يخلد منتدى الزهراء للمرأة المغربية ذكرى 8 مارس التي تصادف اليوم العالمي للمرأة، وهي مناسبة للتأمل في وضعية المرأة وتقييم مسيرتها النضالية، والوقوف عند أهم المكتسبات التي راكمتها المرأة واستشراف آفاق تطويرها، وقد تميزت هذه السنة بدينامية نسائية عالمية ، فقد نظمت الأممالمتحدة مؤتمر بيكين +,15 الذي انعقد في أجواء الأزمة المالية العالمية التي انعكست على اقتصاديات جميع بلدان العالم، وتحملت الشعوب تبعَاتها المدمرة، وقد تحملت النساء بشكل خاص النصيب الأوفر من الانعكاسات السلبية لهذه الأزمة، فقد كن الأكثر عرضة للفقر والبطالة والتشريد، كما تشير إلى ذلك تقارير العديد من المنظمات والهيئات الدولية المعنية. وبهذه المناسبة يتقدم منتدى الزهراء للمرأة المغربية بتحية إكبار وإجلال لنساء العالم اللواتي يتحملن مسؤولية الرعاية والتربية والتكوين ولكل المناضلات والمناضلين الذين يعملون من أجل إنصاف النساء وتأمين حياة كريمة لهن ولأسرهن، كما يحيي إصرارهم على دعم مشاركة المرأة في صنع مستقبل أفضل للعالم وضمان توازنه وذلك بمساهمتها الفعالة والطموحة إلى جانب أخيها الرجل من أجل تنمية إنسانية شاملة ومستديمة. ويحيي منتدى الزهراء صمود المرأة الفلسطينية واستماتتها من أجل الدفاع عن الأرض والإنسان، كما يندد بالمحاولات الجارية لتهويد القدس الشريف والنيل من المسجد الأقصى وانتهاك مقدساته، ويطالب المجتمع الدولي والأنظمة العربية والإسلامية بالتحرك العاجل لوقف مسلسل إبادة الشعب الفلسطيني. كما يتوجه منتدى الزهراء للمرأة المغربية بتهنئة خاصة إلى المرأة المغربية، التي استطاعت بفضل نضالها وبفضل جهود المجتمع المدني وبفضل دعم العديد من الفاعلين في الحقل السياسي، أن تقطع أشواطا معتبرة في مسيرة التنمية و الإنصاف والمساواة والكرامة. كما يخص بالتحية الهيئات العاملة في الحقل النسائي، ويتوجه بهذه المناسبة إلى جميع الجمعيات العاملة في إطار شبكة منتدى الزهراء بتحية تقدير وعرفان للجهود اليومية التي تبذلها نساء هذه الجمعيات في مختلف ربوع المملكة من أجل النهوض بواقع المرأة المغربية وتحصين تماسك الأسرة وضمان تماسك النسيج الاجتماعي الوطني. إن محطة 8 مارس هي مناسبة للوقوف على واقع المرأة في المغرب والتنبيه إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي تمس المجتمع المغربي بسبب استمرار تجاهل معاناة النساء جراء الانتهاك السافر لحقوقهن الأساسية والتردي المستمر لأوضاعهن. ويظهر ذلك جليا من خلال استمرار تراجع الخدمات الصحية المجانية، وتزايد العطالة في أوساط النساء وخاصة حاملات الشهادات العليا واستمرار عنف السلطة ضدهن كلما طالبن بحقهن في الشغل الكريم، وعدم احترام الحقوق الخاصة بالمرأة في مدونة الشغل، والتماطل في استصدار القانون المنظم لعمل خادمات البيوت، وتجاهل ظاهرة استغلال القاصرات في شبكات الدعارة داخل وخارج الوطن، واستمرار تفشي الأمية والهدر المدرسي في صفوف الفتيات خاصة في القرى والأحياء الفقيرة والهامشية، وتزايد نسب الطلاق والعنف الأسري بشكل يهدد استقرار الأسر والمجتمع المغربي.إنها مناسبة للوقوف على حجم الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تتعرض لها النساء الصحراويات المغربيات المحتجزات في مخيمات تندوف، ومطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الغير حكومية ومفوضية اللاجئين إلى ضرورة الانتباه إلى خطورة الأوضاع التي تعيشها المرأة المغربية داخل هذه المخيمات والتدخل من أجل وضع حد لهذه المأساة الإنسانية إن منتدى الزهراء للمرأة المغربية إذ يرصد أوضاع النساء في المغرب يجدد الدعوة إلى ضرورة: - إقرار استراتيجية وطنية شاملة للنهوض بأوضاع المرأة والأسرة، على ضوء الثوابت الوطنية والخصوصيات الثقافية والحضارية للمجتمع المغربي . - سن قوانين لحماية النساء من العنف بكافة أشكاله ومن الاستغلال والتحرش الجنسي، والضرب بقوة القانون على شبكات الدعارة المنظمة. - دعوة المغرب إلى التوقيع و المصادقة على الاتفاقية الدولية لمكافحة الاتجار في البشر لسنة 2000 . - معالجة الاختلالات التي كشف عنها التطبيق العملي لمدونة الأسرة عبر مقاربة مندمجة تستند على الأساس القانوني والجانب التربوي والرعاية الاجتماعية والحكامة القضائية الجيدة. - الإسراع في إخراج صندوق التكافل العائلي للوجود. - تفعيل المادة 82 من مدونة الأسرة باعتماد مقاربة تشاركية بين قضاء الأسرة ومراكز الإرشاد الأسري. - إقرار الحقوق الاجتماعية للنساء العاملات وتحمل الدولة لمسؤولياتها في مجال الرعاية الاجتماعية والخدمات الصحية الخاصة بالنساء. - احترام مقتضيات مدونة الشغل خاصة المقتضيات المتعلقة بحماية الأمومة والطرد التعسفي. - إقرار حق الشغل خاصة بالنسبة لحاملات الشواهد العليا، والكف عن استخدام لغة العنف والترهيب ضد مطالبهن المشروعة. - تبني مقاربة شمولية لمعالجة ظاهرة العنف المتنامي في المجتمع بسبب انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والكحول خاصة في أوساط الشباب. - إحداث المجلس الأعلى للأسرة وفي سياق انعقاد مؤتمر بيكين +,15 يدعو المنتدى الهيئات النسائية و الحقوقية للاستجابة لنداء:المساواة و الكرامة الذي أطلقه المنتدى من أجل العمل على إقرار مبادئ المساواة والإنصاف بين الرجال والنساء في مختلف السياسات العمومية المتبعة، والعمل على حماية حقوق الأطفال وصيانة كرامة الرجل، واعتماد سياسة واضحة من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة المغربية. مع نهج سياسة التحفظ على جميع التشريعات الدولية التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية، وتحسيس المنتظم الدولي من أجل احترام الحق في التحفظ على بعض مقتضيات الاتفاقيات الدولية التي تتعارض مع ثوابت الدين وقطعيات الشريعة. إمضاء: بثينة قروري رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية