في خطاب مماثل تخللته بعض الكلمات العربية، رجا رئيس وزراء كيبيك، فيليب كويار، أن يدوم هذا الزخم من التعاطف والتضامن الذي طبع الأسبوع الجاري، معربا عن الأمل في أن يخلف موت هؤلاء الأشخاص الستة وراءه "نهرا من الأمل والأخوة". وأبرز أنه "قد قيل الكثير واستمع للكثير، ونأمل أن يكون قد تم إدراك الكثير، إذا ما تحدثنا عن المساواة، للجميع، فإن ذلك يعني شيئا"، مشددا على أنه "يتعين أن نستأصل من مجتمعنا الكراهية والأحكام المسبقة والعنصرية". من جانبه، أشار عمدة كيبيك أن كل المجتمع متأثر بسبب هذه المأساة لكنه سيخرج منها أكثر قوة ووحدة وتنوعا وتضامنا في الشدائد. من جانبها، أبرزت القنصل العام للمملكة المغربية بمونريال، حبيبة الزموري، أن حضور السيدين ترودو وكويار وكذا أعضاء الحكومة والطبقة السياسية في حفلي التأبين الخميس بمونريال والجمعة بكيبيك كان دعما كبيرا لكل أفراد الجالية المسلمة، معربة عن شكرها، باسم المملكة وكل الجالية المغربية، لهم ل "مبادراتهم التضامنية الأكثر أخوية والمحمودة". وأبرزت أن مدينة كيبيك تجمعنا اليوم، بنفس الإحساس بالتراحم، ونفس الدموع ونفس الحزن والألم، لتأبين ثلاثة من الضحايا المأسوف عليهم، من بينهم المرحوم عز الدين سفيان، الذي أسلم الروح في "سياق بطولي حينما آثر التضحية بروحه من أجل إنقاذ حياة القريبين منه، بفضل خصاله ولطفه وكرمه". كما أشارت إلى أن الهجوم الذي وقع الأحد الماضي لم يستهدف فقط المركز الثقافي الإسلامي، بل كل كندا وقيم الانفتاح والعيش المشترك، مضيفة أن "تضامننا يعد السلاح الوحيد الذي سيمكننا من المضي قدما، والتغلب على الشر، وتشجيع السلام والتعايش والتسامح". وآثر العديد من المتدخلين، من بينهم أسقف كيبيك، الكاردينال جيرالد سيبريان لاكروا، وسفير غينيا وقنصل فرنسا وممثلين عن الجاليتين المسلمة والغينية، الدعوة إلى الوحدة والتضامن وهدم أسوار الجهل والخوف غير المبرر، والسلام في إطار من العيش المشترك واحترام الاختلاف والقبول بالآخر، وكذا توحيد الجهود من أجل القضاء على الكراهية والخوف من الأجانب ومعاداة الإسلام. واختتم هذا الحفل التأبيني بأداء صلاة الجنازة وبعدها رفعت دعوات لكي ترقد أرواح الضحايا بسلام، داعين العلي القدير أن يتغمدهم في جنته الواسعة وإلهام ذويهم الصبر والسلوان. وكان جلالة الملك محمد السادس قد بعث برقية تعزية الى أسرة المواطن المغربي عز الدين سفيان الذي ذهب ضحية الاعتداء الارهابي الذي استهدف الأحد الماضي المركز الاسلامي الثقافي لمدينة كيبيك. كما بعث جلالة الملك ببرقيات الى المواطنين المغاربة الثلاثة المصابين في هذا العمل الاجرامي الآثم، وهم السادة سعيد العماري وسعيد أنجور، ومحمد خبار، أعرب فيها لهم عن متمنيات جلالته الصادقة بالشفاء العاجل.