يواصل قطاع الطاقات المتجددة بالمغرب جذب الاستثمارات الأجنبية، آخرها الاستثمارات الأسكتلندية، من خلال الذراع الطاقية لهذا البلد "Scottish Renewables"، التي أكدت أن المغرب وجنوب إفريقيا يعتبران من أهم المحطات المغرية بالاستثمار في الطاقات المتجددة، خصوصا الطاقة الريحية مجال اشتغال المؤسسة الأسكتلندية. ومن بين الأمور التي شجعت المؤسسة الأوروبية على الحديث عن اهتمامها بالمغرب كوجهة لاستثماراتها في مجال الطاقات المتجددة، كونها سبق لها أن قامت بتزويد محطات للطاقة الريحية بالأعمدة المعتمدة، مشيرة إلى أن المملكة تعتبر من أهم أربعين بلدا في العالم تستثمر في قطاع الطاقات المتجددة. حضور المؤسسة الأسكتلندية في المغرب يعتبر إضافة مهمة لصناعة الطاقات المتجددة بالمملكة بالنظر إلى الخبرة التي راكمتها المؤسسة الأوروبية؛ حيث تفيد الأرقام بأنها حاضرة حاليا في أربعين بلدا عبر العالم، وتقدم استشارات للحكومة اليابانية في مجال الطاقة الريحية، إضافة إلى كونها كانت المزود الرئيسي للمغرب وجنوب إفريقيا بأعمدة الطاقة الريحية في بعض المحطات، ثم أنشطتها في روسيا وبعض دول أمريكاالجنوبية. وأوردت المؤسسة في تقرير حول أنشطتها أن حضورها في المغرب، من خلال صفقات سابقة، كان مهما لتوسيع أنشطتها في إفريقيا، وتبقى المملكة، إلى جانب جنوب إفريقيا، أهم دول القارة السمراء في مجال الطاقة الريحية، بالإضافة إلى دول أخرى بدأت تعي بأهمية الطاقات المتجددة. وتبلغ قيمة الصفقات التي عقدتها المؤسسة الأسكتلندية ما يفوق 1,5 مليار درهم، في حوالي 43 دولة عبر العالم. وتركز المؤسسة على المغرب بالنظر إلى حجم الصفقات التي يطلقها في مجال الطاقات المتجددة، خصوصا الطاقة الريحية والشمسية، ويتوفر حاليا على أكبر محطة للطاقة الريحية بالقارة الإفريقية. ولم تخف المؤسسة أنها بفضل النتائج التي حققتها في بلدها الأم، وحتى في المغرب، نجحت في لفت انتباه دول أخرى طلبت منها الاستشارة، كما هو الحال بالنسبة للشيلي واليابان، "هذه الدول رأت النجاح الذي نحققه في الطاقة الريحية، ولهذا بدأت تعمل على توظيف مؤسسات أسكتلندية في قطاع الطاقات المتجددة". وتراهن المؤسسة "Scottish Renewables" على مزيد من المشاريع في المغرب من أجل تطوير الانفتاح على دول إفريقية أخرى، عوض انحصار نشاطها بين المملكة وجنوب إفريقيا، علما أن تواجه منافسة قوية، خصوصا من طرف المصنع الألماني "سيمنس" الذي أعلن عن افتتاح مصنع لإنتاج الألواح الطاقية الريحية، بعد فوزه رفقة مجموعة "ناريفا" بصفقة كبيرة للطاقة الريحية بالمغرب.