بعد الإرهاب الذي ضرب مدينة كيبيك الكندية، حلّ جوّ من الالتحام والود غير المسبوقين بين كل مكونات المجتمع بمحافظة كيبيك، وتناثرت في كل الفضاءات الإعلامية عبارات الحب والتضامن مع الجالية المسلمة، وخصوصا مع أهالي الضحايا. وخلال جمع تأبيني، وجّه عمدة مدينة كيبيك، غيجيس لابوم، كلامه لابن الشهيد سفيان، البالغ من العمر 15 سنة، قائلا: "إلياس، أنت وابنتي تعرفان بعضكما بعضا، أريدك أن تعرف أنها كانت حاضرة مساء يوم الاثنين الماضي لتأبين الضحايا؛ وذلك تضامنا معك أنت شخصيا". وأضاف العمدة في معرض كلمته تحت تصفيق الحاضرين: "ابنتي كارين كلفتني بأن أخبرك بأنها تقبلك، وتحبك"، ووقف الطفل اليافع إلياس وسط الحضور ينصت لكلام العمدة بإمعان؛ كلام لا شك أنه سيبقى في ذاكرته إلى آخر أيام العمر؛ لأنه يحمل في مضمونه حبا وقبلات من كل ساكنة كيبيك، التي عبّرت عن تضامن غير مسبوق مع ضحايا الإرهاب بالمدينة. وفي نهاية كلمته، توجه العمدة لابوم إلى كل الحاضرين من الجالية المسلمة قائلا: "باسم كل المواطنات والمواطنين بمدينة كيبيك، أقول لكم جميعا: نحن نحبكم". التعاطف مع الجالية المسلمة لم ينحصر على الطبقة السياسية والمواطنين، بل تعداه إلى وسائل الإعلام المحلية التي كانت خطاباتها، قبل الحادث الإرهابي، في حق المسلمين تحمل كثيرا من العبارات الجارحة، خصوصا وسائل الإعلام الخاصة، التي كانت تسعى إلى كسب مزيد من الشهرة، بتسخير إعلاميين سليطي اللسان للخوض في مواضيع ملؤها التحريض والكراهية. ومباشرة بعد وقوع الاعتداء الإرهابي، تغيرت خطابات وسائل الإعلام تلك بنسبة 180 درجة؛ حيث أصبحت تحذر قراءها ومتتبعيها من مغبة التفوه بكلام عنصري، أو كتابة تعاليق تتضمن خطابات الكراهية أو التحريض.