قال الشيخ السلفي عبد الله أوعياش المكناسي إن "إمارة المؤمنين في المغرب لا يمكن أن تقوم وتستمر إلا بالحفاظ على مقدسات المغاربة الروحية والدينية وفي مقدمتها الحجاب"، في تعليقه على تحرك مصالح وزارة الداخلية ضد إنتاج وتسويق لباس "البرقع" في العديد من مدن المملكة منذ حوالي أسبوعين. وحمّل أوعياش، خلال مداخلته ضمن ندوة فكرية نظمتها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، اليوم الخميس بالرباط، حول موضوع "قرار الداخلية منع إنتاج وبيع النقاب وتداعياته الشرعية والقانونية والحقوقية"، الدولة مسؤولية المحافظة على الأمن الروحي للمغاربة وحفظ مقدساتهم تماشيا مع ما ينص عليه دستور البلاد، في الشق المتعلق بإمارة المؤمنين ودين الدولة الذي هو الإسلام السني المالكي، وفق تعبيره. وزاد المكناسي في حديثه بالقول: "بالمغرب لن تقوم إمارة المؤمنين بأعداء الدين والعلمانيين ومن ينابذون الشرع، بل بالمسلمين .. والموقف الذي تبنته جهة ما يتنافى مع الرحمة بالخلق مطلقا، فكيف إن صار هذا الخلق هم من قامت بهم إمارة المؤمنين؟"، في إشارة إلى "قرار مصالح وزارة حصاد"، الذي لم يصدر بشأنه أي بلاغ رسمي إلى حد الساعة. وفي تعليقه على اعتبار لباس "البرقع" دخيلا على المجتمع المغربي، اعتبر المتحدث ذاته أن كلام البعض يعد أمرا مضحكا مبكيا من خلال القول بأن النقاب دخيل لكونه قادم من المشرق؛ "لأن صحة هذا الكلام يستلزم الجزم بأن الإسلام أيضا دخيلا على المجتمع المغربي، ما دام هو الآخر قادم من الشرق"، وفق تصوره للموضوع، معتبرا أن هذا الطرح مجرد "حجة باطلة". وأشار الشيخ الإسلامي إلى ما وصفها ب"الأعجوبة" التي تتناقض مع ما يقع في المغرب حول موضوع الحجاب، مؤكدا أن بعض النواب في بريطانيا طرحوا بمجلس العموم قانونا يبيح للمرأة المسلمة المنقبة إصدار جواز سفر بدون صورة، معلقا على ذلك بالقول: "عند ما يحارب النقاب عندنا نحن الدولة الإسلامية، تطرح دولة علمانية من أعرق الديمقراطيات غير المسلمة في العالم مثل هذا القانون". نقاش النقاب، الذي أثير على خلفية القرار، عاد أوعياش، خلال المناسبة ذاته، إلى البتّ فيه من الناحية الشرعية. وأوضح أن هناك إجماعين حول لباس المرأة في الدين الإسلامي، في مقدمتهما إجماع علماء الأمة على أصل مشروعية النقاب بدون خلاف واحد حوله، إذ أجمعوا على أفضليته وكماله للمرأة، يقول المتحدث ذاته، كاشفا أن الإجماع الثاني يتعلق بتحريم العلماء على المرأة الجميلة الفاتنة عدم كشف وجهها. ودعا الوجه السلفي نفسه المغاربة إلى التعبير عن رد فعل تجاه القرار وأخذ زمام المبادرة للدفاع عن شرعية النقاب، مشددا على ضرورة تدارك "قابلية الانتهاك" التي أصبحت لصيقة بالمغاربة، من خلال عدم التفريط في الكرامة والصبر على مثل هذه القرار التي تهين المسلمين والمسلمات، وفق قوله.