لا حديث هذه الأيام في أوساط المغاربة سوى عن كعكعة رأس السنة والتحضيرات الخاصة بالمناسبة، إذ تشهد المخابز ومحلات بيع الحلويات اكتظاظا يصل إلى حد تشكل طوابير يطول الانتظار بها. الحسين أزاز، رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المخابز، أكد، في حديثه إلى هسبريس، أن الإقبال الواسع للمغاربة على الحلويات يرجع إلى أنهم "معروفون بثقافة التسامح والانفتاح على مختلف الديانات"، مضيفا أن "ثقافة الاستهلاك انتشرت أيضا في السنوات الأخيرة". ولفت رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المخابز إلى أنه على مستوى مدينة الدارالبيضاء التي تضم أكبر تجمع سكاني، فإن حوالي سبعين في المائة من الأسر البيضاوية باتت تحتفل بأعياد الميلاد وتقبل على استهلاك الحلوى، مضيفا أنه "حتى الأسر الشعبية تقبل بدورها على اقتناء الحلوى خلال هذه الأيام". وشدد الحسين أزاز على أن الإقبال المتزايد من لدن البيضاويين، بشكل خاص والمغاربة بشكل عام، يجعل أقل محل للبيع يوزع في هذه الفترة مائتي كعكة على الأقل. وذهب المتحدث نفسه إلى أن تزامن احتفالات رأس السنة مع فترة صرف أجور الموظفين يجعل الإقبال يتزايد على المحلات. وطمأن أزاز المغاربة بكون الحلويات المقدمة خلال هذه الأيام على مستوى مخابز الدارالبيضاء خالية تماما من المواد الحافظة التي تحدث عدد من المختصين مؤخرا عن علاقتها بأمراض خطيرة، مشيرا إلى أن كل المكونات التي تعد مسبقا تبقى صالحة لأيام فقط. من جهة أخرى، شدد حلواني بإحدى المخابز بالدارالبيضاء على أن أغلب المحلات تعرف اكتظاظا كبيرا؛ وهو ما يفرض انطلاق العمل في ساعات مبكرة والاستمرار فيه إلى ما بعد منتصف الليل، مضيفا أن "التسابق على الحلوى لم يعد مقتصرا فقط على الفئات الميسورة؛ بل حتى أصحاب اللحي يحرصون على الحصول عليها"، بتعبير المتحدث ذاته.