يبدأ العاهل المغربي محمد السادس الثلاثاء المقبل جولة تشمل اربعة دول افريقية هي ماليوغينياوساحل العاجوالغابون، وفق مصدر رسمي. وأفاد بيان لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة ان العاهل النغربي "سيقوم بزيارتين رسميتين لكل من جمهورية مالي وجمهورية غينيا كوناكري، وبزيارتي عمل وصداقة لكل من جمهورية ساحل العاج والجمهورية الغابونية، وذلك ابتداء من يوم الثلاثاء 18 فبراير/ شباط 2014".
ويتوقع ان يتم خلال هذه الجولة توقيع اتفاقيات للتعاون بين المغرب وهذه الدول.
وساهمت الزيارات المتعددة للعاهل المغربي إلى عدد من الدول الأفريقية في إعطاء صورة عن المكانة المتميزة لأفريقيا في السياسة الخارجية للمغرب، كما أنها كشفت عن البعد الأفريقي للمملكة إن على المستوى السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، أو على المستوى الثقافي والروحي.
ويرتقب الماليون زيارة الملك محمد السادس بشغف كبير، بالنظر إلى الوزن السياسي والدبلوماسي الكبير الذي يحظى به لدى مكونات الطيف السياسي بهذا البلد الإفريقي، خاصة مع ظهور مؤشرات بلعب العاهل المغربي دورا حيويا في حل الأزمة في شمال مالي، بعد أن استقبل أخيرا زعماء الحركة الوطنية لتحرير أزواد بمراكش.
وسبق للعاهل المغربي أن زاره في سبتمبر/ ايلول باماكو بمناسبة حفل تنصيب الرئيس الجديد، وذلك أياما قليلة بعد قرار المغرب إرسال مساعدات إنسانية لمالي.
وتعتبر زيارة العاهل المغربي لدولتي الغابون والكوت ديفوار، الثانية من نوعها خلال سنة واحدة، حيث سبق له أن زارهما في إطار جولة إفريقية قام بها في شهر مارس/ اذار من العام المنصرم، قادته أيضا إلى السنغال.
ويرى مراقبون أن زيارة الملك لجمهورية غينيا كوناكري ستكون مناسبة لتفعيل موافقة المغرب على طلب الأمانة العامة للشؤون الدينية بغينيا بتكوين أئمة غينيين، ليكون ثاني بلد إفريقي يعمد إلى تدريب أئمة مساجده مستفيدا من التجربة المغربية، بعد تكوين 500 إمام مسجد من مالي بالمملكة.
وتدخل الزيارة الملكية لهذه البلدان الإفريقية في سياق اهتمام المغرب بالتعاون جنوب جنوب، باعتبار أن تاريخ علاقات المملكة مع دول إفريقيا تاريخ عريق، وقد رسخ هذه العلاقات الدين الإسلامي الحنيف وحركة المبادلات التجارية والتدفقات البشرية.
وأسفرت الجولات العديدة للملك محمد السادس في القارة الإفريقية عن إرساء شراكات اقتصادية بينية، وتطوير الإطار القانوني للتعاون الذي تؤطره حاليا أزيد من 500 اتفاقية موقعة مع أكثر من أربعين دولة في إفريقيا جنوب الصحراء.
وأعطت الزيارات المتعددة للعاهل المغربي إلى عدد من الدول الأفريقية دفعة قوية وحقيقية لعلاقات التعاون مع هذه البلدان في المجالات التنموية المهمة، كالفلاحة، والصيد البحري، والتعليم، والتكوين، والصحة، وتدبير المياه والسقي، والمواصلات والتجهيزات الحضرية.
وتضم دول إفريقيا جنوب الصحراء استثمارات مغربية مهمة تقدر بنحو 400 مليون دولار، وتسعى الرباط إلى تعزيز حضورها الاقتصادي في المنطقة التي تشهد تناميا سريعا على مستوى الاستثمارات لتوفير البنى التحتية في مختلف المجالات.