حل جلالة الملك محمد السادس في زيارة عمل وصداقة بعد ظهر أمس بجمهورية بنين في زيارة عمل وصداقة تستغرق يومين، ينطلق بعدها في زيارة مماثلة لأربع دول إفريقية أخرى هي الكامرون والغابون والنيجر والسنغال، لتنتهي يوم 28 من الشهر الجاري. واستنادا إلى مسؤولين سياسيين في جمهورية بنين، فإن هذه الزيارة، التي تعد الأولى من نوعها منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش سنة ,1999 تأتي لتقوية علاقات الصداقة والتعاون بين المغرب وجمهورية بنين وتطوير التعاون القائم بين دول إفريقيا جنوب الصحراء. وستكون لجلالة الملك خلال مقامه بجمهورية بنين لقاءات مباشرة مع الرئيس البنيني الجنرال ماثيو كيكيرو، كما سيترأس جلالته حفل تدشين الإقامة الجامعية الحسن الثاني بجامعة أبومي كالافي(17 كلم شمال شرق العاصمة كوتونو)، كما سيقوم بزيارة للمجلس الأعلى وهو في طور البناء بمدينة بارتو نافو (30 كلم شرق العاصمة) فضلا عن عمارتين أخريتين ما زالا أيضا في طور البناء بتمويل من المغرب بما قدره 1,1 مليار فرنك إفريقي(67,1 مليون أورو). وفي السياق ذاته سيشرف جلالة الملك، إلى جانب الرئيس البنيني ماثيو كيكيرو حفل التوقيع على اتفاق تعاون جديد بين البلدين يهم العديد من القطاعات والميادين بما في في ذلك المجالان الاقتصادي والسياسي. واستنادا إلى مصادر دبلوماسية من الرباط، فإن صاحب الجلالة محمد السادس سبق أن قام بزيارات عمل وصداقة للعديد من الدول الإفريقية منها موريتانيا والسينغال على سبيل المثال، غير أنها زيارات لم تستغرق من الزمن مثل ما ستستغرقه هذه الزيارة (13 يوما)، وهو ما يعطي لها بعدا آخر واهتماما أكبر بدول إفريقيا جنوب الصحراء، ينم عن إرادة حقيقية في تطوير ودعم حضوره في هذه المنطقة رغم عدم انتمائه لمنظمة الوحدة الإفريقية. وبرغم انسحاب المغرب من الوحدة الإفريقية سنة 1984 احتجاجا على حضور جبهة البوليزاريو بها، فإن أربع دول من الدول التي ستشملها الزيارة الملكية لم يسبق لها أصلا أن اعترفت بهذه الجبهة، وهي الكامرون والنيجر والغابون والسنغال، بينما سحبت بنين اعترافها بها سنة ,1997 في سياق موجة من سحب الاعترافات شملت جمهورية غينيا بيساو، وطوغو، والكونغو، وغينيا الاستوائية، والدومينيك، وسان كلوس، نيكاراجوا، والجماهيرية العربية الليبية، وسوريا، وسوازيلاندا، وكوستاريكا، وجزيرة ساليموند، وليبيريا، والهند، وجواتيمالا، والسلفادور، والهندوراس، والبراجواي، وكولومبيا... يذكر أن جمهورية بنين، التي كانت تعرف إلى حدود سنة 1975 باسم داهومي، تشكل شريطا جغرافيا يمتد حتى ساحل خليج غينيا بمساحة تقدر ب113 ألف كيلو متر مربع. وتحدها من الشمال كل من النيجر و بوركينا فاسو، بينما تحدها من الشرق نيجيريا و من الغرب طوغو. وقد استقلت بنين عن فرنسا (تحت اسم مملكة داهومي) سنة ,1960 ومايزال سكانها البالغ عددهم نحو ستة ملايين نسمة يتكلمون الفرنسية، ونصف هؤلاء السكان مسلمون، وفيها يوجد أكبر مسجد في منطقة غرب إفريقيا، فضلا عن إذاعة صوت الإسلام. وفي السياق ذاته أشار سفير جمهورية بنين بالمغرب كومينا إبراهيم إسيرادجو، في تصريح بثته وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذه الزيارة هي أول زيارة عمل وصداقة يقوم بها عاهل مغربي لبلاده معربا عن يقينه بأنه سيكون لها أثر إيجابي على العلاقات بين البلدين. وبخصوص قضية الصحراء المغربية أكد إسيرادجو أن بلاده بوصفها عضوا غير دائم في مجلس الأمن مستعدة للمساهمة مع جميع أعضاء المجلس وبتعاون مع الأممالمتحدة في إيجاد حل توافقي لهذه القضية موضحا أن بنين تؤيد حلا سياسيا لإيجاد تسوية نهائية لهذه القضية. عبد الرحمان الخالدي أهم اتفاقيات التعاون بين المغرب وجمهورية بنين بعض أهم الاتفاقيات الموقعة بين المملكة المغربية وجمهورية بنين في مختلف الميادين الاقتصادية والسياسية منذ سنة1991 تاريخ زيارة الصداقة والعمل التي قام بها إلى المغرب الرئيس ماتيو كريكو في الفترة من 8 إلى10 يناير من السنة نفسها: * يناير1991 المغرب وبنين يقرران إحداث لجنة مشتركة على مستوى وزيري الشؤون الخارجية تجتمع كل سنتين بالتناوب في الرباط وكوتونو. * مارس1991 .. التوقيع على اتفاقية إطار للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي . * إبرام اتفاقية للتعاون التجاري تنص على تبادل بعثات لرجال الأعمال وتنظيم أيام تجارية والمشاركة المتبادلة في المعارض وتكثيف التعاون بين غرف التجارة والمؤسسات المكلفة بإنعاش التجارة الخارجية * اتفاق للتعاون من أجل تجنب الازدواج الضريبي. * بالنسبة للتعاون العلمي والثقافي قرر البلدان أن يشمل قطاعات التعليم الابتدائي والثانوي والعالي والبحث العلمي والفنون والثقافة والإعلام والمواصلات والتكوين الجامعي والشباب والرياضة. * اتفاق خاص بالقانون الداخلي للجنة المختلطة المغربية البنينية. * التوقيع على اتفاقية يتم بموجبها تسهيل عملية منح التأشيرة بالمطارات للوفود الرسمية ورجال الأعمال والخبراء بطلب من وزارتي الشؤون الخارجية والتعاون لكلا البلدين. * أبريل1997 التوقيع على بروتوكول يؤسس للتعاون بين وزارتي الشؤون الخارجية بالبلدين في ختام أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة المنعقدة بالرباط من 22 إلى 24 أبريل .1997