كعادته، استطاع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المكلف، أن يكون "نجم" الحاضرين اليوم الأحد إلى ضريح محمد الخامس وسط حي حسان بالعاصمة الرباط، للترحم على روح الملك الراحل الحسن الثاني في ذكرى وفاته ال18، وفق التقويم الهجري المعتمد بالمملكة في وفاة ملوك الدولة العلوية. وخطف بنكيران، الذي كان مرتديا جلبابا وطربوشا "مخزنيا" مثل العديد من السياسيين ورجالات الدولة الحاضرين، الأضواء من غيره من القياديين وزعماء الأحزاب؛ سواء بضحكاته المجلجلة لتي كانت تصل أصداؤها إلى الضريح، أو بقفشاته ونكاته، أو التقاط مواطنين صورا برفقته. ولم يفوّت بنكيران فرصة وجود أخنوش في الضريح ليتبادلا عبارات المجاملة الواجبة في مثل هذه المناسبات العامة البعيدة عن صخب السياسة وغوايتها، قبل أن ينخرطا في موجة من الضحك مشوبة بقفشات رئيس الحكومة المعهودة، ثم اندمج الجميع في صور تذكارية، غير بعيد عن قبر الملك الراحل الحسن الثاني. وقال حاضرون بضريح حسان إن روح الحسن الثاني استطاعت، ولو لدقائق معدودات، أن تبدد "الجليد" الذي بدأ يتشكل بين بنكيران وبين أخنوش، خاصة في خضم تأخر زعيم "الأحرار" في الرد على رئيس الحكومة بخصوص حسمه في موضوع المشاركة في الحكومة، وفق عرض بنكيران. وكان لافتا "التصاق" بنكيران في أغلب تحركاته، بعد ترحمه على روح العاهل الراحل، بالوزير محمد الوفا. وكان الأول يأخذ بيد الثاني، في أكثر من مكان؛ وهو ما اعتبره بعض المتتبعين والمعلقين مؤشرا على وجود الوفا في الحكومة المقبلة. وفي المقابل، كانت نوال المتوكل، البطلة الأولمبية السابقة، أكثر حضورا بجانب بأخنوش، "في انتظار منصب وزراي وشيك"، يقول ظرفاء. ولم يكن بنكيران وحده من "سرق الأضواء" من غيره في ضريح محمد الخامس؛ بل إن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، تمكن أيضا من أن يحظى بمتابعة بعض المتتبعين الموجودين في المكان الذين اشرأبت أعناقهم لتفحص ملامحه والتطلع إلى حركاته وتحياته، خاصة بعد الضجة العارمة التي أحدثتها تصريحاته التي قال فيها إن موريتانيا تاريخيا أرض مغربية. وحضر شباط بمعية عدد من قياديي حزب "الميزان"؛ منهم عبد الله البقالي وعبد القادر الكيحل. كما أن الأمين العام لحزب الاستقلال تجاذب أطراف حديث ودي مع كل من عبد الكريم الشاذلي، الشيخ السلفي الملتحق بصفوف حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، ومع محمود عرشان، مؤسس الحزب سالف الذكر، فيما بدا إدريس لشكر "متجهما" بعض الشيء، وهو يهم بولوج الضريح. ومثل الأعوام الماضية، كان لمسؤولي الأمن والجيش الكبار متابعة واهتمام من لدن الحاضرين، لا سيما المصورون الذين كانوا يحرصون على التقاط صور لعبد اللطيف الحموشي، الذي يعتمر قبعتي الأمن والاستخبارات الداخلية معا، وأيضا ياسين المنصوري، مسؤول "الوثائق والمستندات"، وبوشعبب عروب أحد أقوى ضباط المملكة. الترحم على روح الملك الراحل الحسن الثاني لم يكن ليمر دون تسجيل حضور علماء دين مغاربة، خاصة من المؤسسات الرسمية؛ وعلى رأسهم محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، وأيضا محسن مفراح رئيس المجلس العلمي للمحمدية، وأحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء.