في إطار أنشطتها الإشعاعية وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة احتضنت قاعة المداومة بالثانوية الإعدادية الشهيد محمد الديوري مؤخرا محاضرة قيمة ألقتها الأستاذة المحامية والناشطة الحقوقية والجمعوية نزهة العلوي. وقد افتتحت هذه الصبيحة بكلمة ترحيبية ألقاها مدير الثانوية الإعدادية السيد عبد الإله العزوزي الذي وضع هذه المحاضرة في سياقها الاحتفالي الوطني و العالمي، تلتها قراءات شعرية لثلاث تلميذات: هدى، ندى و بسمة، حول الأمومة والمرأة، بعد ذلك أخذت الكلمة الأستاذة نزهة العلوي التي استهلت كلمتها بشكر اللجنة الثقافية المنظمة واستعرضت في حديثها كفاح ومسار المرأة منذ القدم إلى أن وصلت إلى القرن 19 حيث كانت المرأة العاملة تشتغل لأزيد من 10 ساعات، ونظرا للإرهاق والتعب اللذين كانت المرأة تحس بهما فقد نزلت النساء إلى شوارع مدينة نيويورك للتظاهر والمطالبة بتخفيض ساعات العمل إلى 08 ساعات في اليوم. وتدخل الجيش الأمريكي آنذاك و حصد أزيد من 120 امرأة. ومرت السنون على هذه المجزرة الدموية التي كانت يوم 08 مارس. وبعد ذلك جاءت المرأة الأوروبية لتتبنى نفس المطالب و تحول ذكرى هذا اليوم الدموي إلى يوم احتفالي، ومن هنا أصبح العالم يحتفل بذكرى 08 مارس كيوم عالمي للمرأة، وفي هذا السياق ذكرت الأستاذة نزهة العلوي بإعلان جلالة الملك عن تخصيص يوم 10 أكتوبر من كل سنة، كيوم وطني للاحتفال بالمرأة المغربية ومبادرته في رفع التحفظات على جميع أشكال التمييز ضد المرأة بمناسبة الاحتفال بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ولم يفت الأستاذة العلوي التذكير بالتطور الذي حصل بالنسبة للمرأة المغربية سواء على مستوى المشاركة السياسية في المجالس المنتخبة أو في صنع القرار السياسي أو احتلالها لكثير من المواقع و المسؤوليات في مؤسسات الدولة. كما ذكرت بأهم القوانين التي كانت في صالح المرأة منذ 2003 إلى الآن وأهمها مدونة الأسرة وقانون الجنسية حيث فصلت الأستاذة نزهة في الحديث عن مميزات هذه القوانين ومدى استجابتها لكثير من المطالب النسائية و ردها الاعتبار سواء للمرأة أو الطفل بحيث كفلت له مجموعة من الحقوق كالحق في التعليم والتطبيب والنفقة والحضانة .... وقد تجاوب التلاميذ والتلميذات مع هذا العرض وشاركوا بمجموعة من الأسئلة في صميم الموضوع لقيت كلها ردا مقنعا و مفصلا من طرف الأستاذة نزهة العلوي التي أبدت إعجابها بالمستوى الثقافي المتميز الذي برهنت عنه التلميذات المتدخلات. و في آخر اللقاء قدم السيد المدير شهادة تقديرية باسم المؤسسة للأستاذة العلوي كعربون محبة و تقدير على مساهمتها في تنشيط هذه الصبيحة من جهة، وكتقدير من أسرة التربية والتكوين لنضالات المرأة وكفاحها من أجل بناء مغرب حداثي متطور .