أحدثت سنة 2007، على مبلغ 10 آلاف دولار أمريكي لكلّ واحدٍ، فيما يحصل الفائز بالجائزة، والذي سيُعلن عن اسمه على هامش معرض أبو ظبي للكتاب يوم 6 مايو القادم على 50 ألف دولار أمريكي.