تحول قطاع الطاقات المتجددة بالمغرب إلى مجال لجذب الاستثمارات الأجنبية، بل ومحل تنافس بين عمالقة الطاقات النظيفة في العالم، مرده إلى الأرباح التي يمكن أن تحققها هذه المؤسسات من وراء استثمارها بالمملكة؛ وهو ما تظهره النتائج المالية التي حققتها شركة "Futuren" الفرنسية المتخصصة في قطاع الطاقات المتجددة، التي حققت لأول مرة نتائج صافية إيجابية برسم أنشطتها للعام الماضي، ويعود جزء من هذه النتائج إلى استثمارها في قطاع الطاقة الريحية بالمغرب. الشركة التي أعلنت نتائجها المالية أكدت أن هذه أول مرة في تاريخها تحقق هذه النتائج؛ وهو ما دفعها إلى التأكيد على أنها ستواصل استثماراتها، بل إنها تخطط لمضاعفتها على المدى القصير. كل هذا التطور الإيجابي في أداء الشركة ذاتها يعود في جزء منه إلى كونها تتوفر على استثمار في الطاقة الريحية بالمملكة، فهي الموكول لها الاستثمار في محطة "الكدية البيضة"، الواقعة بتطوان، والتي من المتوقع أن تصل قدرتها الإنتاجية إلى 50 ميغاواط. كما أن المجموعة الفرنسية نفسها سبق لها أن وقعت عقدا مع المكتب الوطني للماء والكهرباء سنة 2011 لتطوير مشروع إنتاج 300 ميغاواط في المنطقة نفسها. الشركة الفرنسية ليست الوحيدة المستفيدة من توجه المغرب نحو الطاقات المتجددة، بل عملاق الصناعة الألمانية "سيمنس" أيضا، الذي بات حاضرا بقوة في محطات الطاقة الريحية في المغرب، حيث تكلف بتوفير طوربينات تحويل الطاقة الريحية في محطة طرفاية، التي تعد أكبر محطة للطاقة الريحية في القارة الإفريقية، وتطلب الاستثمار فيها 4.5 مليارات درهم، وهي المحطة نفسها التي استثمرت فيها شركة "سويز" الفرنسية التابعة لمجموعة "فيوليا" الفرنسية، بالإضافة إلى حضورها في محطات ريحية أخرى بالجنوب والشمال المغربي. ومؤخرا حصلت شركة "سيمنس" رفقة مجموعة "ناريفا" المغربية على صفقة للطاقة الريحية بقيمة 12 مليار درهم، بغرض إنشاء خمس محطات للطاقة الريحية، تنتهي الأشغال منها بحلول 2020؛ وهو ما شجع الشركة الألمانية على افتتاح مصنع لها بالمغرب، باستثمار قيمته مليار درهم، وسيكون إنتاجه موجها نحو الخارج.