منذ أعلنت الأممالمتحدة يوم 8 مارس من كل سنة يوما عالميا للمرأة وأفردت له أربعة مؤتمرات عالمية، اتسع نطاق الاحتفال بيوم النساء العالمي. وكبقية دول المعمور، وبعد عقود من النضال والكفاح الوطني من أجل موقع اعتباري أفضل للمرأة المغربية، في أفق التنمية الشاملة للوجود الإنساني لكل المغاربة، ها هي محطة 8 مارس تحل من جديد ببلادنا لتفسح المجال لتأمل حصيلة مسار التجربة المغربية، في امتداداتها المرتبطة بالحقوق والواجبات، وعلى مستوى التربية والتكوين، كما على مستوى القضاء والجانب الحقوقي والاجتماعي والسياسي والثقافي، والتألق الوطني والدولي. محطة 8 مارس المغربية هي إذن محطة لتأمل التراكم المحقق للمغاربة عامة وللمرأة المغربية بالأخص، ككائن وكرمز، كواحد وكمتعدد.. محطة 8 مارس المغربية فرصة للتذكر واستحضار الحصيلة وتأمل الذات الفردية في علاقتها بالمرأة أيضا، كذات فاعلة وكذات مرتبطة بامرأة ( قد تكون أما، زوجة، أختا، زميلة، قريبة..). المرأة منبع حب وعاطفة وإثراء وفيض من الأحاسيس الجميلة.. كيف إذن يمكن لشريكها الرجل أن يرد القليل من الجميل المقدم من امرأة تصر على مواصلة العطاءات في أي زمن أو مكان باسترسال ودون انتظار جزاء؟؟ إنها المرأة المغربية، المرأة كمربية أولى في المجتمع، مربية للمولود والطفل واليافع، للمراهق والشاب والرجل والشيخ .. المرأة المغربية كما عودتنا عليها السابقات والرائدات وتحدثت عنها كتب الأدب والتاريخ والفلسفة.. المرأة سيل لا منته من القيم الراسخة النبيلة، كيان عامر بالدفء والوفاء. إلى جانب هذا المستوى الذاتي الأساسي، هناك المرأة المكافحة / نساء المغرب المناضلات، اللواتي خضن مشاق الارتقاء بمجتمعنا، لفتح آفاق رحبة لوجود إنساني أفضل، في حقول مهنية وإدارية ومعرفية مختلفة، قصد تقديم نموذج/نماذج لحجم قدرات ومهارات وتدبير سيدات عشن لعقود في الظل، نماذج لا تقل جرأة وشجاعة وقدرة عن تدبير الرجل.. محطة 8 مارس فرصة إذن لتأمل مسار مغربيات متألقات، تحملن شموعا تضئن بها محيطهن القريب والبعيد بالتساوي، أكان محيطا ذاتيا أم جماعيا، محليا أم وطنيا.