شارك أكثر من 100 الف إندونيسي في صلاة جماعية بالمسجد الكبير في العاصمة جاكرتا للدعوة إلى التصويت لصالح المرشح المسلم الذي يتنافس مع حاكم جاكرتا المسيحي المنتهية ولايته. وأوضحت وكالة "فرانس برس" أن هذه الصلاة الجماعية أقيمت في مسجد "استقلال" وفي الهواء الطلق تحت المطر، في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، وقبل الاقتراع المقرر إجراؤه يوم الأربعاء المقبل لانتخاب حاكم جاكرتا، عاصمة جمهورية إندونيسيا، البالغ عدد سكانها 255 مليون نسمة يشكل المسلمون 90 بالمئة منهم. ويتنافس مرشحان مسلمان مع الحاكم المنتهية ولايته، باسوكي تجاهاجا بورناما، المعروف أيضا باسم أهوك، وهو مسيحي متحدر من الأقلية الصينية، وأول أفرادها الذي يتولى منصب محافظ المدينة. وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، قال أحد المشاركين في التجمع، محمد رمزي (35 عاما): "أتيت إلى هنا مدفوعا بإيماني، ولأنني شعرت أيضا أن أهوك قد شتمني عندما شتم ديني". وانضم ناشطون وأنصار عدد كبير من المجموعات الأسلامية المتطرفة، ومنها "جبهة المدافعين عن الإسلام" و"منتدى المسلمين"، إلى التجمع، ملوحين بيافطات كتب عليها "أفضل أن يكون حاكمي مسلما" أو "ممنوع اختيار كافر حاكما". وترجع القضية إلى تصريحات أدلى بها محافظ جاكرتا، الذي حظي بشعبية كبيرة بين سكان العاصمة الإندونيسية بسبب مكافحته الحاسمة للفساد في مؤسسات المدينة، في سبتمبر 2016، قال فيها إن منافسيه في انتخابات الحاكم المقرر إجراؤها العام المقبل استخدموا آية من القرآن لخداع الناخبين ومنعهم من التصويت له لولاية ثانية. واعتبر آنذاك ان تفسير بعض العلماء لآية من القرآن تفيد بأن على المسلم ألا ينتخب سوى مسؤول مسلم، غير صحيح. وهذا ما أثار غضب هؤلاء العلماء وانصارهم. ولكن المحافظ ما لبث أن اعتذر، بيد أن ذلك لم يبدد غضب خصومه، وخسر تقدمه في استطلاعات الرأي، فيما رفعت ضده قضية جنائية بتهمة "التجديف" في 13 ديسمبر عام 2016. وعمل بورناما نائبا للرئيس الإندونيسي الحالي، جوكو ويدودو، حينما كان الأخير حاكما لجاكارتا في الفترة من 2012 إلى 2014، ويعتبر بورناما حليفا قديما للرئيس. ويسعى بورناما للحصول على فترة ولاية أخرى، في الانتخابات المقررة في 15 فبراير2017، ويدعمه الحزب الديمقراطي الإندونيسي الذي ينتمي إليه الرئيس جوكو ويدودو. ويعتبر المحافظ الحالي مرشحا أساسيا لمنصب نائب رئيس البلاد، في حال فوز الرئيس الإندنيسي الحالي في انتخابات العام 2019، الأمر الذي يدفع كثيرا من المحللين إلى الاعتقاد بأن الفضيحة حول تصريحات بورناما مناورة سياسية من قبل مناهضي الرئيس ويدودو. يذكر أن إندونيسيا هي أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان، وقد شهدت من قبل اضطرابات أثارها اسلاميون متشددون، إلا أن وقوع احتجاجات بمثل هذا النطاق الواسع أمر نادر.