قال يوسف العمراني، المكلف بمهمة في الديوان الملكي، إن الجماعات الإرهابية المتطرّفة "اختطفت" الإسلام الحقيقي، مضيفاً أنّ العمليات الإرهابية، في مُجملها، قتلت من المسلمين أكثر ممّا قتلت من غيرهم. وأضاف العمراني، الذي كان يتحدّث في آخر جلسة نقاش بمنتدى "ميدايز" بطنجة حول "مستقبل عالم عربيّ فوضويّ: محاربة داعش والتعامل مع واقع جيوسياسي جديد"، أن الحلّ لمواجهة التطرّف يكون أيضا بإصلاح التعليم، وتكوين الأئمة من أجل إعادة شرح رسالة الإسلام الحقيقية. من جانبها دعت سميرة رجب، المبعوثة الخاصّة للديوان الملكي البحريني، الأنظمة العربية إلى تحالفاتٍ متوازنة من أجل خلق قوّة داخلية وتنظيم شؤونها بنفسها دون تدخّل خارجي، مؤكدة أن الأمرين مرتبطان بشكل كبير وأن "إصلاح الشأن الداخلي لا يتأتى في وجود تدخّل خارجي عبثي وشرس". واعتبرت رجب أن التدخّل في العراق، مثلاً، أثبت هذه العبثية، وأن العراق لم يكن يتوفّر فعلا على أسلحة دمار شامل، مضيفة أن النتيجة كانت أسوأ بمئات المرّات مما قيل عن تهديد العراق لجيرانه، وأن التهديد الحقيقي هو ما يحدث الآن بعد أن سقط توازن القوى في المنطقة وأصبح العراق تابعا لإيران، "وهو ما يخدم الدول الكبرى التي تستعمل كلّ تلك الذرائع من أجل مصالحها"، تضيف رجب. ونفى الطيب باكوش، الأمين العام للاتحاد المغاربي، أن يكون الاتحاد مجمّدا، بل إن ملامحه واضحة، لكن ما ينقصه أنه لا يوجد إعلامٌ كافٍ حوله. ومن خلال اطلاعه على النصوص المؤسِّسة للاتحاد، أكّد باكوش أن جميع مقوّمات نجاحه متوفّرة، وأن ما ينقصه هو تفعيل بعض القرارات والتوصيات والهياكل، كما أن الاعتبارات الإقليمية، بحسب باكوش دائما، كانت أيضا معيقا قويّا لتنشيط الاتحاد، مع أن القانون يسمح بذلك. وحول وصف بعض المتدخّلين للإرهاب بأنه "أزمة إنسانية"، رفض باكوش ما أسماه "التلاعب بالمصطلحات"، معتبرا أن "الإرهاب يبقى إرهابا"، مستغربا كيف يصف البعض "داعش" بأنها "إسلام غاضب"، متسائلا: "كيف يكون الإسلام غاضبا؟". من جهته اعتبر "باولو بورطاس"، الوزير الأول البرتغالي الأسبق، أنّ المغرب هو البلد الوحيد المستقرّ في المنطقة؛ حيث استطاع القيام بإصلاحات فريدة جعلته نموذجا يحتذى، واستطاع أن ينجح في ما فشل فيه الآخرون، في إشارة إلى نتائج ثورات "الربيع العربي" على دول المنطقة. وأضاف بورطاس أن المغرب قوّة جهوية حاسمة، وأنه رائد في مجال التعاون من أجل القضاء على التطرف والإرهاب، إضافة إلى الوضع الخاصّ للملك محمد السادس كسلطة سياسية ودينية، ممّا يمنح المغرب استقراراً قلّ نظيره.