فتح الفاعل الألماني "سيمنس غاميسا"، الرائد في صناعة شفرات الطاقة الريحية، أبوابه للصحافة الوطنية. ففي زيارة ميدانية، قام بها وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عزيز الرباح، مرفوقا بممثلي وسائل الإعلام الوطنية، الجمعة 8نونبر 2019، كشفت الشركة الألمانية سلسلتها الإنتاجية في مجال اختصاصها ممثلا في الشفرات الريحية. وكانت الزيارة مناسبة، اطلع خلالها الوزير الرباح بمعية ممثلي الصحافة، على مراحل وخطوط الإنتاج المختلفة الخاصة بالشفرات الريحية. إذ استمع الزوار إلى شروحات من أطر تقنية مغربية بشأن التكنولوجيا المستخدمة ومناهج التصنيع والإنتاج . وخلال ذات الزيارة، قال الرباح إن اختيار شركة بحجم وسمعة "سيمنس غاميسا " لتصنيع الشفرات الريحية إحداث مصنع لها بالمغرب هو الأول من نوعه في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط "دليل على الثقة التي تحظى بها المملكة من لدن المستثمرين الأجانب". ومن ضمن الشروحات، التي تم تقديمها للوزير الرباح، أن اليد العاملة المغربية وكذا الأطر بالمصنع، الذي جرى افتتاحه سنة 2017، تمثل 95 بالمائة من مجموع العاملين. وتم التشديد على أن شركة "سيمنس غاميسا" حريصة على نقل تكنولوجيا الشفرات الريحية إلى المغرب من خلال تدريب المهندسين والتقنيين المغاربة وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم في المجال. وفضلا عن المشاريع الريحية، التي يُشرف المصنع على إنجازها أو هي في طور الإنجاز بالمغرب، فالمصنع يقوم كذلك بتصدير الشفرات الريحية إلى العديد من الدول الأوروبية، لاسيما في جنوب أوروبا، ارتكازا على البنية اللوجيستيكية، التي أضحى يتوفر عليها المغرب وفي مقدمتها ميناء طنجة المتوسط. من جانبه، قال المدير العام لمصنع "سيمنس غاميسا"، جان بيتر كولز، إن إحداث هذه الوحدة الصناعية بالمغرب تدخل في إطار الاستراتيجية الدولية للشركة الرامية لإيجاد منصات تنافسية للتصنيع والتصدير. وأشار المسؤول الألماني إلى أن هذا المصنع، الذي يشكل إحدى الوحدات الحديثة للمجموعة عبر العالم، يقوم بتصنيع وتصدير شفرات توربينات الطاقة الريحية والمصنوعة "100 في المائة بالمغرب" لفائدة الزبائن بإفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا . وأشار المدير العام إلى أن المجموعة تعتبر من بين أكبر 3 مجموعات متخصصة في الطاقة الريحية بالعالم. وأشاد المسؤول ذاته بكفاءة اليد العاملة وكذا الأطر المغربية حيث قال إنها " تتمتع بالمرونة والتنافسية الكبيرتين". أيضا، أكد الرباح على أن مصنع "سيمنس غاميسا" يعد نموذجا للاستثمارات، التي يشتغل المغرب على استقطابها في إطار استيراتيجية صناعية متكاملة تستهدف التوطين والتبييء الصناعيين وتخدم انخراطه في الصناعات المتصلة بتحقيق مخططه في الانتقال الطاقي، الذي أضحى يساهم في الإقلاع الاقتصادي الوطني ومجالا مُحدثا لفرص الشغل. وكشف الرباح أن 3000شركة استثمارية أجنبية استقرت بالمغرب مما يعزز حظوة المملكة كوجهة استثمارية ذات تنافسية عالية . وأوضح الرباح أن " التعويض الصناعي والأفضلية الوطنية والبحث العلمي والتطوير وكذا المحتوى الوطني تشكل الركائز الأربعة للدينامية الوطنية في مجال الانتقال الطاقي". وزاد الرباح موضحا في هذا السياق أن المغرب "يشجع على عقد الصفقات لإنتاج الكهرباء من أجل التصنيع، وبالتالي تطويرالتنافسية الاقتصادية للمغرب" . وزاد الرباح مؤكدا أن "الطلب على الطاقات المتجددة في تزايد واستغلال الموارد النظيفة أصبح أمرا لا محيد عنه بالنسبة لعدد من القطاعات". ويُشكل مصنع "سيمنس غاميسا" جزءًا من هذه الديناميكية الوطنية في مجال الطاقة النظيفة بالنظر إلى أنه يمثل أحد الموردين العالميين الرئيسيين للمنتجات وحلول الخدمات في مجال الطاقة الريحية سواء في ما يتعلق بالأوفشور أو الأونشور والخدمات. وقد ساهم المصنع منذ إحداثه 2017 في توليد 840 ميغاوات من الطاقة الريحية الموزعة على 8 محطات ريحية هي العيون( 5.1 ميغاوات)، وطنجة( 140.2 ميغاوات)، وحومة( 50.6 ميغاوات)، وفوم العود( 50 ، 6 ميغاواط )، والصويرة( 60.4 ميغاواط )، وطرفاية( 301.3 ميغاوات)، وفتيسات ( 201 ميغاوات). ويوجد مصنع "سيمنس غاميسا"، بالمنطقة الصناعية أوتوموتيفايت سيتي طنجة، حيث يمتد على مساحة إجمالية تتجاوز 37 ألف متر مربع. وبلغت تكلفة إنجازه 100 مليون أورو . كما تبلغ الحصة السوقية للمصنع بالمغرب 70 بالمائة. ويندرج المصنع ضمن الشراكة المغربية -الألمانية في مجال الطاقات المتجددة، والتي انطلقت في 2012. ويتم بالمصنع إنتاج توربينات الطاقة الريحية بقدرة إنتاجية تصل إلى 4.2 ميغاواط، وشفرات المراوح بطول يصل إلى 63 مترا، وهو الإنتاج الذي يوجه للتصدير نحو بلدان أوروبية وإفريقية وبالشرق الأوسط، إلى جانب تموين بعض المشاريع الوطنية. ويُنتج مصنع " سمينس غاميزا" الشفرات B63-10 بطول 63 مترًا ، وكذلك شفرات تكنولوجيا الفراشة G-132 بطول 64مترا. وفي أكتوبر 2019 ، قام المصنع بنقل الشفرات من طنجة إلى ميدلت، في أول عملية من نوعها، عبر الطريق السيار بالتعاون مع الشركة المغربية "الطرق السيارة". كما احتفل المصنع في شتنبر 2019 ، ببلوغه تصنيع الشفرة ال 100من فئة G132 . إذ تم إنتاج الشفرات المائة في مدة لم تتعد 13 شهرا، تم شحن 93 منها نحو مشاريع وطنية ودولية.