لعُقود طويلة شكلت منطقة الخليج العربي مثالاً للاستقرار السياسي والرفاه الاقتصادي. ورغم رياح الربيع العربي التي عصفت برؤساء بعض دول المنطقة المجاورة وأدخلت أخرى في دوامة النزاعات والإضرابات، إلا أن الخليج شكل "استثناء" إلى حين وصول دونالد ترامب إلى قيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية..كانت هذه من بين أبرز الخلاصات التي توصل إليها كبار الخبراء الدوليين خلال جلسة خُصصت لمناقشة سياسية أمريكا تُجاه العالم الإسلامي بملتقى "ميدايز" اليوم السبت بطنجة. الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، اعتبر أن سياسة الرئيس ترامب لا تختلف عن السياسات السابقة لأمريكا التي ابتدأت منذ نهاية الحرب الباردة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانهزام الشيوعية؛ "وهو الأمر الذي تُرجم فعليا بعد غزو العراق وأفغانستان وهجمات 11 شتنبر". وأوضح عمرو موسى أن التوجه الجديد لترامب نحو العربية السعودية يهدف إلى إحداث تغيير في إستراتيجية مواجهة إيران؛ "وذلك من أجل مواصلة التغلغل الأمريكي في الشرق الأوسط وربما ترك الحلفاء يقومون بحرب بالوكالة على طهران"، وأكد أن تقسيم دول المنطقة على الأساس السني والشيعي يخدم مصالح الغرب. بدورها أكدت سميرة رجب، المسؤولة السابقة بالديوان الملكي البحريني، أن الوجوه تتغير في الولاياتالمتحدةالأمريكية ولكن الإستراتيجيات الكبرى تُجاه العالم الإسلامي ثابتة، وأشارت إلى أن إدخال المنطقة العربية في حروب مستمرة بالوكالة واستغلال فزاعة الإرهاب "يخدم أغراض غير عربية بقدر ما هو سياسة أمريكية لتأسيس نظام جديد في مينا من صناعتها". وأضافت المتحدثة ذاتها: "مع سنة 2020 يتم الإعداد لظهور منظمات جديدة أكثر خطورة ووحشية وأكثر قربا من منطقة الخليج التي بدأت تدخل في حروب ومواجهات مباشرة بفضل لعبة إدارة ترامب الجديدة". وترى رجب، التي شغلت أيضا منصب وزيرة دولة لشؤون الإعلام، أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية لها موقع داعم لجميع حركات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رغم دورها في ظهور المنظمات الإرهابية"، وزادت: "أمريكا سلمت العراقلإيران بعدما استولى الإسلام السياسي عليها..وهنا بدأت معالم الإرهاب تضرب المنطقة". الموقف نفسه تقريباً عبر عنه عبيدي حسني، وهو مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط بجنيف، الذي أوضح أن الزيارة الخارجية الأولى لترامب إلى السعودية بعد توليه السلطة تعكس الكثير من الدلالات، وقال: "ترامب يُريد الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال تثبيت أنظمة سلطوية تحكم بقبضة من حديد شعوبها". "أمريكا في عهد ترامب لم تقم بأي دور لإيجاد حلول للصراعات القائمة في المنطقة، بل تلعب على حبل هذه التوترات لخدمة مصالحها الكبرى"، يورد الخبير في قضايا المنطقة.