دائرة الإرهاب بالقارة الإفريقية تتوسع والأصوات المطالبة بمكافحة الظاهرة تتعالى. أمام الخطر الداهم لم يتردد أعضاء مجلس الأمن الدولي المجتمعين أول أمس الإثنين، في دعوة دول الساحل والبلدان المغاربية إلى تكثيف التنسيق على الصعيد الإقليمي لمكافحة الإرهاب. ممثلو الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، وبعدما وضعوا على طاولة النقاش موضوع «التحديات المرتبطة بمكافحة الإرهاب في افريقيا في سياق حفط السلم والأمن الدوليين»، خرجوا بخلاصة مفادها أن مكافحة الإرهاب تتطلب من دول الساحل والمغرب، بالإضافة إلى تحسين التعاون والتنسيق «وضع استراتيجيات شاملة وفعالة لمكافحة أنشطة الجماعات الإرهابية بطريقة شاملة ومتكاملة» وفي مداخلة له أمام مجلس الأمن، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من وجود المجموعات الإرهابية التي زادت حدتها في إفريقيا٬ وباتت تشكل تهديدا للسلم والأمن والتنمية بالقارة، وأضاف المسؤول الأممي، خلال الاجتماع الذي ترأسه الرئيس الطوغولي فور غناسينغبي٬ أنه «بدءا بحركة الشباب في الشرق٬ ومرورا ببوكو حرام في الغرب٬ ووصولا إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالشمال٬ فقد تعززت العديد من المجموعات والكيانات الإرهابية في العديد من مناطق القارة». الوضع المتدهور بمالي وتداعياته على المنطقة، والذي كان محور النقاشات، فإن التقدم العسكري الحاصل على الميدان في هذا البلد، وإن كان يعد أمرا مهما، فإنه بالنسبة لبان كي مو ن" لا يكفي لوحده للقضاء على الإرهاب بإفريقيا"، فمواجهة من هذا القبيل، حسب المسؤول الأممي«يتعين أن تتم على العديد من الجبهات كما تتعين مواجهة الظروف التي تحفز على بروز الإرهاب»، مؤكدا أنه «من دون مقاربة مدعمة ومندمجة٬ فإن خطر انتقال التهديد من منطقة إلى أخرى سيظل قائما». وإذا كان أعضاء مجلس الأمن قد خلصوا إلى ضرورة وضع استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب بإفريقيا وخصوصا منطقة الساحل، فإن المغرب كان سباقا إلى المطالبة بمثل هذه المبادرات، وهو ما أكده سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في كلمة أمام المشاركين في الاجتماع، من خلال تشديده على أن المغرب عازم على العمل «بنشاط لنجاح الاستراتيجية المتكاملة للأمم المتحدة الخاصة بمنطقة الساحل"٬ التي ستقدم في يونيو المقبل» العثماني، لم يتردد في كلمته في التأكيد على أن المغرب، كان من بين الدول الأوائل التي دقت ناقوس الخطر أمام التهديد الأمني في بعض المناطق بافريقيا، حيث أشار إلى «العلاقة المتنامية» بين الجماعات الإرهابية والحركات الانفصالية والشبكات الإجرامية «تستخدم فيها المجموعات الإرهابية أساليب جديدة وتقنيات متقدمة٬ وخصوصا بعد انتشار الأسلحة الليبية عقب سقوط نظام القذافي». غير أن الجهود، التي يبذلها مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية، والتي ساهمت في تفكيك عدد كبير من الشبكات الإرهابية والإجرامية رغم أهميتها، فإنها تظل «غير كافية»، حسب العثماني، الذي قال إنها «تتميز بانعدام التنسيق والتماسك في وقت تستمر فيه هذه الشبكات في التوسع نحو مناطق أخرى من القارة»، في الوقت الذي يعول فيه على الاستراتيجية المتكاملة للأمم المتحدة، لمكافحة الإرهاب مؤكدا أن «المغرب سيساهم بفعالية في إنجاحها».