بتنامي حالات الاعتداء والسرقة في شوارع عدد من مدن المغرب، شرع ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في اقتفاء خطوات "مشرملين" ومجرمين يعمدون إلى القيام بعمليات "كريساج" في حق مواطنين في واضحة النهار، حيث يسلبونهم أموالهم وممتلكاتهم، ويرفقون ذلك أحيانا باعتداءات جسدية ضد ضحاياهم. وتبث صفحات فيسبوكية، أنشئت حديثا لهذا الغرض، مقاطع فيديو وصورا تكشف وجوه مشتبه بهم في سرقة مواطنين، وانتشال نقودهم وممتلكاتهم؛ فيما يطلق ناشطون نداءات لفضح هؤلاء اللصوص والمجرمين في فيسبوك، والتبليغ عن مكانهم لمصالح الأمن من أجل مساعدتها على اعتقال المشتبه بهم. صفحة "زيرو كريساج"، إحدى هذه المنصات الفيسبوكية التي أخذت على عاتقها فضح "المشرملين" في شوارع المغرب، تنشر فيديوهات أشخاص يقدمون على عمليات النشل والسرقة؛ منها على سبيل المثال صور سيارة يمتطيها 3 شبان يقومون بواسطتها ب"الكريساج" بأكادير. ومن مقاطع الفيديو التي نشرتها الصفحة عملية سرقة يقوم بها لص متخصص في انتشال الهواتف المحمولة، وأيضا سرقة شاب لدراجة نارية من أمام منزل في عز النهار؛ وهو ما واكبه معلقون فيسبوكيون بمطالب إيقاف هؤلاء اللصوص بدليل الفيديوهات التي تفضح عملياتهم. وبثت الصفحة المذكورة نداءات إلى المواطنين ورواد "الموقع الأزرق" لفضح تصرفات "المشرملين" الذين يبثون الرعب والخوف في نفوس السكان والمارة؛ ومنها "سنتحد ضد عدو مشترك"، و"سنساهم في تنمية بلدنا"، وأيضا "أرسل أي معلومة قد تسقط عصابة أو مجرما". ويقول الناشط الشاب حمزة زبادي، مسير صفحة "زيرو كريساج"، في تصريحات لهسبريس، إن الغرض الرئيس من بث صور "مشرملين" ومشتبه بهم في عمليات سرقة مواطنين هو مساعدة رجال الأمن، مبرزا أنه أنشأ الصفحة عندما لاحظ تكاثر شكاوى المغاربة من "الكريساج". وتابع زبادي بأن الفكرة لاقت إعجابا من رواد فيسبوك، ودعما من لدن ناشطين ومواطنين يطالبون بمواصلة بث الصور والفيديوهات والمعلومات التي تفيد مصالح الأمن في فضح المجرمين، مشددا على أن الغاية ليست سوى مساعدة رجال الأمن، باعتبار أن "المواطن هو رجل الأمن رقم واحد"، وفق تعبيره. ولدعم صفحته، يخطط الناشط الفيسبوكي الشاب ل"نشر صور وأشرطة وكتابات تروم توعية الشباب حول ظاهرة السرقة والاعتداء على أرواح وممتلكات المواطنين الأبرياء"، مبرزا أنه يتعين تكاثف الجهود والمبادرات الشبابية من أجل إشاعة روح التضامن، ومواجهة ظاهرة "التشرميل". ومن ثمرات رصد "الاستخبارات الفيسبوكية" لتحركات وعمليات مجرمين ولصوص اعتقال مصالح الأمن المعنية الشخص الذي هاجم مواطنا قبل أيام خلت في الدارالبيضاء، والذي كان يحمل في حقيبة مبلغا ماليا كبيرا، قبل أن يلوذ المعتدي بالفرار؛ لكن فيسبوكيين تمكنوا من نشر صوره وملامح وجهه، ليقع في قبض الشرطة. وفي السياق نفسه تمكنت فرقة الشرطة القضائية في منطقة مرس السلطان الفداء في ولاية أمن الدارالبيضاء، أخيرا، من إيقاف أربعة أشخاص، يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بتكوين عصابة إجرامية، وارتكاب عمليات سرقة بالعنف تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وأفادت المديرية العامة للأمن الوطني، ضمن بلاغ سابق لها، بأن إيقاف المشتبه فيهم جاء على خلفية البحث، الذي باشرته مصالح الأمن في الدارالبيضاء في موضوع شريط فيديو منشور على شبكة الأنترنيت، يوثق لسرقة بالعنف، ارتكبها خمسة أشخاص في حق رجل مسن.