لفظت شابة في عقدها الثاني، تنحدر من قصر آيت اعقوب بجماعة اموكر التابعة لدائرة إملشيل، أنفاسها الأخيرة بعد أن وضعت، صباح اليوم السبت، مولودا بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، متأثرة بنزيف حاد، عجّل بوفاتها. وأثارت وفاة المسماة قيد حياتها فاطمة موجة عارمة من السخط والاحتجاج في صفوف فعاليات المجتمع المدني المحلي، محملين كامل المسؤولية لوزارة الصحة ومندوبيتها الإقليمية بميدلت وإدارة مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية في استمرار نزيف الوفيات، الذي راح ضحيته طفلين توأمين وجنينا آخر وسيدتين في أقل من شهر واحد، كلهم من نواحي إملشيل. "يا وزير الصحة وجهك ملطخ بدماء حوامل املشيل"، و"أيتها الدولة المغربية حوامل إملشيل وصمة عار في وجهك أمام المنتظم الدولي".. بهذه العبارات، التي دوّنها الناشط الجمعوي محمد حبابو على حائطه بالفايسبوك، عبّر عن استنكاره لما وصفه ب"استمرار نزيف موت الحوامل بالمنطقة ومعاناة الساكنة". ونعت محمد حبابو الوضع الصحي بمنطقة إملشيل التابعة للنفوذ الترابي للإقليم ميدلت بالكارثي، حيث أكد أن المركز الصحي يفتقر إلى التجهيزات الطبية اللازمة والأطر الطبية المتخصصة والأدوية. وكشف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن الساكنة تنتظر قدوم الملك إلى إملشيل للوقوف على معاناتهم ومشاكلهم، وتأهيل المركز الصحي المحلي لإنقاذ أرواح النساء الحوامل الأطفال الذين يموتون بسبب الإهمال والتقصير في أداء الواجب المهني. ساكنة إملشيل طالبت، في أكثر من مناسبة، المنظمات الدولية والجمعيات الوطنية التي تهتم بقضايا المرأة والطفل لمؤازرتها لوضع حد لنزيف وفيات النساء الحوامل والأطفال الصغار بالمنطقة. كما حذّرت السلطات المعنية من مغبة التزام الصمت أمام هذا الوضع الخطير الذي تتخبط فيه إملشيل ونواحيها، والذي ينذر بوقوع مشاكل صحية ستضيف نساء وأطفالا آخرين إلى قائمة ضحايا الإهمال والتقصير.