"بوكو حرام"، والأزمة الليبية، وتنظيم "داعش"، وخطر الإرهاب، هي تحديات من بين إشكاليات عدة تواجهها القارة الإفريقية، وتشكل تهديدا لأمنها وسلامها الداخلي، وتزعزع استقرار المنطقة، ما يستوجب بحسب يوسف العمراني، أحد مستشاري الملك محمد السادس، تضافر الجهود في إفريقيا لمواجهة هذه الأزمات. مواجهة الإرهاب وأوضح العمراني، خلال حضوره في فعاليات منتدى "ميدايز"، أن جل الجماعات الإرهابية تحمل رؤية تدميرية، شارحا الأساليب التي اتبعها العاهل المغربي لمواجهتها، حيث لخصها في القيام بإصلاحات في التعليم والصحة والاقتصاد، وأيضا في ما يخص البعد السياسي الأمني، عن طريق تقوية البنيات الأمنية ومحاربة التطرف. المتحدث ذاته قال إنه يجب أن يتم العمل على تفكيك خطاب المتطرفين الإرهابيين "الذين يعتقدون أنهم ينهضون بالإسلام، لكن العكس هو الذي يقع"، مشددا على" ضرورة استخدام الوسائل الذاتية في ما يخص محاربة التطرف، والحفاظ على الهوية لإحقاق الأمن والسلام". ونوه المستشار الملكي بتدريب المغرب لأئمة من إفريقيا، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيساهم في نشر القيم الحقيقية للإسلام، والتي تتماشى مع الديمقراطية، مردفا أنه على الصعيد القاري أيضا، توجد هناك فرص كبيرة متاحة في إفريقيا يجب استغلالها للنهوض بالقارة السمراء". وبعد أن أكد العمراني على أن "طريقة تقديم المساعدات التي لم تعد ناجعة، بل يتعين التركيز على المشاريع من أجل تحقيق التنمية وخلق فرص الشغل"، أورد أن دولة واحدة لا يمكن أن تواجه كل هذه التحديات المتعلقة بالأمن لوحدها، بل يتطلب الأمر التعاون بين الشمال والجنوب. ومن جانبه، أشار رايلا أودينغا، الوزير الأول السابق لكينيا، إلى أن مشاكل إفريقيا تكمن في عدم الانفتاح والاختلالات التي تشهدها الحكومات، ما جعل التطرف والجماعات الإرهابية تجتاح القارة"، منبها إلى ضرورة أن تتحلى الدول الإفريقية بنظرة استباقية للأزمات". المسؤول الكيني أوضح، ضمن مداخلته في ذات الموعد، أنه إن لم يتم توفير الظروف الملائمة للشباب واعتماد إصلاحات للنهوض بأوضاعهم، فإنهم "سيصبحون طعما سهلا ليجندهم الإرهابيون، قبل أن يشير إلى أن "إفريقيا قارة شابة، وطفرة الشباب يمكن أن تكون لعنة أو بشرى"، على حد تعبيره. الأزمة المالية موسا مارا، الوزير الأول السابق لمالي، تحدث عما كانت ستتسبب فيه الأزمة المالية من أضرار للقارة الإفريقية لولا تدخل فرنسا بداية عام 2013، مشيرا إلى أنه حينما يكون هناك فقر مدقع في مكان ما، فلا يمكن الحديث عن تجاوز الإرهاب والجرائم، من قبيل تهريب المخدرات. وأوضح مارا أن الجماعات المشتددة تهدد أمن مالي والدول المجاورة، وأنه دون تدخل المجتمع المدني وفرنسا لم تكن بلاده لتتجاوز الأزمة والتوصل إلى اتفاق للسلام"، مبرزا أن تدخلات الأممالمتحدة دائما ما تكون قصيرة وغير طويلة الأمد، معتبرا أن أزمة مالي ليست أزمة إرهاب فقط، لكنها أزمة حكامة وتصرفات الحكومة مع المواطنين أيضا. وتحدث الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، محمد ابن شامباز، عن المقاربة التي تتبعها الأممالمتحدة، واصفا إياها بالشاملة، ومشيرا إلى أنه حينما تكون هناك أزمة تتم تعبئة جميع وكالات الأممالمتحدة لمواجهتها. وأوضح المتحدث ذاته أنه يتم حاليا البحث عن أسباب نمو جماعة "بوكو حرام" واستقطابها لعدد كبير من الشباب، مشددا على ضرورة إيجاد رسالة مضادة للخطاب المتطرف، داعيا إلى إعداد نظام للإنذار المبكر، من أجل التحرك بسرعة حينما يكون هناك خطر، وقال "لا يجب ترك هذا المجال للمجموعات الإرهابية تتحرك فيه كما تحب". الأزمة الليبية وإذا كان التدخل الفرنسي في مالي قد أتى أكله، فالعكس تماما حدث في الأزمة الليبية التي مازالت متواصلة. وفي هذا الصدد، قال جون دافيد ليفيت، مستشار الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، إنه حينما انطلق الربيع العربي ومع بداية المظاهرات، قام معمر القذافي بتهديد مواطنيه. وأوضح مستشار الرئيس الفرنسي السابق أنه "نظرا لوجود أزمات مماثلة في الماضي راح ضحيتها عدد من المواطنين، كان لا بد من اتخاذ إجراء لوضع حد لهذا النزاع" وفق تعبيره. المتحدث أشار إلى أنه "تلبية لدعوة جامعة الدول العربية التي طلبت من فرنسا التدخل، وخوفا من إحداث مجازر من طرف القذافي وأبنائه"، تم التدخل في ليبيا، موضحا أنه في البداية كانت النتائج "إيجابية" لأنها أسفرت عن حماية المواطنين، مضيفا: "لكن الأمور تدهورت ولم يكن بإمكاننا التدخل فيما بعد".