إلهام سيدة مسيحية مغربية وضعت طلبا لدى وزارة الاتصال منذ شهر يونيو الماضي، تلتمس فيه الحصول على ترخيص لإدخال قائمة من الكتب الدينية المسيحية إلى المغرب، واضعة ضمن اللائحة جميع المعلومات اللازمة عن المؤلفات التي تحتاجها، لكن دون أن تنال ردا إلى اليوم. تقول إلهام، في تصريحات لهسبريس، إنها وضعت ملفا متكاملا، اطلعت عليه الجريدة، بخصوص الكتب المقدسة التي ترغب في الحصول عليها، والتي تعينها على تدينها كمسيحية مغربية، مضيفة أنها لم تتلق ردا لا بالموافقة ولا بالرفض منذ أزيد من سبعة أشهر. وتضيف المتحدثة ذاتها أنها حاولت إدخال الكتب الموجودة في اللائحة بشكل قانوني إلى البلاد، لكون الكثير من المغاربة المسيحيين يحتاجون إليها، مردفة بأن الوزارة لم تعطها أي جواب إلى حد الآن رغم استفسارها عن سبب هذا "التماطل"، لتعتبر أنها "قد تكون سياسة متبعة حتى يتعب المواطن ويترك الأمر". الإعلامي المسيحي المغربي رشيد حمامي أكد من جانبه أنه عانى من المشكلة ذاتها عندما كان في المغرب، قبل أن ينتقل إلى قبرص للعمل مع إحدى القنوات الفضائية، وزاد: "مثل المغاربة المسيحيين، وككل الأقليات الدينية التي تعيش في المملكة، نحتاج إلى كتبنا الدينية". واسترسل حمامي بأن "هذه الكتب يتعلم منها المسيحيون المغاربة المزيد عن دينهم، ويعلمون من خلالها أبناءهم، فضلا عن كتب أخرى تتضمن أدبيات روحية، أو روايات دينية تتماشى مع معتقداتهم، وتصلح للشبان والشابات المولودين في أسر مغربية مسيحية، ويستخدمونها في اجتماعاتهم وطقوس عبادتهم". ولفت المتحدث ذاته إلى أن ما يقع هو أن "وزارة الاتصال لا ترخص للمسيحيين المغاربة لإدخال هذه المطبوعات، وتلجأ إلى المماطلة في الرد، فيبقى الإنسان معلقا لا يحصل على رد لا بالإيجاب ولا بالسلب"، مضيفا: "حتى كتبنا المقدسة التي نقرأ فيها كل يوم لا تسمح لنا الوزارة بإدخالها". وحول كيفية تدبير هذا الحاجز بالنسبة لهم، قال حمامي: "نلجأ إلى الأفراد، إذ إن كل مغربي مسيحي كان في الخارج يضطر أن يُدخل معه نسخة أو نسختين، وإذا كان محظوظا يدخل أربع أو خمس نسخ"، ليتساءل عن أسباب ما سماه "التضييق على المغاربة المسيحيين". وطرح الإعلامي المسيحي ذاته عددا من الأسئلة، من قبيل: "كيف يمضي المغرب مواثيق دولية تنص على حرية العقيدة والعبادة، لكن في الوقت نفسه يمنع المغاربة المسيحيين من الحصول على كتبهم الدينية؟"، و"لماذا يحصل اليهود المغاربة على كتبهم المقدسة دون مشاكل بينما المغاربة المسيحيون يتعرضون لهذا المنع؟". واستغرب المتحدث كيف أن "الملك محمد السادس يؤكد أنه أمير جميع المؤمنين، بينما الوزارة المعنية تمنع بعض "المؤمنين المسيحيين" من الحصول على كتب تدعم إيمانهم"، مشددا على أن "الكتب المطلوبة روحية ليست فيها دعوة إلى الكراهية، ولا للعنف، ولا هي ضد الدولة، أو ضد أمن الوطن أو مؤسساته".