قال عبد الكريم الجويطي، الروائي المغربي الحائزُ على جائزة المغرب للكتاب، برسم سنة 2017، عن روايته الأخيرة "المغاربة"، التي وصلتْ إلى القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" العربية في دورتها الأخيرة، (قال) إنَّ "الجوائزَ العربية المخصَّصة للرواية هدفُها تقزيم دورها، وذلك بتتويجِ وتكريسِ رواياتٍ ضعيفة". وأضاف الجويطي، في لقاء مفتوح نظمه ماستر الأدب العام والنقد المقارَن، ومنتدى المقارنين الشباب، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أنَّ الرواية العربية "يُرادُ لها ألّا تكون لها رهاناتٌ كُبرى، ولأجل ذلك يجري اختيار اللجان المحكّمة من أشخاص ذوي مستوى متوسط، لانتقاء الروايات الفائزة بأهمّ الجوائز العربية". ولمَّح الجويطي تحديدا إلى جائزة "البوكر" العربية، دونَ أن يذكرها بالاسم، قائلا: "لو جاءَ روائيون غربيون كبار، وكتبوا في العالم العربي، والله لنْ يبلغوا القائمة الطويلة، لأنَّ الذين يهندسون الثقافة العربية يريدون ثقافة "لَايْت" (خفيفة)"، مضيفا: "الرواية يُرادُ لها أن تُستهلك من طرف ربّات البيوت في الخليج، لذلك لا يجبُ أن يكون فيها عمل فنّي كبير". وواصَل الروائي المغربي انتقاده لجوائز الرواية العربية بقوله: "هناك بعض المنابر الإعلامية المواكبة لهذه الجوائز، يُمكن من خلالها معرفة الفائز قبل ثلاثة أو أربعة شهور من إعلانه. إذا كتبتْ تلك المنابرُ عن رواية معيَّنة فإنها هي الفائزة". واعتبر صاحبُ رواية "المغاربة" أنَّ مشكلَ الرواية العربية يكمُن في أنَّ الروايات التي يجري تكريسُها على الساحة الأدبية من خلال تتويج أصحابها بالجوائز والدعاية لها عبر وسائل الإعلام، لا تُنتج معرفة عميقة ومؤسِّسة، في حينِ أنَّ هناك بعض النصوص الجيِّدة لا ينتبه إليها أحد، مضيفا: "اليومَ هناك سعي حثيث للاشتغال على الإثارة والجنس من طرف محترفي الجوائز". ورغم أنَّ روايته "المغاربة" بلغت القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" العربية هذه السنة، وفازت بجائزة المغرب للكتاب، قال الجويطي: "لا أريد أنْ تُقرأ روايتي لأنها فازت بجائزة؛ إنما يهمّني أن تكون قادرة على الصمود في الزمن، وأن تقرأها أجيال وأجيال"، مُبرزا أنَّ هدفه من كتابة الرواية هو المساهمة في "محاربة الأوهام، لأنّ هذا البلد يجب أن يعيش ولوْ فترات قصيرة من الحقيقة"، وفق تعبيره.