بالرغم من وفاتها عن سن لا يتجاوز 25 ربيعا فإن التاريخ النضالي الذي بصمت عليه سعيدة المنبهي جعل من ذكرى وفاتها، في 11 دجنبر من عام 1977 نتيجة إضرابها عن الطعام لمدة 45 يوما، مناسبة تخلد معها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اليوم الوطني للمرأة المناضلة بشعار "المرأة المغربية رمز للنضال والتحدي من أجل العدالة والكرامة والحرية والمساواة الفعلية". خديجة المنبهي، شقيقة سعيدة التي تحمل الكثير من ملامحها، قالت إن السنين التي مرت على وفاة أختها لم تنقص من حرقة الفراق، قبل أن تؤكد: "أختي حتى ولو غابت فأنا هنا لكي لا تموت"، وأردفت أن الاحتفاء باليوم الوطني للمرأة المناضلة يعد ذكرى فرح وتمزق؛ "فرح بأن سعيدة لم تمت وأصبحت رمزا لنضال المرأة المغربية، وتميزت على مستويات كثيرة وعديدة وأصبحت رائدة الحركة النسائية. وأيضا ذكرى تمزق بسبب الطريقة التي ماتت بها، والتي تعود بالأساس إلى الإهمال الطبي الذي تتحمل مسؤوليته الدولة المغربية". وفيما تخللت المداخلات معزوفات موسيقية بالعود تتغنى بقيم الحرية والمساواة والعدل، أكدت المعتقلة السياسية السابقة وفاء شرف أن واقع المرأة يبقى مزريا تتعرض من خلاله النساء إلى الاضطهاد من كل الجوانب، سواء مع المجتمع ككل أو مع النظرة الذكورية اتجاهها. وعادت شرف إلى تجربتها مع الاعتقال التي مكنتها من الاحتكاك مع نساء أخريات يجمعهن أنهن "ضحايا النظام، من تهميش واضطهاد"، قبل أن تؤكد أن المرأة المغربية قادرة على النضال بجانب الرجل من أجل تغير الأوضاع نحو الأفضل. فيما قدمت نساء أخريات مداخلاتهن حول مواضيع تمس حالتهن الاجتماعية بالأساس، سواء من خلال شبح الطرد الذي يتربص بالعاملين بالإنعاش الوطني أو شبح العراء والتشرد.