في ثاني زيارة له منذ تولي رئيس الجمهورية المالية، إبراهيم ببكر كيتا، الحكم في البلاد، يعتزم الملك محمد السادس القيام بزيارة رسمية لهذا البلد، حيث سبق له أن زاره في شتنبر الماضي بمناسبة حفل تنصيب الرئيس الجديد، وذلك أياما قليلة بعد قرار المغرب إرسال مساعدات إنسانية لمالي. ويرتقب الماليون زيارة الملك محمد السادس بشغف كبير، بالنظر إلى الوزن السياسي والدبلوماسي الكبير الذي يحظى به لدى مكونات الطيف السياسي بهذا البلد الإفريقي، خاصة مع ظهور مؤشرات بلعب العاهل المغربي دورا حيويا في حل الأزمة في شمال مالي، بعد أن استقبل أخيرا زعماء الحركة الوطنية لتحرير أزواد بمراكش. وتشمل الجولة الإفريقية للعاهل المغربي جمهورية غينيا كوناكري، كما سيقوم بزيارتي عمل وصداقة لكل من الكوت ديفوار والغابون، وذلك ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل، وفق ما أعلنته وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في بلاغ لها اليوم. وتعتبر زيارة العاهل المغربي لدولتي الغابون والكوت ديفوار، الثانية من نوعها خلال سنة واحدة، حيث سبق له أن زارهما في إطار جولة إفريقية قام بها في شهر مارس من العام المنصرم، قادته أيضا إلى السنغال. ويرى مراقبون أن زيارة الملك لجمهورية غينيا كوناكري ستكون مناسبة لتفعيل موافقة المغرب على طلب الأمانة العامة للشؤون الدينية بغينيا بتكوين أئمة غينيين، ليكون ثاني بلد إفريقي يعمد إلى تدريب أئمة مساجده مستفيدا من التجربة المغربية، بعد تكوين 500 إمام مسجد من مالي بالمملكة. وتدخل الزيارة الملكية لهذه البلدان الإفريقية في سياق اهتمام المغرب بالتعاون جنوب جنوب، باعتبار أن تاريخ علاقات المملكة مع دول إفريقيا تاريخ عريق، وقد رسخ هذه العلاقات الدين الإسلامي الحنيف وحركة المبادلات التجارية والتدفقات البشرية. وأسفرت الجولات العديدة للملك محمد السادس في القارة الإفريقية عن إرساء شراكات اقتصادية بينية، وتطوير الإطار القانوني للتعاون الذي تؤطره حاليا أزيد من 500 اتفاقية موقعة مع أكثر من أربعين دولة في إفريقيا جنوب الصحراء.