في لقاء سابق قبل سنتين مع هسبريس، وعلى هامش زيارة الملك محمد السادس إلى دولة غينيا، عبّر محمد ديالو، رجل أعمال غيني مقيم بمدينة الدارالبيضاء منذ قرابة 20 سنة، عن أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب في القارة السمراء، وعلى وجه الخصوص في غينيا، آملا في أن ترقى علاقات التعاون بين غينيا والمغرب إلى مستويات أفضل. خلال زيارة ديالو إلى مدينة مونتريال الكندية لقضاء عطلة نهاية السنة رفقة أفراد عائلته، أجرت معه هسبريس حوارا تم التطرق فيه الى أصداء الزيارات الأخيرة التي قام بها الملك محمد السادس إلى عدد من الدول الإفريقية، وانعكاساتها الإيجابية على هاته البلدان، في مجالات الاقتصاد، والاتصال، وقطاعات الأبناك، والبناء، وكذا الجانب الديني. ما هو تقييمكم للزيارات الأخيرة التي قام بها ملك المغرب إلى عدد من الدول الإفريقية؟ لا شك في أن هاته الزيارات ستعود بالنفع على المغرب إن آجلا أم عاجلا، لكن وقعها إيجابي على الفور على كل الدول التي زارها عاهل المغرب؛ حيث إنها تفتح المجال أمام عدد من رجال الأعمال المحليين لعقد شراكات مع نظرائهم المغاربة الذين يرافقون الملك محملين بتجارب هامة في مجالات متعددة. بصفتكم رجل أعمال من غينيا، هل أفادتكم تلك الزيارات في شيء؟ بطبيعة الحال، فأينما حل الرأسمال المغربي، وخصوصا الأبناك، تحل فرص الاستثمار، فأنا أسير على خطوات الملك، وقد أبرمت عقود شراكات عدة مع فاعلين اقتصاديين مغاربة في عدد من الدول الإفريقية التي زارها الملك مؤخرا، كما أبرمت عقودا معهم في بلدي الأصلي غينيا، من أجل تطوير المردودية بوحدات إنتاج أمتلكها هناك. هل يمكنكم سرد أمثلة في هذا الاتجاه؟ على هامش زيارة الملك إلى غينيا، أبرمت شراكة مع شركة مغربية متخصصة في استخراج وبيع المياه المعدنية، وهي واحدة من المجالات التي أتخصص فيها في غينيا، وتهدف الشراكة إلى الاستفادة من خبرة الشركة المغربية، في مجال الاستخراج، والتعليب، وتحسين جودة المياه. بالإضافة إلى ذلك، سنقوم بإنشاء وحدة لإنتاج مشروبات غازية، تقوم بتوزيع المنتوج في كل الدول المجاورة لغينيا، والتي لدي فيها شركاء اقتصاديون كثر، يطمحون إلى الرفع من مستوى تبادلنا التجاري معهم. بحكم علاقاتهم الوطيدة مع عالم المال والأعمال في القارة السمراء، كيف ترون تموضع المغرب في السوق الإفريقية؟ قبل سنوات كان الأوروبيون، وخصوصا الفرنسيين، يستحوذون على الشق الأكبر من كعكة المبادلات التجارية مع الدول الإفريقية، ومؤخرا بدأ المغرب يتوجه نحو الصدارة بفضل سياسة الملك محمد السادس التي بوأت المغرب مكانة خاصة جعلت كل الدول الإفريقية تتطلع إلى التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي معه. ماذا عن الجانب الديني؟ ما لا يعرفه عدد من المغاربة هو أن الملك الراحل الحسن الثاني كان وراء وصول الدين الإسلامي إلى عدد كبير من المناطق المختلفة من الدول الإفريقية؛ وذلك بفضل البعثات الدينية التي كانت ترسلها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية إلى تلك الدول. واليوم، يسير خلفه محمد السادس على النهج نفسه؛ حيث قام ببناء عدد من المساجد، كما خضع عدد من الفقهاء الأفارقة لتكوين على يد رجال الدين المغاربة. المغرب بالنسبة إلى عدد من الدول الإفريقية هو مصدر لا محيد عنه لتنوير القائمين عن الشأن الديني في بلدانهم، خصوصا وأن المذهب المالكي المتبع بالمغرب هو بمثابة مدرب وسطي معتدل، بعيد كل البعد عن التشدد. ماهي كلمتكم الأخيرة في هذا اللقاء؟ بعد حوالي 20 سنة من الإقامة بالمغرب، نحن مقدمون على إطلاق مشروع اقتصادي هو الأكبر لنا بالمملكة، ونأمل أن يحظى بتدشين جلالة الملك محمد السادس عند افتتاحه بمدينة الدارالبيضاء، ليكون بمثابة دعم معنوي لكل رجال الأعمال الأفارقة الذين اختاروا الاستثمار والإقامة بالمغرب، بلدهم الثاني.