عندما تم الإعلان عن يوم 10 أكتوبر يوما وطنيا للمرأة المغربية، كان حينها السؤال العريض الذي طرح نفسه قبل أن يردده الكثيرون يتمحور حول ماهية القيمة المضافة لمثل هذه المناسبة في مسار الحركة النسائية؟ ماذا يعني أن نخصص يوما وطنيا للنساء المغربيات!؟ وبما أن الزمن كفيل بأن يجيب عن الأسئلة الكبرى والمصيرية فقد ظل السؤال مطروحا حتى لا تكون الإجابات السريعة والمقتضة غير واضحة المعالم أو لا تشفي الغليل،، واليوم ونحن نخلد الذكرى الأولى ونقف عند أول احتفاء بهذا اليوم نجد أن المرأة المغربية ربحت محطة أخرى ومناسبة كبرى تمكنها من إعادة الحسابات والوقوف عما تحقق خلال مسارها ونفض الغبار عما لايزال مركونا في الملفات والرفوف. لذلك وبتخليد هذا اليوم في ذكراه الأولى، ستعقد الندوات وتدار الموائد العلمية في الشأن النسائي، وتعزز الفعاليات النسائية بلقاءات تتلاقح فيها الأفكار... وتتبادل فيها الآراء... خصوصا وأن المناسبة انبثقت عن أهم حدث اجتماعي وأهم طفرة قانونية عرفها المغرب على مستوى القانون ويتعلق الأمر بقانون الأسرة، هذا القانون الذي حظي بإجماع وطني وسار نبراسا ومثالا تهتدي به بلدان أخرى، اعتبرت ما حققه المغرب على مستوى قانون الأسرة مرجعا يحتذى. كما يعد الاحتفاء بهذا اليوم على الصعيد النسائي خطوة اعتبرتها الحركة النسائية المغربية محطة إيجابية ومتميزة كرمت المرأة المغربية عبرها، واعترفت بقيمتها وأهميتها داخل المجتمع وأيضا وقفة للتأمل من أجل رصد ماتحقق لها من مكتسبات وما تطمح لتحقيقه من أجل تقوية دورها داخل المجتمع. وأيضا فرصة لفتح النقاش حول المسار الذي نهجته الحركة النسائية في المغرب، من أجل ترسيخ صورة حقيقية عن المرأة ودورها في رسم خطوط خريطة مغرب الحداثة والتذكير بواقع المرأة التي قطعت أشواطا كبيرة ومتميزة جعلت منها نموذجا للعديد من نساء العالم. هذه كلها مسارات ومواقف خلدتها نساء المغرب بالجهد والنضال واستحقت أن تكون باكورة هذا الجهد هي تخصيص يوم وطني يخلد نضالها من أجل كسب رهان دولة الحق والقانون التي تحظى في رحابها المرأة المغربية بحق المواطنة الكاملة. لكن في نفس الوقت لا ينبغي أن تأخذنا النشوة ويصبح هذا اليوم فقط الشجرة التي تخفي الغابة، إذ لا ينبغي أن يقف الأمر عند الاحتفال فقط، بل يجب اعتباره وقفة للتأمل والوقوف على الثغرات التي لايزال يعرفها ملف المرأة خاصة وغيره من الملفات ،، ما يجعله وقفة لرسم الآفاق ووضع خطة استراتيجية من أجل النهوض بشكل قوي بأوضاع النساء، والقضايا النسائية الكبرى حتى يشعر الجميع بالدلالة القوية لهذا اليوم والإشارة البليغة التي يجب أن تلتقطها النساء.