بمقترح و إيعاز من المناضلة الألمانية الرفيقة "كلارا زيتكن" في مؤتمر كوبنهاغن بالدانمارك سنة 1910 أصبح يوم 08 مارس من كل سنة يوما عالميا للمرأة، وهو أيضا نتيجة لتخليد ذكرى إنتفاضة وتمرد عاملات النسيج في أمريكا يوم 08 مارس 1908 المطالبات بتحسين ظروف عملهن ويبقى يوم 08 مارس رمزا لنضال المرأة في كل العالم من أجل المساواة، وضد مفاهيم العبودية، ونظريات التفوق الرجولي، إنه يوم للتظاهرات والكفاح العادل من أجل حياة كريمة كمواطنة لها حقوق وعليها واجبات، والنضال من أجل المحبة والسلام، إن الأنظمة الحاكمة سواء في البلدان ذات الطبيعة الرأسمالية أوفي البلدان المتعددة الأنماط مازالت تصور نضال المرأة بأنه صراع بين الرجل والمرأة، رغم أن المرأة في بعض المجتمعات الأبوية لازالت تخوض نضالا مزدوجا إلا أن الصراع الحقيقي هو ضد النظام الرأسمالي الهمجي وضد التمييز والإستبداد من أجل الوصول إلى ترسيم الحقوق الدستورية في جميع بقاع العالم إن تحرر المرأة مرتط عضويا بتحرر عقلية الرجل، ونضالهما يجب أن يكون مشتركا من أجل مجتمع أفضل تسود فيه الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، إذا كان نضال المرأة في المجتمعات الرأسمالية أقل تعقيدا لما أحرزته المرأة من مكتسبات، فإنه في المجتمعات المتخلفة إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا هو العكس تماما، ففي شمال إفريقيا أوما يعرف ببلاد "ثامازغا" بعد أن كانت المرأة ولقرون من الزمن سيدة في قومها، ومتحررة من القيود، وقائدة لقومها إنفلبت الآية بعد تغلغل الفكر الظلامي البالي والبائد، والإستئصالي والرجعي، أصبحت المرأة مجرد كائن لتفريخ الأطفال، وتربيتهم ولا أهمية لها في المجتمع، حيث حرمت من كل شيء وبقيت حبيسة الجدران تتغذى بالأمية وتساير بؤس العقلية الذكورية إن هذه الذهنية المتخلفة التي تنظر إلى المرإأة نظرة دونية، وترى في خروجها إلى العمل والمدرسة ومشاركتها للرجل في الكفاح الحياتي اليومي أمرا مخالفا للأعراف والتقاليد البالية والدين، إن هذا الفكر المتخلف /المتحجر يتخذ من الدين الإسلامي الحنيف غطاءا وهميا لتضليل الناس ودمغجتهم إن واقع المرأة جد معقد نظرا لما تواجهها من مصاعب وأعباء، ومن إرث التخلف الفكري، حيث أن وضعها الإقتصادي والإجتماعي المشلول وغياب وعي المرأة بواقعها يزيدها بؤسا وقساوة، لهذا يجب على المرأة أن تنخرط في جميع الحركات الشعبية وعلى كافة الأصعدة، من أجل فرض وإنتزاع مطالبها المشروعة والعادلة، إضافة إلى إحداث ثورة في تغيير القوانين المجحفة في حقها، ومحاربة الأفكار والنظريات المتخلفة والهدامة، وإجبار القوى المجتمعية على إتخاذ مواقف جادة من المرأة وقضيتها في جميع الميادين فتحية نضالية عالية لكل نساء العالم في عيدهن الأممي، وألف تحية للمرأة الأمازيغية على وجه التحديد في عيدها العالمي وهي تناضل من أجل إنتزاع حريتها المسلوبة، وضد الإضطهاد المجتمعي، والعقلية الذكورية المتحجرة، إضافة إلى مكافحتها من أجل هويتها الأمازيغية الأصيلة، فالمرأة الأمازيغية هي الأم، والزوجة، والأخت، والجدة... على نضالهن المستمر والمتواصل، والوقوف بالمرصاد ضد الفكر الظلامي والعروبي المتطرف، فكر البداوة والتخلف، وإستعباد المرأة حيث لازالت مقولة "لا تخرج المرأة في حياتها إلا ثلاث مرات، من رحم أمها إلى الدنيا، ومن منزل أبيها إلى بيت زوجها، ومن بيت زوجها إلى قبرها"، إنها ثقافة سجن المرأة في قفص التخلف والأمية والعبودية والإسترقاق و الجهل في مظاهر تتنافى مع مختلف القيم الإنسانية و الكونية للحياة، وتتعارض مع جميع التشريعات السماوية و الوضعية، فبئس ثقافة الخيمة التي تبخس من قيمة المرأة وتحط من قيمتها رغم مساواتها بأخيها الرجل، وتضعها في الدرك الأسفل في قائمة الكائنات العدمية فمزيدا من النضال من أجل ترسيخ وكسب وتحقيق حق المرأة في الوجود كمواطنة وإنسانة آدمية، وككائنة لها كامل الحقوق كإبن جنسها الرجل، في جميع أيام السنة لأن يوم واحد لايكفي للمرأة بينما يخصص باقي أيام السنة للرجل ألف و ألف تحية لحريم العالم من أجل النضال المستمر ضد الظلم والإضطهاد والإستغلال البشع من أجل الوصول إلى المحبة والسلام